الثلاثاء ٣١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٣
بقلم خديجة جعفر

لم أمت بعد ...

لَمْ أمتْ بعدُ يا أبي
فاسمي الآنَ يتردّدُ صدى
في النشرات
وبينَ سطورِ الجريدة
فضاءات
لماذا تأخَّرَ عَنْ نطقِهِ
مديرُ المدرسةِ يا أبي؟
أنا لَمْ أمتْ بعدُ يا أبي
هواءُ الخريفِ في حَيِّنَا
يلفحُ شعري
يُبَعْثِّرُ تسريحتي
أنينُ نايات
لونُ شعري باتَ ترابي
حينَ استذكِّرُ وقوفي
سأَسْتَحِّمُ سريعاً
قبلَ غضبةِ أُمي..
ممدداً تراني
لا أرفعُ الرايات
وما كذبتْ رؤاكَ يوماً
وكان حلمُكَ صحيحاَ
نسيتُ قليلاً كيفَ أقفُ
قد علمتني يوماً
كيفَ أتذكرُ قواعدَ الرياضياتِ
لحلِّ المشكلاتِ
وسأستذكرُ سرَّ الوقوف..
تميَّزَ صباحي اليوم َ
بتداخلِ الألوانِ
ما عادَ الأسودُ نقياً
ولا للأبيضِ عنوان
قريباً..
سوفَ يختلسون الدقائقَ
وسوفَ يحملونني
وسأكونُ متنبهاً للالتفاتِ
نحوَ بيتِنا الصغير
سيتركونني هناك
يومَكَ اليومَ كبير
استكملُ نومي على بابِهِ
وسوفَ لَنْ تصرخَ بي
لأفسحَ مجالَ مرور
فقد أُسقطَتْ عَنْ بابِه الأسماء
خرجَ الذينَ في الداخل
تكاثرتْ المداخلُ
من بابِنا الصغير
وَعَمَّ الضوءُ في غُرَفِنَا المعتمة
تناثرتْ ،حتى فُرَصُ التَعَثُّرِ بي
أيْنَ رحلتْ الجدرانُ يا أبي؟
لمْ يعدْ سجننا كبير
سأنامُ الآنَ
حتى لا يُغضبُكَ السَّهرُ
وهو يسرقُ الوقت َ
مِنْ صحوِّ المدارسِ
وأشهدُ إنَّي نائمُ
فلا وقت للسّحر
ويشهدُ الجمعُ ممن يَحْمِلَني
إنِّي نائمُ
قد كُسرَ القمر
لماذا تبكي الآنَ يا أبي؟
لَمْ تُعلمنا المدرسةُ
كيفَ تختنقُ الأصوات ُ
في الحناجرِ
ولا كيفَ تصدَّحُ الأصواتُ
على المنابرِ
أراني عاجزاً عَنْ نطقِ اسمكَ
أوْ لماذا تَخْرَسُ الأصوات
أراني أفقدُ نبرةَ صوتِكَ
وكيفَ تفقدُ الأغطيةُ دفءَها
وكيفَ يستقرُ بنا برد
أَينَ هِيَّ الألوانُ يا أبي؟
وكيفَ ابتلعَها الأسود؟
أنا أضحكُ الآنَ يا أبي
لَمْ أعدْ أسمعُ هديرَ خوفٍ
ولا تمتماتَ تأنيبِك َ
الملزمِ لاكتسابِ رجولة
أنا أضحكُ الآنَ يا أبي
فقد أَغفَلَتْ حواسي
كلَّ أسبابِ البكاء
هلْ أصبحتُ الآنَ
رجلاً يا أبي؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى