حَلِيْبُ النُّجُوْمِ
كنتُ كلما مررتُ من أمام تلك اللوحة التي كُتب عليها "رُجْمُ طَقْو" أُصاب بالدوار حتى أكاد أسمع أعصاب مخي تطقطق، لغرابة اسم المكان وتطقطق لأن المكان لا يبدو أثرياُ، وليس مأهولاً بالسكان فهو عبارة عن تل كثيف الحجارة وفي أعلاها حجارة كبيرة متناثرة على شكل بقايا منزل كبير دارس، توحي حجارته ببؤسه لا بفخامة مخلوعة عنه، وفي سفحه بقايا منازل طينية، كانت مبنية من لبن الطين وهو طراز معماري لا يغرق في القدم.
ولذلك أتساءل أليست اللوحة أثمن من هذا الخراب وما فائدتها ما دامت لا تدل على بلدة أو أثر تاريخي، بحثت في المراجع التاريخية لعلي أعرف شيئاً فما عدت إلا بخفي حنين، وكل ما عرفته أن الرجم هو عبارة عن تجمع حجارة ترامت من تهدم بناء، لكنه ليس بالمهم لأنه لو كان ذا أهمية لنبشه حفاري الآثار، وبت أجد نفسي مشدود للوقوف عند اللوحة في مجيئي وذهابي حتى باتت محطة استراحتي في أثناء اجتياز الصحراء، وتطورت علاقتي بالمكان، فلم أعد أكتفي بالوقوف تحت اللوحة بل أصعد بسيارتي إلى أعلى الرجم، وأتناول فطوري بدلاً من أختار استراحة من استراحات الطريق.
يبدو أني أسهمت بذلك بإعادة بعض مظاهر الحياة للرجم، فقد كان خالياً حتى من الحشرات. وبات يتجمع على فضلات فطوري النمل الذي اكتشفته طيور الدوري فباتت تخفق بسمائه، وتحط لتلتقط ما تستطيع من النمل واكتشفت طيور البواشق تكاثر الدوري في سماء المكان، فراحت تعوده لتنقض على الدوري فتفترسه وترمي فضلاته بالمكان فتشتم بنات آوى رائحة الدم وراحت بدورها ترتاد المكان لتأخذ نصيبها مما يتفضل به البواشق من بقايا الدوري، أو تكمن للأرانب التي شدتها إلى المكان مظاهر خضرة العشب الذي بات ينبت في المكان الذي أرشه بالماء حيث أجلس لأمنع الغبار من تلويث طعامي.
كادت الحياة تعود إلى المكان لكنها كانت مقتصرة على الطيور والحيوانات البرية المفترسة، فوجئت في إحدى المرات وأنا أصعد سفح الرجم بسيارتي، بما يشبه السور المربع وقد بني من الحجارة وبداخله يقيم عجوز، ما لبث أن اعترضني طالباً مني أن أوقف سيارتي وأصعد مترجلاً ، انتابني غيظ شديد طوال عمري، وأنا أرى المكان مهجوراً، فمن أين أتى هذا المستعمر الجديد، ترجلت من سيارتي وحييته بحنق لأنني أحسست بأنه يغتصب مكاني الذي أحييته، لكن العجوز كان حكيماً، فطيّب خاطري بدهائه ، وتحدّث لي عن اكتشافه رزقته في هذا المكان التي تقوم على صيد بنات آوى ليسلخ جلودها، ويبيعها، أمّا الأرانب الوافدة فله فيها غايتان لحمها الذي يأكله مع أبنائه، وجلدها الذي يبيعه.
لا أدري كيف وصلت إلى ضالتي التي كنت أقصدها حين أحييت هذا المكان الذي جنى عسله غيري، ففوجئت أنه يعرف تاريخ هذا الرجم وقصة "طقو" الذي سمي باسمه، لكن عثوري على قصة الرجم التي كانت ضالتي لم تطفئ إحساسي بقهر اغتصاب المكان الذي أحييته، بل بدت لي القصة أنني أحيت بئر أفاعي راحت تلدغني وتعذبني على أي جنب اتكأت، ولم أجد بداً من مشاركته بفطوري وشايي، لأغري العجوز بالتحدث ما أمكنه عن المكان وصاحبه.
على الرغم من كونه مستعمراً لما حقي كان كريماً وربما كان يكرمني من كيسي كمال يقال، وسرح يحكي: يا بني كان الرجم فيما مضى من أيام لست موغلة البعد يقال: ألف سنة أكثر بعشرين أو أقل بألف لا يهم، فقد كان هذا الرجم رجماً، ضحكت وقلت: جديدة ما شاء الله على هذا السر التاريخي الفريد، هزّ برأسه وقال مدركاً هزئي: بلى كان رجماً لكن ليس بمثل هذا الرجم؛ لأنه كان مدفن ملكوك قدماء، تهدم على بعضه وتسوى، فبات ملعباً لأطفال تلك المهجورة وأشار بيده إلى مكان لا يوجد فيه إلا حجر لا يكاد يبين من الأرض، وكان يشاركهم أطفال البدو الرحل الذين يأتون إلى هذه المنطقة في سنين الفيض.
أتى بدو مرة و معهم طفل سموّه "طقو"، لأنه أبرع من يطق بالمقلاع وأدقّ مَن يصيب الهدف وقد اتخذ التل ميداناً لعرض براعته بإصابة الأهداف الدقيقة ،فكان يعمر القواميع، والقاموع عبارة عن أحجار صغيرة تنضد بعضها فوق بعض فتأخذ شكل عمود من حجارة وهو مختلف الحجوم، وليست الكلمة هجينة لأنها مأخوذة من القمع وهو سنام الجمل. و أعمدة الحديد، وبعد انتهائه من بناء مجموعة صفوف من القواميع يرتبها من الأطول حتى الأقصر، ثم يبتعد عنها، ويقوم برميها بالمقلاع، فيطقها واحداً واحداً.
تحول أهل المنطقة من كيل المديح والإعجاب "لطقو" إلى الاستعانة به، لطقّ أفعى تعجزهم، أو بنات آوى تغزو خرافهم الصغيرة، وبدأت الاستعانة بالناموس وانتهت بالفلوس إذ راح "طقو" يقبض ثمن طقه، وبدأ يفكر بما لايخطر ببال، فقد استجر مجموعة من الفتيان ولا سيما أولئك الذي عقّدهم أهلهم بتعييرهم "طقو"، فيقول الواحد منهم لابنه: وطمامة تطمك، ياليتك مثل رجل "طقو" ما الذي ينقصك أذناً يداً رجلاً أو رأساً، ياليت رأسك قاموع ويطقه "طقو" ويخلصني منك، وبدأ يتزايد المتدربين عند "طقو" وكان "طقو" عجيباً باستمالتهم إليه، وترويضهم لإطاعته إطاعة عمياء، فأمرهم مرة أن يجمعوا الحجارة من كل حدب وصوب لبناء منزل على التل، وكان يتوسع في بنائه طولاً وعرضاً وارتفاعاً.
لم يعد" طقو" يرافق أهله في تنقلهم بل استقر فوق التل مع أتباع، وقد شكلوا فرقة من سلاح المقاليع المهرة، وراحوا يغزون بيوت البدو الرحل، والقرى البعيدة و القريبة، و يسلبون ما يطيب لهم من مواش وأثاث وذهب، وما إن كانت فرقة المقاليع تغير على بيت أو خيمة أو قافلة، حتى تسورها بشكل مثلث مفتوح القاعدة ، ورتبهم "طقو" بحيث رامي مقلاع، فغازين، بحيث الرامي يرمي والغزاة يجبون الغنائم أما "طقو" فكان رأس المثلث و قيادته، وتسمع عندما تبدأ الغارة، الفتيان يصرخون ،"طقو" أي ارموا، فيتلو الصراخ صوت طقّ المقاليع، وصراخ المهاجَمين، وذاع صيت رجالة "طقو" حيث لم يجرؤ أحد على وصفها بالعصابة، وأعجزت كلّ مَن ناوءها، وفرضت سيطرتها على أرض واسعة صارت تسمى محمية طقو، وحين هجم التتار على البلاد، واستولوا على كل شبر منها، عجزوا عن "رجال طقو" وبعد معارك كثيرة كان الخاسر دائماً هم التتار، عقدوا مفاوضات مع "طقو" تعهدوا فيها بأنّ يبنوا قصراً ملكياً في قمة الرجم "لطقو" و يحيطوه بمدينة كاملة، ويسلحوا عناصره بمختلف أنواع الأسلحة ويعينوه سلطاناً ليس على الرجم وضواحيه، إنما على كل المساحة الممتدة ما بين "طفحة" و"أبو موزة" وهي مساحة تضاهيه مساحة منغوليا الجديدة، و ينظمونها بطريقة تجعلها دولة مستقلة، مقابل أن يعلن الولاء للتتار،
بداية استكبر "طقو" الطاعة لأحد، لكنه أطاع نفسه التي تربعت على عرش سلطة ما كانت من بناتها حتى في الخيال، وغابت شموس وطلعت، ومع كل طلعة شمس يزداد عمار سلطنة "طقو" و قوة نفوذه، واستطاب حياة السلطنة ورفاهها التي يدربه عليها وزيره الذي تركه له زعيم التتار، ليعلمه على طراز السلطة الجديدة.
نسي "طقو" المقاليع، وحياة الغزو والبدو، واسترخى بين أطايب الجواري والطعام، وصفوف الحرس المزينة رؤوسهم بالريش، وولاء العسس، والبشر والحجر، فكانت السلطنة بين يديه فانوساً سحرياً، يطلب فيجاب، استمرأ كثيراً ممارسة طغيانه ليتسلى برؤية مختلف أشكال الإدانة والانصياع لرغباته، وكان الوزير يكتب سراً لزعيم التتار ذاق الدب الدبس، ولا بد أن يدوس فيه، فيدبقه ولا مناص من أن يأكل نفسه.
وحين صار صلفه أكبر من فرجتي قرني ذي القرنين، و غرق بملذة إذلال الرعية، كتب الوزير "طاب الدبس" وتحين سكر "طقو" بنشوة لذة تسلطه وصلفه، وقال له: مولاي ما الذي ترغب به ولم يتحقق لك بعد، قال: أن يكون ضريحي أكبر من الأهرامات، قال الوزير: ثق بأنّ ذلك سيتحقق لك، فانتفض وصرخ: أتظنني غبياً لهذا الحد كلّ ما تراه من طاعة الرعية و حبهم للسلطان مراءاة، ونفاق، ما إن يمت سلطان، وليس له وريث من صلبه، حتى ينقلبوا عليه. وكان "طقو" عقيماً" لا ابن له يستره بعد موته، بل سيمعن مَن يخلفه بإبراز عوراته، ليتقرب من الرعية.
ردّ الوزير: ليس رعيتك يا مولاي، فنحن ربيناهم على هوانا، و التجربة تبرهن على ذلك ما رأيك أن تختبرهم بأنّ تمثل أنك أسلمت الروح، وتختفي لتتفرج على أثر موتك في نفوس الرعية، ولا تكشف هذا السر إلا للمقربين الذي سيساعدونك على أداء التمثيلية، هزّ السلطان "طقو" رأسه معجباً بالفكرة، وقال: اخرج اجمع لي المستشارين وأمناء سري.
خرج الوزير والفرح يستعمره من رأسه حتى قدميه، كتب لزعيمه: أخيراً وقع الدب بالدبس، وغداً يأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوِّدِ، وسلمها لحاجبه، وذهب ينفذ ما طلبه مولاه، فحضروا، وركعوا أمام حضرة السلطان، صمت السلطان طويلاً، ثم قال خاصاً المستشارين: هاتوا مَن سيحنّطني: قالوا : وعزة ظلك لستَ مِمَنْ سيموت، ستخلد.... قال جسدي سيفنى، قالوا: هناك حلّ: يحكي: أن مَنْ يستحم كل ليلة بلبن النجوم لا يفنى جسده، ولا تحلب النجوم إلا بأكف الفتيات الشقروات، وسنوعز إلى الراعية بأن يرسلوا كل بنت شقراء إلى القصر، فنجمعهن، ونخرجهن الليلة ليصطفوا متبرجات عاريات حين تشتد العتمة، على مدار القلعة ويقومون بحلب أشعة ضوء النجوم التي تعلق علي أيديهن على شكل لزوجة، وما إن تلزج يد واحدة منهن حتى تدخل عليك وتحمم موضع كف من جسدك بما علق عليها من حليب النجوم.
قال السلطان : إرادتي تقضي أن تنفذوا . قالوا: أطعنا: ..........قال المذيع الرسمي لرجم "طقو" الذي اعتلى أعلى قمة من الرجم، وراح يذيع أخبار السلطان: خرجت الملايين ألا تراها يملأ الأفق صداها، أخرجت الملايين فلذّات أكباد الشقر، تتبرك بتحميم جسده الطاهر ، ونافسته رئيسة لجنة تقصي الحقائق للنمو السلطاني على الإذاعة، فصرخت: لبيك مولاي لبيك كل نسائنا إليك، ولبيك وسعديك: ما لديك من عذراوات الشقر يحلب كل نجوم السماء، نتمنى أن لا تتأخر شقراء ليكتمل العدد، باسمي أنا إحدى أخواتكن أناشدكن أن لا تترد عذراء شقراء عن تسجيل اسمها عند حاجب أدام الله ظل" السلطان "طقو" .............. قيل: و خرج الدرك والعسس رجالة المقاليع سابقاً كنمل سليمان يتقصّون كل بيوت السلطنة، وإذا وجدوا بيتاً فيه بنت شقراء عذراء لم تسجل اسمها سلخوا جلد أبيها، وأطعموا كلابهم فخذي أمها حية ، مما جعل الجميع يبادر إلى التسجيل ........
حكى أحدهم: أن هناك أطفالاً شقراً عرضوا خدماتهم، بل راحت الكلبات الشقر تسلخ جلودها في مشهد موجع خوفاً من دفع ضريبة الانتماء ..... لكن المصيبة .... أن العدد لم يكف ..... اقترح رئيس العسس أن يخضعوا الشبان الشقر لعمليات جراحية تغير جنسهم، وعندما اكتمل العدد فرح "السلطان" كثيراً، وصعد شرفة القصر متأبطاً مقلاعاً منذ زمن لم يتأبطها و حاشيته تحمل الحجارة، وراح يطق الرعية الهاتفة باسمه.
كانت كل رمية تصيب عدداً من الرعية، فتسقط مّن تسقط وتفج رأس مَن تفجّ رأسه، ولكن لا أحد وإن فجّ رأسه إلا يزداد هيجاناً بالهتاف باسم"طقو" مردداً: أنت تطقناً بالمقلاع ، ونحن نطقك بالحب .. نحبك، وحين تعب طقو ، جلس يضحك، ثمّ اربدّ فجأة، و قال: الاختبار الحقيقي لمحبة الرعية لسلطانه تتجلى يوم موته، خاف مجلس الحكم حتى تخشبوا، صرخ ... فخاف قائد العسس الذي تأبط خبراً لا شكّ في أن مولاه بسببه سيجعله حجراً ويرميه بالمقلاع ......
قيل: تنكر السلطان بثوب خادم ... وراح يراقب إعلان خبر نعيه، وكم كانت مفاجأته صاعقة، إذا لم ير رجلاً واحدً غير عسسه وحاشيته، لم يبق في سلطنة الرجم إلا النساء يتلفعنّ السواد حداداً على بكارتهن، وكن جميعاً حتى السوداوات اللواتي لم يقربهن .. يبكين، ويذرفن تماسيحه الحسنى ميتة، ثم ينتحين جانباً ليسبغن عليه آيات الشتائم المخجلة، جنّ جنونه .. أراد أن تصفق امرأة واحدة من دون أن تلعن سموه سواء كان رجلاً فقد عذريته أم أنثى، أحرجه داء السكري الذي لم يكن أشقر، لكنه بدأ يعلن عصيانه.
دخل أول مرحاض، فلطم سموه مشهد صوره التي كانت تُقدّس، و بها الناس تتبرك، هرول نحو قائد الحرس، لكنه لم يأبه له، بل عربد وشتم، ولم يفلح بأن يستعيد ولاء أي من حاشيته المنشغلين بالخطب الفاحمة عن فظاعة فقدانه ... عاد إلى القصر.. فرفسه أقصر حراسه شاتماً أمه، وكل سلالته الكريمة فيما مضى، ابتعد قليلاً يحسبها، وراح يلحق بجنازته، نهره أحد العسس: صفق يا حيوان ..حينها استدار خلفه.. ليفلتَ .. فهو غير قادر على كل هذا التمثيل في الندب، فلقد أحس بجَلَد رعيته وصبرها.. كما شعر بعظمة إنشاء معهد للممثلين، لكنه تذكّر أن مقاعده لا تكفي كل هذه الجموع.. فمن أين تخرجت بدرجة مرتبة الشرف، وتذكر أن طلاب المعهد لم يحملوا أية مادة ، وتذكر أن كل بنات رعيته الشقروات حملن ... لكن لم تنفعه الذكرى، رأى بأمّ عينه .. جيوش التتار تتنزّه في شوارع بلده من دون أية مقاومة.
صرخ بقائد جيشه الذي لم يقو على الفرار لعجزه عن حمل ما في صدره ورأسه، من نياشين وأوسمة: هذا وطنكم أين رجالك، فبصق عليه بعجالة من دون أن يعرف، فقد استطاع مرة واحدة أن يكون جديراً بوسام، وقال له: أيها الإمعة سموه حوّل كل الرجال إلى نساء شقر دائمات الحيض.. أبهن أردّ التتار.... وما لبثت الرعية أن رمت التابوت في أقرب قمامة زنخة جداً، والوزير يضحك بنشوة ويصرخ الدب يأكل نفسه، ولأن الكلاب هي وحدها التي بقيت تعرفه من رائحته .. هرولت إليه جرّته إلى التابوت حشرته فيه.. و راحت تشيّعه بنباح جنائزي، بينما كانت النساء تجدن في التابوت ستراً ليقضين حاجتهن، فقد أغلق التتار المراحيض.
وقبل أن يغرق بآسانة مائهن، رأى أرض سلطنته تنبت شَعْراً يطول ويطول حتى صارت سلطنته رأس امرة يتطاير شعرها في الريح. والجنود تتسلق أفخاذها متوالين على اغتصابها، وهي تولول بالروح بالدم يا "طقو" .. فرك عينيه رأى أكبر قوامعيه التي رسمها على شكله، تهرول نحو ضريحه الذي أعده ولم يشرّفه، واستراح هناك مع امرأة يعرفها لا كما يعرف العذراوات، قيل أنها خبأت خلانها في جوف القاموع.........رددّ بكل الأحول أفضل من أن تندثر ذريته...... لذلك قالوا: مات ولم ينكّس ...................لكنهم نكّسوه.
ما لبثت الفتيات أن انقضت على كل ما رأت من حجارة ، ورجمت بها القصر والقلعة، و كل ما تعلّق بها من أبينة، بينما كان جيش التتار ينقض حجارة كل بناء بنوه ، وقيل كانت النجوم تشاركهم بإسقاط الشهب المحرقة على كل ما له أثر "بطقو"، فحليب النجوم يكون عطراً، ويكون ناراً ، تفاجأت بداية من سهولة التخريب، لكن تذكرت سهولة إحيائي الخراب، وقلت للعجوز : لكن لم تقل لي: هل سمّي "رجم طقو" للدلالة على المكان الذي رُجِمَ فيه "طقو" أم على المكان الذي "رَجَمَ فيه "طقو" شعبه.
