حيّ 20 ٢٥ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد حيّ ٢٠، حيٌّ يبدو حيًّا، لكنه ليس سوى عدٍّ طويل يتظاهر بالحياة. كل صباح يبدأ بالرقم نفسه وينتهي به، كأن الزمن هنا لا يتقدّم، بل يدور حول نقطة صدئة. كان الناس يخرجون من بيوتهم واحدًا واحدًا، لا (…)
ولادة في مِهاد المسيح ٢٥ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم سعاد حسين الراعي تحت خيوط الفجر المرتعشة، حين كان الضوء الوليد يتسلل بحذر بين غبار القصف ورائحة البارود، كانت زينب تمشي ببطء في باحة كنيسة العائلة المقدسة. لم تكن خطواتها تقيس المسافة بقدر ما كانت تحاول مهادنة (…)
ثلاثة على طريقٍ واحد ٢٣ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد كان السهل يمتدّ بلا ملامح، فكرةً مفتوحة أكثر منه مكانًا. أرضٌ رمادية تلامس الأفق من دون وعد، والسماء فوقها طبقات باهتة كذاكرةٍ أُنهِكت من كثرة الاسترجاع. قرص الضوء معلّق واطئًا، حاضرًا كمراقبٍ (…)
الخفاء ٢٣ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم رائد قاسم تظهر له بثوب اسود فاخر وشعر ملموم يشوبه بياض وتقول له: سمعت أن امرأة من العائلة ستأتي ألينا قريبا. ثم تتوارى عن ناظريه.. يستيقظ من حلمه.. يشعل سيجارته ويتكأ على عكازه ليمشي بضع خطوات ثم يعود (…)
أبو إبراهيم الفخاري ٢٢ كانون الأول (ديسمبر) في ركن معتم من "مخيم الشاطئ"، بين جدران أنهكها الزمن ورائحة غبار عالقة في الهواء، كان "أبو إبراهيم" جالساً أمام ما تبقى من مشغله الصغير. لم يكن مجرد معمل للفخار، كلا! بل كان عالمه كله، ملاذه الذي (…)
تلك المرأة ٢٢ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم أمينة شرادي كانت عائدة الى بيتها تحمل بين يديها رغيفا وتضمه الى صدرها، كأنها تحضن طفلا صغيرا، وتغطيه بالشال الذي كانت تلف به رأسها. وتضغط عليه بقوة، خوفا عليه من الضياع. فقد انتظرت في طابور طويل، حتى استطاعت (…)
الذي خرج… ليس أنا ٢٠ كانون الأول (ديسمبر)، بقلم صالح مهدي محمد عاد حمدان إلى الزقاق في ساعةٍ وكأنها خارج الزمن، حين لا الليل ليلٌ تمامًا ولا الفجرُ فجرًا واضحًا. كانت الأرض لامعةً كأن المطر مرّ منذ قليل، لكن السماء جافة، صافية كجفنٍ لا يريد أن يغمض. وقف عند (…)