(شاعر)... كلمة لها وقع شديد
كل يوم تمر بي الكثير من القصائد الشعرية. منها ما يسمع في سياق قراءات شعرية. وعلى الأغلب أقرؤها في زاوية من هذا العالم الافتراضي المضطرب. بعد قراءة كل زاوية او قصيدة من دواوين شعرية مهداة. أمعن التفكير في معنى كل كلمة وبيت ومقطع نثري حتى انهي القراءة بعد مدة وجيزة. تجردت تلك النصوص الشعرية من المعنى الجميل؛ لا أذوق فيها معنى لشعر انما هي ليست سوى مقاطع غائبة عن وعيها.
ان الشعر اصبح أشبه بزحام السيارات الخانق. تدخله مسرعاً لتجد نافذة تنجو منها. وما إن تنجو الى فراغ حتى تجد نفسك قد تورطت في خناق مربك. تعجز عن الخروج منه.
إن الشعر في حد ذاته عبقرية تنزف من أكناف شاعر بإلهام غير مسبق. لكن ما أراه اليوم من زحام في الشعر ليس إلا إرباكاً لشاعر وتشنجاً في البوح. بلا إلهام ولا عبقرية. مجرد خاطرة مزركشة بكلمات شبه شاعرية! تعرت من إلهامها وإحساسها ووجودها الشعري. وما إن تمخض كاتب الخاطرة عن سياق فيه شيء من لفظ شعري؛ حتى حمّل نفسه لقباً يثقل كاهله. ويربك من حاول فهم ومطابقة بيت القصيد مع القاصد (الشاعر).
ليس الشعر كلمات نهذي بها. فصارت قصيدة باسم شاعر. وإنما هو إحساس يشد المتلقي إليه. ومعنىً يطرب مسامعك بأحلى الكلام. والشعر عبقرية فيه شيء من الاختراع و التصنيع. يدعوك للتفكير في كل بيت يمرُ بك عند كل باب قصيدة. تستوقفك لحظة دهشة وانغماس في معانيها.