موتُ الإنسانية!
جراحُ الشوارعِ فيها
مراكبُ الموتِ تبحرُ
كانَ وجودُ البحثَ
عَنِ المكانِ الضائعِ
ومَعَهُ يضيعُ البشرُ
في المقابر
كنا في الزمنِ الذي تركناهُ حقائبَ
سَفَرٍ على أكفِّ الرياح
اليومَ
يهربُ المكانُ منا
نأتيهِ
فينأى
على شراع
قد قتلَ العالمُ الإنسانية
ولطفلٍ قالَ الوداع
أرادَ القمرُ أنْ
يبقى معلقًا على الجدار
كالقنديلِ الذي لا ينطفئ
كالفضةِ في
انتظارِ البحثِ عنها
كالماسِ الذي لا يَلِد
أرادتِ الأكوانُ أنْ
تكونَ المعارك
لتبقى البنوكُ آباءَ المدن
والرَّفاهُ في بصاقِ الذهب
أرادت أنْ تكونَ المجهولُ
ليبقى الأمرُ أمرَ الواقع
وأوروبا بانتظار يومِ الأحد
في الكابوسِ الإنسانيّ
في البيتِ الذي لا نوافذَ فيه
في الكوبِ الذي لا شراب فيه
في الرمادِ الذي لا دخانَ فيه
في اقتراحِ اليأسِ الأخضر
في احتفالِ اللونِ الأصفر
في عِناقِ النصلِ الأحمر
نامتْ قبل نشرةِ الأخبارْ
في مساءِ تلكَ الليلة
والليلُ
يسهرُ
مِنْ
وراءِ
النافذة
كالقطِّ
الأسود
ماذا أقولُ لمنْ
يُعلفون في زرائب
السلاطين
كالحيوانات
في المِدْوَّد
عادتْ إلى القيء
إلى التماهي
إنسانيتُنَا مِنَ القيء
تبدأُ وتنتهي
على حافةِ القبر
تُعاني
تريدُ أنْ تقذفَنَا مِنْ أعمقِ هُوَّةِ
في أحشائِهَا ونحنُ بعدُ لَمْ نتكوَّن
نحنُ الذينَ نتكوَّنُ مِن نصلِ سكين
ذي رائحةٍ كريهة
تكادُ تتفجر
نحنُ القساةُ
قبلَ أنْ نتحرر
كلُّ هذا البركان!
لمْ تنتهِ مِنْ قذفِ الإنسانية
في المرحاض
وهناكَ مِنْ يبحثْ عَنِ التلهي بالتفاهة
بلاجدوى المكان
سيأخذُ الكلبَ ليقضي حاجتَه
في حوشٍ أوْ على جدار
القيءُ يثير رغبتَهُ في التبول
جنسٌ منقوشٌ مِنْ ماء
أنتَ تُضحكُني وتُضحكُ العالمَ
عالمُ الكلاب
كانً ضميرَهَا المعذَّب
كجذوعِ السرو
كأوراقِ العنب
الإنسانيةُ
لمْ تتسعْ طفلاً
بلا
رعب..