لا عيدَ هذا العامْ..
(1)
نزلتْ دموعي فوقَ خدٍّ من حجرْ
نزلتْ على حنونةٍ في موطني
فكتبتُ آياتِ القمرْ
وأخذتُ أهزجُ للطفولةِ في الديارِ المقفرة
العيدُ جاءَ
وجاءَ لحنُ اللوزِ في لغةِ العيون المزهرة
يا أيها الأطفالُ عفوا
إنني أطلقتُ آلامي لأنهيَ ما جنتهُ المجزرة
خاطبتُ شمسَ القابضينَ على السَّلاحْ
وملأتُ أحلامي بكم
وسمعتُ أغنية الأقاحْ
وأخذتُ أغسلُ بالدموعِ وجوهَكم
أنتم سَماءُ المتعبين
أنتم حكاياتُ الحيارى
سوسنُ التاريخِ
رمانُ السنينْ
(2)
العيدُ جاءَ كما انتظرتمْ
وعلى الغيومِ رأيتموه.. كما انتظرتمْ
لكن سنبلةَ الشواطيءِ ليسَ تنذرُ بالمجيءْ
وبلادنا ما عادَ ماردها المعظَّمْ
العيدُ جاءَ
ولم تغادرْنا الخيانةُ واللجوءْ
وأنا ألملمُ من قصائدِكم دموعي
لا تسألوني عن سفوحٍ لا تضيءْ
لا تسألوني عن سماءٍ أحرقتْها الطائراتْ
سأظلُّ مصلوباً على صَدرِ العراقِ ولن أجيبْ
سأظلُّ في الفلوجةِ العظمى
إذا ارتفعَ النحيبْ
سأعيدُ رسمَ الخارطة
جعلوا هناكَ مجازراً
وهناكَ يضجعُ العراةْ
ويباركُ الحَرَمانِ أفعالَ الغزاةْ
سأعيدُ رسمَ الخارطة
سبحانَ من أسرى إلى الأرض الحنون بعبدهِ
من بقعةٍ قتَلتْ أخي
حتى ديارٍ أُحرِقتْ بخيانةٍ من أخوةٍ مثل الطغاةْ
هذا هو العيدُ
ابتسمنا رغمَ قسوتهِ
فهل لي أن أعودَ إلى الملاعبِ والهدايا
سيكون هذا العيدُ عيداً
إن تبسمتْ الطفولةُ في المرايا
أو في المخيم بين جدرانِ الصفيحِ
وبين أصحابِ الحكايا
(3)
هو أن نعودْ
العيد يعني أن نعودْ
هو أن يُطلُّ العشقُ من قمرٍ ستلمسُه يدايا
متألقا كالنرجس الجبليِّ
أو كالزعترِ البريِّ
ممزوجاً بضحكتنا
ستنطلقُ النوارسُ من جديدْ
ورسائلُ العشاقِ سوفَ تعودُ تشرقُ
في صناديق البريدْ
لو كان هذا العيدُ عيداً
لاستفقنا من مجازرنا بلا سُحُبِ الرصاصْ
ولأمطرتنا هالةُ النصر الجميلة بالخلاصْ
ولأينعتْ فلوجةُ الشهداءِ من فجرِ الهُدوءْ
تشرينُ هذا العامَ مجنونٌ
وقهوتنا يعكرُها الرحيلُ... فلا مناصْ
(4)
لا تسألوني عن سماءٍ أحرقتها الطائراتْ
سأظلُّ مصلوباً على صمتي
وسوف تظلُّ تخذلني اللغاتْ
ستظلُّ تخذلني اللغاتْ
14 تشرين ثانٍ 2004