الخميس ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم
كأني لم أعد حيَاً!
إلى أبي
يروى أنه كان هناك فنان إيطالي شيخ،
كان قد أنهى جدارية بأمر من أحد الأمراء،
ولم يدّخر الفنان شيئاً من طاقته في سبيل ذلك
حتى أوشك على الهلاك وهو يقترب من نهاية عمله.
بعد إنجاز العمل، أعطى الأمير الفنانَ كيساً من الذهب،
وطلب منه أن يحمله على ظهره.
وفعلاً حمل الفنان الشيخ مكافأته إلى بيته،
ولكن ماهي إلا لحظات حتى فارق الحياه!
الإيطاليون قالوا إنه كان بحاجة إلى كلمة شكر فقط...!
كأني لم أعد حياً..في هذا النهار الطويلوالليّل احتضار الفرائصكأني أحملُ نعشيعلى طبق من غمامكي يفتح شهية الموتعلى مصراعيهوعلى روحي المتعبةويقطع السبيل..على حلمي الثقيلفكأني لم أعد حياًفي هذا النهار الطويل..كأنّ الكلام المخاتليلفظ أنفاسه الباقيةويكتب خلسةًخطبة وداع أخيرةلحبٍ يمشى الهوينىعلى درب الرحيل..فكأني لم أعد حياًغي هذا النهار الطويل..وكأنّ الأرض تدرّب خطاي سراًوتتقمص خطاياي جهرألتردني إلى ليلهامرذولاً..وتهدد أقماري البعيدةبغيمٍ وذئابٍ وعويل..فكأني لم اعد حياًفي هذا النهار الطويل..وكأني لن أرى احدٌ سواييمرّ كسحابة صيفٍعلى لحديويُلقي عليّ لفظة شكرٍتؤخر موتيإلى عمّا قليل..فكأني لن أعد حياًفي هذا النهار الطويل..
إلى أبي