حبر بين الزمنين ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد لم يكن في الغرفة سوى الصمت المتراكم، وغصنِ الشجرةِ الطويلِ بانحناءةٍ حول الشباك، وصندوقٍ بنيٍّ قديمٍ مهترئٍ يجلس في زاوية الغرفة، كما لو أنّه حارسٌ لأسرارٍ نائمةٍ منذ قرون. كنتُ أبحث بين أغراض (…)
رائحة الطين ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد الفجرُ يقشعُ الظلامَ، وبدأت ملامحُه تتشكّل فوق القرية، يوقظُ الجدرانَ ويتركُ على الطين أثرَ خطوطِ نوره الأوّل. كان صافياً في يومه هذا، وكان "ماهر" يتهيّأ للخروج نحو البئر، يحملُ إبريقًا نحاسيًا (…)
رحلة بين المحطات ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد مدخل ١ الحافلة تتنفس، ويدور الزمان على عجلاتها كروحٍ تبحث عن مبتغاها. أضواء الطريق تتَرَاءى لها كذكرياتٍ تذبل، لكنها تُولد مع كل لحظة. الرجل الستيني بجانب النافذة، عيناه تشربان ما تبتلعه العجلات (…)
مصباح القلب ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم محمد عبد الحليم غنيم قصة: بانو مشتاق ما إن دفعت مهرون الباب شبه المغلق، بالكاد وضعت قدمها داخلة المنزل ، حتى توقف والدها، الممدّد على السرير الحديدي في غرفة الاستقبال، وأخوها الأكبر، الذي كان يناقشه بصوت منخفض، عن (…)
فوبيا ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد كان يعيش في قلعةٍ لا تُرى، قلعةٍ مشيّدةٍ من الخوف وحده. جدرانها من الظنّ، أبوابها من الهواجس، وسقوفها من صدًى يتهامس بين الحواس. لم يكن في القلعة حجرٌ واحدٌ من العالم الواقعي، ومع ذلك كانت (…)
إن شاء الله، يا أستاذة ٢٢ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم سعاد حسين الراعي كانت أوقاتها في المعهد تنتظم بانتظام الدقائق على عقارب الزمن؛ تحضر إلى محاضراتها حين تدق ساعتها وتغادر فور انتهائها، إلا ما استثنته الاجتماعات الإدارية الدورية والأنشطة التعليمية التي تفرض حضورًا (…)
أيامٌ بلا ذاكرة ٢١ تشرين الأول (أكتوبر)، بقلم صالح مهدي محمد اقترب المساء، وحين هدأت الأصوات في الحيّ القديم، كان سالم، الستينيّ، يجلس عند نافذة غرفته المطلة على حديقةٍ مهجورة. وضع فنجان الشاي أمامه، وغاب في صورٍ تتوهّج فجأة في رأسه: وجه أمّه وهي تناديه من (…)