الخميس ١٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم
ميـلادِي فـيكَ يا وَطَـني يُـدَوِّنُـهُ حَـتْـفِـي
جَرَتِ العادةُ أنْ يكونَ ميلادي وكسائرِ شبابِ قريْتي في اليَوْمِ الأوَّلِمِنْ الشَّهْرْ، ولا أخفي نَفْسِي سِرًّا بأنِّي قدْ تَوَقَّفتُ عندَهُ كثيرًا مُنْدَهِشًاومستغربًا وقائلًا لماذا بالذَّاتِ أنْ يكونَ ميلادي في الأوَّلِ مِنْيوليو؟؟؟،وسُرْعَانَ ما زالَ استغرابي حينَ وجدتُ أنَّ غالبيَّةَ النَّاسِ في بلادييكتبونَ ميلادَ أبنائِهِمْ في بدايةِ الشُّهورِ حتَّى وإنْ وُلِدوا في أواخِـرِها،فعلِمْتُ ضِمْنًـا أنَّهـا عادةٌ أكثرُ مِنْ كونِها حقيقة،،.عُموماً هيَ أنسبُ مِنْ أنْ يفقِدَ الإنسانُ تأريخَ وجودِهِ على الدُّنيـا،،وأذْكُرُ أنَّي سألتُ جَدِّي ( طَيَّبَ اللهُ ثَـراه بالرَّحمات ) ذاتَ مرَّةٍ :في أيِّ عامٍ وُلِدتَ يا جَدِّي..؟؟ وفي أيِّ سنةٍ كانَ ميلادُ والدي؟؟،.فقالَ لي بعدَ أنْ " تنحْنَحَ " وتَمْلَؤهُ الثِّقَـةُ : ( " أبوك وِلِدْناهو مع قيامالمشْرُوع..!!، وانا وِلْدوني مع مِيتَةْ " وَدَّ الضَّوْ " آولَدِي !!!." )..وأظنُّهُ في إجابتِهِ الأولى كانَ يَقْصِدُ مشروعَ الجزيرةِ عندَنا، ويبدومن إجابتِهِ الثانية أنَّ " ودَّ الضَّوْ " هذا كانَ علَمًـا على رأسِهِ جَبَلٌ ونارُوالكُلُّ مِنْ شُهْرَتِهِ يعلمُهُ إلا أنا !! حَسْبِيَ أنِّيَ لمْ أحْضُرْ زمَنَهُ.ومعَ أنَّني لَمْ أستَفِدْ بِدِقَّةٍ مِنْ إجاباتِهِ تلك فقدْ أسرَرْتُها في نفسي،،لكنَّ رسالةً مَا وصلتْني من قَولِهِ ذاكْ، وهيَِ أنَّ النَّاسَ في عهدِهِ كانُوايُدَوِّنُونَ وِلادةَ أبنائهم بموْتِ المشاهيرِ في ذاك الزَّمَانِ الغابرِ والبعيدِأو ربطها بحدَثٍ هَـامٍّ كقيـامِ مشروعْ،فقَبِلْتُ بعدَها بأنَّ ميلادي هُوَ الواحدُ من يوليو بدلًا من فقدي لَهُ عبرَوفاةِ شَخْصٍ تَعُزُّ عليَّ مفارقتُـهُ أوْ على أنغامِ مَشْرُوعٍ يُقَلِّلُ مِنْأهميَّتي كَوَليدْ.. فإلَى مَتَى يا وطَني ونَحْنُ يَنْحَرُ بعضُنا بعضَاً؟،ويا حَضْرَةَ سيِّدي ( السَّلام ) هَلْ لا زِلْتَ تَمشي آلافَ السِّنين حافيًـالِتَبْحَثَ فينا عَنْ حِذَاءْ؟؟، أمْ أنَّكَ تنتَعِلُ جِلْبَابَكَ الطَّويلَ مُوَدِّعًـاومُلَوِّحًـا – بلا أيدي - وتُوصِـدُ دُونَـنـا أبوابَ الرَّجَـاءِ وتُعِيدُنَاإلى الوَرَاءِ القَهْقـرَى مُدَوِّنـًا مَوتي تأريخـًالميـلادي..؟؟!؟؟.