تلك المرأة ٢٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم أمينة شرادي كانت عائدة الى بيتها تحمل بين يديها رغيفا وتضمه الى صدرها، كأنها تحضن طفلا صغيرا، وتغطيه بالشال الذي كانت تلف به رأسها. وتضغط عليه بقوة، خوفا عليه من الضياع. فقد انتظرت في طابور طويل، حتى استطاعت (…)
الذي خرج… ليس أنا ٢٠ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد عاد حمدان إلى الزقاق في ساعةٍ وكأنها خارج الزمن، حين لا الليل ليلٌ تمامًا ولا الفجرُ فجرًا واضحًا. كانت الأرض لامعةً كأن المطر مرّ منذ قليل، لكن السماء جافة، صافية كجفنٍ لا يريد أن يغمض. وقف عند (…)
هي أمي… وإن قست ١٧ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم سعاد حسين الراعي لم تكن سَحَر، ابنةُ الأعوام العشرة، سوى زهرةٍ نَدِيّة زرعها القدر في تربةٍ أكثر قسوة مما تحتمله جذور طفولة غضّة. كانت البكر في أسرةٍ ينخر العوز عظامها، خمسة إخوة يتوزّعون في الغرفة الضيقة كطيور (…)
لا نيأس ولا نستكين ١٧ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم ميسون حنا في مقرنا الجديد تجمعنا، وتفقد كل منا أحبابه، ولا أقول أقاربه، فنحن لا نفرق بين قريب أو جار آو صديق، تجمعنا عشوائيا في نسيج إجتماعي حميم، قوة ترابطنا صنعتها المحن التي توحدنا، وتزيد تماسكنا، كلنا (…)
مسافة الجمال ١٧ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد على امتداد الكورنيش، حيث تتكئ المدينة على كتف البحر وتترك له همومها كل مساء، كانت المساطب الحجرية مصطفّةً كذاكرةٍ قديمة تعرف العابرين واحدًا واحدًا، تحفظ خطاهم، وتستعيد وجوههم كلما عادوا. هناك، (…)
الدرس الأخير ١٤ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم حسن لمين لم يكن الصباح مختلفاً عن سابقيه حين خرج حسن من بيته في الحي الشعبي، إلا أنه شعر، وهو يغلق الباب الخشبي خلفه، بأن شيئاً غير مرئي يتحرك في الهواء. كان البرد يلسع أطراف أصابعه، لكنه لم يعره اهتماماً. (…)
عاد الشتاء ليطرقَ باب طفولتي من جديد ١٤ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم غدير حميدان الزبون في مساءٍ يشبه شرفةً تطلّ على آخر أنفاس العام، وفي الحادي عشر من كانون الأوّل تحديدًا، كان الشتاء يقترب ويعرف السرّ جيدًا، ها هو يزحف على الزجاج فيُعيد ترتيب الذاكرة، ويعيدني معه إلى قلمٍ صغيرٍ (…)