

المسرح أبو الفنون
على ارض اربيل، كردستان العراق. للمرة الاولى يتجسد المسرح، بحلته الجديدة وبأداء رائع، جاء هذه المرة بموعد متأخر علينا وبزمن لاحق، إلا انه ولد في فلسطين منذ ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، على يد بعض الرفاق الذين شكلوا فرقتهم الاولى للمسرح في ظل ظروف قاهرة! استمر نضال رفاق الحكواتي في عمل دءوب ليتمخض الحكواتي عن فرقة (عشتار) ومنها يولد (مسرح المضطهدين). مسرح يجسد معاناة الشعوب المضطهدة في تجسيد آلامهم وأوجاعهم بشكل حضاري سلمي بعيدا عن اي عنف، كان في تصوري ان المسرح لا يقتصر إلا على عروض المسرح الدرامي والكوميديا تحديداً كما تعودنا ان نراه وكان شعاراً للمسرح العراقي والعربي، حتى بدأ مؤخرا برنامج جديد بحلته المبتكرة وفكرته الغريبة على مسرحنا وثقافتنا.
(مسرح المضطهدين) مسرح يجسد معاناة الشعوب ويفرغ كبت المظلومين والمضطهدين في المجتمع، ان فن المسرح هو اقدم فن عرفه التاريخ، وأكثر فن أهمله المجتمع في وقتنا الحاضر، وبرغم التشتت الذي نعيشه اليوم، وحاجتنا الى دور الفن والثقافة للملمة شتاتنا الحالي لا نرى اهتمام وسائل الاعلام او منظمات المجتمع المدني المعنية بالثقافة مراعاة لهذا النشاط، لنقل خبر عنه، أو أي دعم معنوي لعمل مسرح المضطهدين في العراق.
للثقافة والفن دور هام في دعم المجتمع للتخلص من الجهل والسلوك العنفي، بل تمنحه حياة المثقف الواعي والمفكر لحل سلمي هادف، بعيدا عن اي تعصب وازدراء بالآخر. وللفن والثقافة دور في قيادة المجتمعات بشكل راقٍ. وما من مجتمع ترسخ فيه مبدأ وقضية يناضل من اجلها، وفكرة يجسدها؛ حتى ازدهر.
نأمل ان تكتمل الصورة وتشكل فرق حقيقية لرفاق جدد ومسرح وليد الساعة، ليكون منبراً حراً يعبر من خلاله عن معاناته كل مضطهد في مجتمعاتنا اليوم، ونرتقي برقي هذا الفن ونسعى دءوبين لنشر الثقافة وتفعيل دورها من اجل حياة كريمة راقية. ونسعى ان نحيل احتجاجنا ومظاهراتنا الدموية الى مظاهرة ثقافية تجسد ما نعانيه وما نضطهد به.