الخميس ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم محمد عبد القادر ضمرة

كأني لم أعد حيَاً!

إلى أبي

يروى أنه كان هناك فنان إيطالي شيخ،
كان قد أنهى جدارية بأمر من أحد الأمراء،
ولم يدّخر الفنان شيئاً من طاقته في سبيل ذلك
حتى أوشك على الهلاك وهو يقترب من نهاية عمله.

بعد إنجاز العمل، أعطى الأمير الفنانَ كيساً من الذهب،
وطلب منه أن يحمله على ظهره.

وفعلاً حمل الفنان الشيخ مكافأته إلى بيته،
ولكن ماهي إلا لحظات حتى فارق الحياه!
الإيطاليون قالوا إنه كان بحاجة إلى كلمة شكر فقط...!

كأني لم أعد حياً..
في هذا النهار الطويل
والليّل احتضار الفرائص
كأني أحملُ نعشي
على طبق من غمام
كي يفتح شهية الموت
على مصراعيه
وعلى روحي المتعبة
ويقطع السبيل..
على حلمي الثقيل
فكأني لم أعد حياً
في هذا النهار الطويل..
 
كأنّ الكلام المخاتل
يلفظ أنفاسه الباقية
ويكتب خلسةً
خطبة وداع أخيرة
لحبٍ يمشى الهوينى
على درب الرحيل..
فكأني لم أعد حياً
غي هذا النهار الطويل..
 
وكأنّ الأرض تدرّب خطاي سراً
وتتقمص خطاياي جهرأ
لتردني إلى ليلها
مرذولاً..
وتهدد أقماري البعيدة
بغيمٍ وذئابٍ وعويل..
فكأني لم اعد حياً
في هذا النهار الطويل..
 
وكأني لن أرى احدٌ سواي
يمرّ كسحابة صيفٍ
على لحدي
ويُلقي عليّ لفظة شكرٍ
تؤخر موتي
إلى عمّا قليل..
فكأني لن أعد حياً
في هذا النهار الطويل..
إلى أبي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى