الاثنين ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٢
بقلم رقية عبوش الجميلي

سفاستيكا

رواية للكاتب (علي غدير)

أولى مشاركة عراقية في جائزة البوكر

«في يده شطر من دينار. بلونٍ أخضرَ مزرقِّ. وزخارفٍ منمّقةٍ معقدةٍ. وإمضاءٍ رشيق يعتلي (المحافظ). هو كل ما تبقى بحوزته. دُوّن عليه تأريخ الليلة الماضية. السابع من شباط العام 1979. بخطٍ جميلٍ. وحبرٍ أخضرَ...».

مشهد من رواية (سفاستيكا) لكاتبها (علي غدير). كانت مفتاح (الحظ السعيد) للخوض في غمار الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر). التي تعد من أهم الجوائز الأدبية في مجال الرواية. من حيث نوعية المشاركات ونزاهة لجنة التحكيم. وتهدف الجائزة إلى رفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً. من خلال ترجمة الروايات الفائزة - التي تصل إلى ما يصطلح عليه بـ(القائمة القصيرة) - إلى لغات رئيسة أخرٍ. ونشرها.

بالإضافة الى الجائزة السنوية. تدعم (الجائزة العالمية للرواية العربية) مبادرات ثقافية أخراً. وقد أُطلقت في العام 2009 ندوتها الأولى تحت عنوان (ورشة الكتّاب) لمجموعة من الكتّاب العرب الشباب المتميّزين. وفي أواخر العام الماضي (2011) شارك من العراق الكاتب والصحفي (علي غدير) في الندوة الثالثة. التي عقدت في منتجع (قصر السراب) في (أبو ظبي). وقد عاد إلينا برؤية جديدة عن الكتابة الروائية. فالتقينا به لنسلط الضوء على سفرته التي استمرت تسعة أيام. في عالم الصحراء والرواية.

  بداية حديثنا معك نستهله ببيانك لنوعية هذه الجائزة الأدبية المميزة؟
 أُطلقت (الجائزة العالمية للرواية العربية) في (أبو ظبي) إبّان نيسان 2007. هادفةً إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميّزة. عالمياً. وقد ولدت فكرة الجائزة باقتراح من جانب الناشر المصري (ابراهيم المعلّم) والناشر البريطاني (جورج وايدنفلد). لتأسيس جائزة مشابهة لجائزة (المان بوكر) البريطانية. التي حقّقت نجاحاً بالغاً. ما قد يشجّع تقدير الرواية العربية المتميّزة. ومكافأة الكتّاب العرب ويؤدّي إلى رفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال الترجمة. والجائزة فريدة من نوعها في العالم العربي حيث أنّها ملتزمة بقيم الاستقلالية. الشفافية والنزاهة خلال عملية اختيار المرشّحين. إذ يقوم مجلس الأمناء سنوياً بتعيين لجنة تحكيم تتألف من خمسة أشخاص. وهم نقّاد وروائيون وأكاديميون من العالم العربي وخارجه. يقدّم الناشرون روائع الأدب المتوفـّرة لديهم. والتي تمّ نشرها خلال العام السابق. ويقرأ أعضاء لجنة التحكيم كل الروايات المرشّحة وقد يزيد عددها على مائة رواية. ويقررون بالتوافق قائمة مرشحين طويلة وقائمة قصيرة وفائز. ويتمّ إعلان الفائز في أبو ظبي خلال شهر آذار من كل عام. ويحصل كل من المرشّحين الستّة النهائيين على 10.000 دولار. أمّا الفائز بالمرتبة الاولى فيفوز بـ50.000 دولار إضافية. ويحصد الكتّاب أيضا زيادةً في مبيعات كتبهم وامكانية الوصول إلى جمهور أوسع من القرّاء في العالمين العربي والعالمي. فضلا عن تأمين ترجمة الكتاب الفائز والعديد من أعمال الكتّاب المرشّحين في القائمة النهائية.

  كانت هناك بادرة وإلتفاته الى الشباب المتميز سميت (الندوة). عرفنا بها وبمن كان حاضراً معك من الدول العربية الأخر خلالها؟
 بالإضافة إلى الجائزة السنوية للأدب ترغب الجائزة العالمية للرواية العربية في أن تكتشف كتّاب المستقبل من مستوى راقٍ ومتميّز. عن طريق دعم المبادرات الأدبية. فقد بادرت الجائزة العالمية للرواية العربية بالندوة الافتتاحية (ورشة للكتّاب) لمجموعة من الكتّاب المتميّزين من أنحاء العالم العربي العام 2009. وتهدف هذه الندوة إلى تنظيم لقاء بين الكتّاب الموهوبين الناشئين لتبادل الأفكار وتطوير مهارتهم الأدبية بمساعدة أثنين من الكتّاب المتمرّسين كمشرفين. والأعمال الجديدة التي تُكتب في الندوة. ستُنشر بالعربية وبالأنكليزية. وهذه الورشة هي الأولى من نوعها للكتّاب العرب. وتُقام تحت رعاية سمو الشيخ (حمدان بن زايد آل نهيان). وكنت أنا ممثلاً عن العراق. بترشيح من الروائي العالمي الدكتور (فاضل العزاوي) الذي اطلع على كتاباتي خلال السنة الأخيرة. وأبدى ملاحظاته وتقويمه عليها. ومن خلال اطلاعه هذا وجدني أهلاً للترشح إلى هذه الحلقة. حيث كلّف باختيار مجموعة من الروائيين الشباب. من عموم الوطن العربي. باعتباره رئيس لجنة التحكيم في القائمة القصيرة لدورة سابقة. وكان معي في الندوة الدكتورة (جوخة الحارثي) الكاتبة العمانية التي تعمل أستاذة للأدب العربي في جامعة السلطان قابوس. والحائزة على الدكتوراه في الأدب. مع القاص (محمود الرحبي) من سلطنة عمان الذي نالت مجموعته (أرجوحة فوق زمنين) المركز الأول في جائزة دبي الثقافية العام 2009. (محمد ولد محمد سالم) الصحفي والكاتب الموريتاني الذي يعمل محررا صحفيا في جريدة (الخليج) الإماراتية. (محسن سليمان) الكاتب الإماراتي في المسرح والسينما والقصة القصيرة. (رشا الأطرش) الكاتبة والصحافية اللبنانية. في صحيفة (السفير) اللبنانية سابقاً وصحيفة (الحياة) حالياً. والتي حازت روايتها (صابون) على الجائزة الأولى في محترف (كيف تكتب رواية؟) الذي أقيم لمناسبة (بيروت عاصمة عالمية للكتاب). (سارة عبد الوهاب الدريس) الكاتبة والصحفية الكويتية و(وليد عبد الله هاشم) الروائي والمحامي البحريني.

 قصر السراب كان شاهداً على مجريات (الندوة). نود ان نشم معكم لحظات من أريج تلك الجلسات.
 لم يألُ المدربان الدكتور (أمير تاج السر) من السودان. و(منصورة عز الدين) من مصر. جهداً في سبيل تقديم النصح اللازم للمتدربين خلال الندوة. حيث كنا نجلس في جلسات صباحية وأخرٍ مسائية. لنقرأ ما كتبناه خلال فترات الاستراحة. وينتقد المدربان ما كتبناه ويوجهاننا لإعادة الكتابة على ضوء ملاحظاتهما. كانت المسألة بشيء من الصعوبة المهنية والنفسية في آنٍ معاً. فأن تعرض مطبخك الأدبي أمام المتذوقين وأنت في المراحل الأولية لإعداد الوجبة. أمر في غاية الخطورة كما أعتقد. حيث لن يفهم المحيطون بك إلامَ ترمي. ولن تتمكن من الخروج بالطبق النهائي قبل أن يفنّدوا مراحل نضج عملك خطوةً خطوة.

كتب البعض منا قصصاً والبعض الآخر فصلاً أولاً من رواية. وقد كتبت أنا الفصل الأول من روايتي الجديدة (سفاستيكا). ونال العمل استحسان المدربين والزملاء المتدربين.

 (سفاستيكا) او بمعنى آخر (الحظ السعيد) حدثنا عنها وعن ما كتبته منها؟
 نعم هذا معناها (الحظ السعيد) في اللغة السنسكريتية القديمة. ورمزها الصليب المعقوف وعمرها خمسة آلاف سنة. برغم أننا لم نتعرف عليها إلا منذ عشرات السنين على علم (هتلر) والرواية قيد الإتمام إذ تتحدث عن شخصية قروية تعيش ما بين الأعوام 1979 – 2005 حيث تقفز من شاب متشرد إلى نائب في البرلمان العراقي. يدير دفة الحكم.

  اين وصلت هي وزميلاتها من النصوص بعد الندوة؟
 الفصل الأول مع النصوص التي كتبها زملائي. أخذتها منسقة المسابقة الآنسة (فلور). لتخضع النصوص للترجمة. وتنشر في كتاب موحد باللغتين العربية والإنجليزية تحت عنوان (أصوات عربية جديدة) حيث سينشر الكتاب في لندن والإمارات. وهي نقلة نوعية أعتدّ بها. وسيمكنني بعد أن أكمل الرواية وأطبعها. أن أتقدم بها عبر إحدى دور النشر إلى المسابقة. وسوف تعامل الرواية معاملة خاصة كونها من البذور التي نبتت في أصيص المسابقة.

  انطباعات نستوقفها معك لتكن مسك ختام لقائنا هذا؟
 أود هنا أن أعترف بالعرفان وأن أبدي امتناني للروائي العالمي ابن كركوك. الدكتور (فاضل العزاوي). فلولاه ما كنت لأحظى بهذه الفرصة التي يحلم بها الكثيرون. لقد اطلع الكاتب الكبير العزاوي على البعض من أعمالي خلال السنة الماضية. وبين لي رأيه فيها بصراحة تامة. وقد استفدت من ملاحظاته كثيراً وكان لها الأثر في تطور كتاباتي في المرحلة الأخيرة. وكونه رئيس لجنة التحكيم في الجائزة بدورة سابقة. كلّف لترشيح بعض الكتاب الروائيين الواعدين. فحظيت باختياره الكريم. لذا سأظل حاملاً له هذا الفضل ما حييت.

يبقى الإبداع بحاجة ماسة للرعاية. وإلا ذهب أدراج الرياح... فكم من إبداع أضعنا بسبب إهمالنا لمبدعينا. العدد مستمر. والإهمال – للأسف – مستمر أيضاً.

وإليك عزيزي القارئ رأي الروائية العالمي الدكتور (فاضل العزاوي)

"...قصتك القصيرة ( لا تنقر الزر) عن الإرهابي الذي يريد أن يفجر نفسه. ثم لا يفعل ذلك. قصة جيدة. وكان يمكن أن تكون ممتازة. لو إكتفيت بجعل بطلها يفجر قنبلته بعيداً عن الناس. وترك النهاية مفتوحة

قصة (إمرأة في فنجان) قصة جيدة. وتكاد أن تكون ممتازة. كما أنها تقدم صورة جيدة عنك ككاتب. فضلاً عن أنها تتضمن لقطات ذكية وبارعة." إنها على أي حال قصة إنسانية جميلة.

رواية للكاتب (علي غدير)

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

من هنا أوضح مسيرتي العملية في مختلف الميادين، على مدى خمسة عشر عاماً من العمل واكتساب الخبرة.

الكتابة والصحافة:
بدأت في ميدان الصحافة كمحررة في جريدة (العراق غداً)، مسوؤلة عن صفحة المرأة وكاتبة مقال أسبوعي لجريدة رسمية. كما قمت بتحرير وإعداد برنامج اجتماعي تناقَش خلاله قضايا المجتمع وكيفية حلها بطرح الأسئلة التي تصل عبر البريد على اختصاصيين في علم النفس الاجتماعي. ثم انتقلت إلى برنامج إذاعي كضيفة أسبوعية لمناقشة التحديات التي يواجهها المجتمع. كما استلمت منصب (مديرة مشروع) في مؤسسة إعلامية لـ(صناعة القلم النسوي) ومشروع المقال والصورة (رسالة السلام) ثم كنت من منظمي مسابقة (الكتاب بوابة السلام). كما كانت لي عدة كتابات قصصية ومقالات بحثية نشرت في مواقع رسمية مثل (ديوان العرب) جريدة (الزمان) اللندنية، موقع (ما وراء الطبيعة) جريدة (الصباح) الرسمية.

البحث الاجتماعي والمسرح:
كنت عاملاً مهماً في إنشاء وتأسيس الفرق المسرحية (مسرح المضطهدين) في العراق لأربع مدن عراقية، فتم تأسيس أربع فرق مسرحية، وكان لي دور في اختيار وتدريب الفنانين، وكنت المسوؤل الأول في كتابة النصوص المسرحية التي تعتمد على البحث الميداني ودراسة الحالة في المجتمع قبل كتابة النص أو عرضه كنص مسرحي جاهز، واستمر عملي لمدة أربع سنوات على البحث وكتابة النصوص المسرحية وتدريب الممثلين وتنسيق للعروض.

البحث الاجتماعي:
في هذه الميدان كان التركيز على الحالات الإنسانية ودراسة الحالة وتقييم الاحتياجات اللازمة بحسب التقييم مع المتابعة وكتابة التقارير التحليلية التي تعتمد على قاعة بيانات في التحليل، ومعظم تلك التقارير كانت تصدر بشكل بياني ورقمي مع تقرير سردي، واستمر عملي في هذا الميدان مع مختلف المنظمات الدولية لمدة سبع سنوات ممتالية شملت تدريب الموظفين على خطوات دراسة الحالة وكيفية حفظ البيانات وكيفية الإحالة بطريقة إلكترونية وبسرية عالية.

من نفس المؤلف
استراحة الديوان
الأعلى