قصيدة النثر أكثر تعبيرا وبلاغة وواقعية وملامسة للحياة واليومية

قصيدة النثر أكثر تعبيرا وبلاغة وواقعية وملامسة للحياة واليومية

المسابقات الشعرية فرصة عظيمة لإبراز المواهب المتميزة

قصيدة "عالقة أقدامنا" تجسد حالة السلام التي يطمح إليها الانسان

وفاة والدي دفعتني للبدء في الكتابة وإيجاد وسيلة للتعامل مع الحزن وترويضه

الشاعرة نجلاء البهائي رغم دراستها وعملها البعيد تماما عن اللغة والشعر حيث إنها حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة واشنطن الدولية. وتعمل في مجال السلك الدبلوماسي، إلا أن الموهبة تملكتها وحبها للفنون والشعر والموسيقي والقراءة أثروا بها، وأصبح لها رصيد إبداعي من الشعر متمثل في قصيدة النثر.

وصدر لها ديوان "نبوءات منتهية الصلاحية"، وديوان "أصعد بغرام وردة"، كما فازت بالمرتبة الثانية فئة قصيدة النثر في مسابقة "ديوان العرب" العاشرة.

وعن مشروعها الأدبي و فوزها في المسابقة كان لنا معها هذا الحوار:

كيف تقدمتي لمسابقة ديوان وهل كانت المرة الأولى؟

سمعت عن المسابقة عن طريق أحد الأصدقاء الذي حثني على المشاركة بها وكانت المشاركة الأولى لي في مسابقة ديوان العرب.

وهل توقعت الفوز بها؟

لم أكن أتوقع الفوز حقيقة لأني بعيدة عن الوسط الأدبي بسبب عملي ومقر إقامتي وربما لا يعلم عن وجودي الكثيرين لكن حيادية ونزاهة لجنة التحكيم حققت ما لم أكن أتوقعه، لذلك أتوجه من خلالكم بخالص الشكر والامتنان لديوان العرب ولجنة التحكيم القديرة.

كيف ترين أهمية المسابقات الشعرية التي تتيح الفرصة أمام أنواع الشعر المختلفة؟

الحقيقة يصعب علي الإجابة على مثل هذا السؤال كوني لم أشارك في الكثير منها ولست على دراية كافية بآلياتها ولكننى أعتقد أنها تعد فرصة عظيمة لإبراز المواهب المتميزة في كل نوع من الأنواع وتعريف الناس بها. وهذا في حد ذاته له فائدة كبيرة في دعم هذه المواهب ومنحها الثقة في ابداعها ومن ثم فتح الأبواب لها للمزيد من العطاء والتميز.

حدثينا عن أجواء قصيدتك الفائزة "عالقة أقدامنا"؟

أرى أن دور الإبداع يكون في محاولة خلق عالم موازي يتسع بالتعبير عن النفس وما تواجهه، إفراغ ما يعتمل في الروح ومعالجته بشكل جمالي كي تتخلص الروح من هذه الشحنة وتجسدها في شكل من أشكال التعبير عنها والذي هو في هذه الحالة الشعر.

يعد هذا التجسيد انتصارا للروح ومخرج لها من العتمة إلى النور وكأن وجود هذه العوالم التي نصنعها بالشعر يؤهلنا للخلاص ويمنحنا حياة أخرى مرضية.

وقصيدة "عالقة أقدامنا" تجسد حالة السلام التي يطمح إليها الانسان ويصنعها لنفسه في ظل كل ما يجابهه من قسوة وصعوبة في الحياة، والاحباطات التي تسلمه لليأس، لكنه يستطيع رغم كل هذا أن يجرب التجاهل وتناسي ما قد فاته يزدرد لوعته المرة ويضحك باتساع الحياة.

دراستك وعملك بعيدة عن الشعر واللغة فكيف صقلتي موهبتك الشعرية؟

صحيح أن دراستي وعملي بعيدة تماما عن الشعر لكنى نشأت في عائلة مهتمة بالشعر والأدب حيث كان والدي رحمه الله يكتب الشعر ويعقد لقاءات تجمعنا مع أصدقاءه المهتمين بالشعر، للقراءة والحديث عن الشعر والأدب والأدباء. وكانت لدينا مكتبة ضخمة تضم الكثير من كتب الشعر والنقد والأدب المترجم. كما كان الوالد يحرص بشدة على حثنا على القراءة وعلى اصطحابنا إلى مكتبة المحافظة واختيار الكتب بشكل دوري والقراءة مما كان له الأثر الكبير في توجهي للقراءة أولا ثم بعد ذلك تجريب الكتابة.

متى بدأت الكتابة؟

بدأت الكتابة متأخرا بعد وفاة والدي وكانت وفاته هي ما دفعني للبدء لإيجاد وسيلة للتعامل مع الحزن وترويضه حيث كان شديد الشراسة على روحي وأصبحت الكتابة منفذا رحبا للحديث مع النفس والتعبير عن آلامها. وحرصت منذ ذلك الوقت على البحث والمعرفة والاطلاع على تجارب الشعراء المهمين والتي كانت من أهم الأسباب الرئيسية في صقل الموهبة وصقل اللغة والمفردات بكل تأكيد.

هل تفضلين كتابة قصيدة النثر عن باقي الأنواع الشعرية؟

نعم أفضل قصيدة النثر عن باقي الأنواع الشعرية في الكتابة وأيضا في القراءة، وأرى أنها أكثر تعبيرا وبلاغة وأكثر واقعية وملامسة للحياة اليومية من الأنواع الأخرى. كما أن قصيدة النثر تعتمد على كثافة التصوير وابتكار صيغ جديدة لذلك أجد بها من الأدوات ما لا أجده في غيرها. ليست هناك قوالب تحد من خيالك أو حواجز على اللغة أو تقيد بأنماط محددة. فضاء رحب يتسع لكل ما تجود به النفس وخيالها الواسع من ابتكار، وعلى الشاعر دائما أن يصنع صوته الشعري المختلف ويتجنب المحاكاة إن كان يسعى للتميز والاختلاف.

من الشاعر المفضل لك في قصيدة النثر؟

هناك الكثير من الأصوات الشعرية المبدعة التي أستمتع بالقراءة لها والاطلاع على منتجها سواء ممن هم على الساحة الآن أو من رواد قصيدة النثر مثل محمود درويش والذي أستحوذ على اهتمامي لفترة طويلة وأيضا صلاح عبدالصبور وحلمي سالم وأمل دنقل.