الجمعة ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

طلاق..

كلمة تثير بمعناها ولها محتوى عميق في داخل الأنفس (طلاق). وكأنها طلقة تصيب في صميم القلب وتقتل من حاول تفعيل دورها في حياته. وقد تكون هي طلقة الرحمة لحياة باتت مستحيلة بين اثنين.

أصبحت هذه القاعدة شاذة في المجتمع وننظر إليها نظرة شزرة ! إلا أن حقيقة الإنفصال قد تعيد بناء الشخص المتهالك من استمرار شريك لا يلائمه بل يؤلمه.

انظر أحياناً إلى حياة زوجين متهالكين وعلى شفى الإنهيار من كل الجوانب. لا أرى أي انسجام وتفاهم بل على العكس ليست سوى كارثة مستمرة في تدمير ما يواجهها في حياة الشريكين. وحينها يتحولان من شركاء في الحياة إلى أعداء. ليس لهم سوى التخاصم والتذمر من بعضهم البعض و لا يرسوا لهم مركب على شواطئ الاستقرار وما يجنيانه من حياتهما ليس سوى المرارة والألم .

وما أثار قريحتي أكثر وآلمني حين حدثتني زميلتي أن أول تجربة لها في الارتباط فشلت. وبرغم إصرارها على أنها لم تفعل سوى الصواب وكانت خطوة شجاعة اتخذتها مع رجل فاقد الشخصية. إلا أن جرحاً ما قد أصاب كينونتها من جراء ما تلقته من اقرب الناس وأبعدهم عنها من كلام جارح وتأنيب وقذف على فشلها كما يدعون.
هي لم تفشل في قراراتها وأنما كان فشلها في التفاوض مع مجتمع ينبذ المطلقة. وأصبحت بين القناعة والرفض في آن واحد. هي في قرارة نفسها كانت تملك قناعةً تامة بما اقدمت عليه. وأما الرفض فيأتي من المحيطين بها. مع انهم قد يكونوا هم على قناعة داخلية ايضاً بقراراتها.

أما نحن فننظر الى الارتباط من جانب التواصل الابدي بين شريكين استحالت حياتهما بالاستمرار. ونصرّ على استمرار ذاك الفشل بالاقناع والضغط على الطرفين. ونغفل عن سلبيات حياة باتت مستحيلة. وما لها تلك الحياة المشحونة من تأثيرات على ضحاياها من الابناء. وقد يصيبوا بفقدان الامل لحياة مستقبلية مع شركائهم. ظناً منهم ان الحياة الزوجية تبنى على اساس التنافر والنزاع. وليس من حل الا الاستمرار. نحن بحاجة لتحريك دفة افكارنا الى الجانب الايجابي في كل سلبيات حياتنا وتقليل الانتقاد وفهم الجوانب الاخر من كل قضية تنافر وتنازع تواجهنا. في محاولة منا لتوصيل فكرة الطلاق وفشل علاقة زوجية معينة من فكرة هدامة الى فكرة بناءة قد تقلل التوتر والتشنج.

قد يجد احد الطرفين او كلاهما استقراره مع طرف جديد. يفهم منطقه ويتناسب معه في امور عدة تساعدنا على تغيير المنطق وفهم معنى كلمة (الطلاق) في فهمنا لها من طلقة قاتلة الى انطلاقة جديدة لحياة المتهالكين في حياتهم الزوجية. التي بنيت على التنافر وعدم التوافق.


مشاركة منتدى

  • أوجزت فأبدعت وتناولت سلبيات وإيجابيات الطلاق لطرفين فقط (الزوج والزوجه) ولربما كنت متأثره بقصه صديقتك
    ولكن غالبا ما يكون هناك من يدفع الثمن غاليا . غاليا جدا
    فهناك الابناء والاطفال اللذين سيمر عليهم أعياد ومناسبات وأيام وليال ويكونون وحدهم بالفراش يبكون ويتسألو لماذا .لماذا نحن دون باق الاطفال
    على أي طرف أن يكون حذر جدا عند التفكير بالطلاق. ويجب أن لا يكون أناني ويفكر بنفسه فقط

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى