الأربعاء ٩ أيار (مايو) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

حرية التعبير أساس كل الحرية

(فرحة) اسم ذو وقعٍ بهيج على النفس. يبعث على الابتسام. وهو إسم علم يطلقهُ القرويون على بناتهم.
إلتقيت بها صدفة كانت شاحبة الوجه. طويلة القامة. سلبت حياة الريف الشيء الكثير من نعومة أطرافها. حتى بدت نصف انثى.

جلست (فرحة) متصدرة أمام باب عيادة أحد الاطباء الذين كنتُ على موعدٍ معهُ... سكونٌ وهدوء يعم المكان. وليس ثمة إلا صوت (فرحة) يلعلع. والكل مصغٍ الى قصتها.

تقص (فرحة) بحزنٍ على المجموعة من النساء وعدها الذي قطعتهُ لحبيبها (حمد). وهو قريبها. ويعيش معها في ذات القرية. لكن الموت سرقهُ من أحلامها إبان حرب الثمانينات. فأبت فرحة أن يحل أحد محل (حمد).

ناضلت (فرحة) أمام إلحاح الأهل والأقارب الخاطبين ودها. وما تزال على العهد. وقد ولجت عقدها الرابع.
ما لفت انتباهي. ليس القصة. فربما كانت دقيقة. وربما اعتورتها بعض الفبركة. ولكن الجدير بالانتباه. هو كيف لفتاة ابنة الريف. لم تسمع او تقرأ شيئاً عن حرية التعبير عن الرأي. لكنها برغم ذلك استطاعت أن تُعبر عن رأيها أمام غريبات. لم تلتق بهن من قبل. وربما لن تلتقي بهن مستقبلاً.

سردت عليهن. دون خوفٍ أو حياء. وكأنهن جئن مدعواتٍ لسماع القصة.
ما زالت المرأة في إطار مغلق يدور حول حوارٌ ثابت يكاد لا يتغير. مفادهُ (الحرية). وأية حرية؟ أ حرية الفكر؟ أم حرية الجسد؟ أم هو محض حوارٍ نبع عن مؤثراتٍ سمعنا بها. أو شاهدنها.

لم ألتمس منذ بدء هذا النزاع بين مفهوم الحريات إلا الشيء القليل. بقدرٍ لا يكاد يسد رمق امرأة. عاشت الكبت والتمزق. ولم تدرك الحرية إلا في جلساتٍ خاصاتٍ. لا يحوين غير الإناث يتهامسن ويتغامزن. وتحاول إحداهن أن تبوح بأساها الذي أنهكها. سواءٌ أ كان في حياتها الجنسية أو المهنية أو العاطفية. وليبقى الحوار في دائرة مغلقةٍ من دون تحليل أو علاجٍ. دون أن تدرك أنها قد زادت تكبيل عقدها الأزلية. مشيرة بأصابع الاتهام صوب خصمها الأزلي الرجل. مصورة إياه كوحشٍ كاسر. يبغي الإطاحة بحريتها.
ظلت تعمل على زيادة عقدها النفسية المحصورة داخل إطار مغلقٍ لا يتعدى جلسة الحوار. أو سماعة الهاتف أحياناً. حيث تفرغ الهموم بينها وبين الاخريات. برغم انها تطالب بالحرية على مسمع ومرأى من العالم. وشكلت مجاميع من النساء. لتطالب بأقصى العقوبات على العدو (الرجل) حتى نسيت. او تناست دوره في حياتها. كأب وأخٍ وحبيبٍ و زوجٍ وابن.
إن كانت المرأة نصف المجتمع. فأين نصفها الثاني؟ إنه الرجل بلا ريب.

ما هو مفهوم الحرية؟ وأين يمكن أن يترجم؟ أ في البدن؟ أم في الهندام؟ أم وأين حرية الفكر؟
وأين (فرحة) من الكثيرات من المتعلمات اللاتي ألتقي بهن في أماكن العمل. وفي جلسات خاصة. فتبات إحداهن تلوك الكلمة عدة مرات قبل أن تقذف بها مشوهة إلى مسامع الحاضرين. ليس على المرأة إلا أن تحرر نفسها قبل أن تتحرر


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى