الأربعاء ١٢ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
الشاعر محمد العمراني الفائز بالمرتبة الأولى فرع قصيدة النثر

ديوان العرب تقوم بدور فعال في تنشيط الحياة الأدبية

أسماء علي

مسابقة ديوان العرب تقوم بدور فعال في تنشيط الحياة الأدبية العربية

الأدب بالنسبة لي ضروري في الحياة من أجل التوازن النفسي

لا توجد حاليا نظرية واحدة لقصيدة النثر.. ويجب تحصين "القصة القصيرة"

يجيد الجمع بين مساحات متعددة من الإبداع، يملك ناصية اللغة ويتقن الشعر وصاحب إسهامات مبهرة في القصة القصيرة، هو الكاتب والشاعر المغربي محمد العمراني، الفائز بالمرتبة الأولى فئة قصيدة النثر في مسابقة ديوان العرب الأدبية العاشرة، والحاصل على مجموعة من الجوائز المرموقة، منها جائزة ديوان العرب للقصة القصيرة 2019، وجائزة رصيف الكتب بالعراق عن القصة القصيرة 2021، وجائزة الرافدين 2022 عن مجموعته القصصية "لسان بورخيس".

العمراني المولود في الرشيدية، بالعام 1986، هو باحث في سلك الدكتوراه في نظرية الأدب، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وهو مشرف عام في رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب، يظهر اعتزازا كبيرا بالأدب ويصفه بضرورات الحياة، ويكشف خلال حوار له عن رؤيته للمشهد الأدبي والإبداعي في بلاده. وإلى نص الحوار:

ما الانطباع الذي شعرت به مع إعلان فوزك بمسابقة ديوان العرب الأدبية في دورتها العاشرة؟

لحظة تلقيت الخبر كانت سعادتي لا توصف، شعرت بالفخر وأنه صار بوسع قصيدتي "رؤى من سفر هرمس" أن تنتشر، وأن تكون بين يدي القارئ العربي.

فعلا كانت مفاجأة سارة، فزت من قبل مع ديوان العرب صنف القصة القصيرة، لكن فوزي بالمرتبة الأولى في صنف قصيدة النثر الأحب إلى قلبي. أعتبر الفوز اعترافا من خارج المغرب بقيمة القصيدة، وحافزا للاستمرار والاحتكاك بتجارب قوية من الشعر العربي. أشكر من هذا المنبر فريق ديوان العرب، خاصة، الأستاذين الفاضلين عادل سالم، رئيس التحرير ورئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، وأشرف شهاب، وبقية الأعضاء.

كيف تنظر إلى دور مسابقة ديوان العرب في تشجيع الإبداع الأدبي بشكل عام؟

مسابقة ديوان العرب تقوم بدور فعال في تنشيط الحياة الأدبية العربية على جميع المناحي، فهي تشجع الأدب باختلاف أنواعه. وتطلق المسابقات سنويا في السرد والشعر، وأدب الطفل وتساهم في تكريم المبدعين في الوطن العربي الحبيب. كما تشجع النشر في موقع المجلة، إنها تقوم حقا بدور تنويري حيث يجد المثقفون ضالتهم. كما تسعى بنظري إلى إفساح المجال للإبداع الحقيقي بعيدا عن التفاهة والتسويق التجاري. ديوان العرب جاحد من ينكر دورها في نشر قيم الثقافة والأدب والنقد الفعال الذي يضيء عتمات الكتابة.

في رأيك، ما الذي تمثله تلك الجوائز وانعكاسها على مسيرتك الأدبية؟

الأدب بالنسبة لي ضروري في الحياة من أجل التوازن النفسي ومحاربة التفاهة والعولمة والتسليع والتسطيح المعرفي. تبقى الجوائز إذن حوافز مادية ومعنوية من أجل الاستمرار والاحتكاك بتجارب أخرى، كما أنها فرصة للانتشار والنشر الورقي، سيما مع الضعف والإهمال الخطير الذي يعانيه المبدعون المغاربة مع دور النشر.

عن نفسي فزت بجوائز كثيرة، في الغالب هذه الجوائز عربية وهو يعني أنني أبحث عن شرعية لما أكتب. كما أبحث عن دعم مادي ومعنوي وعن قارئ عربي أعتز بالتواصل معه نقدا وإبداعا. إنها جوائز تسهم في تطور الكتابة بالنسبة لي وأن القارئ دائما ما ينتظر الأفضل مني، هكذا فالجائزة تكليف بحمل مشعل الأدب وعدم التسرع في النشر.
كما أنها تدفعني إلى الكتابة بعمق وروية والابتعاد عن الابتذال والاستسهال، فالقارئ العربي اليوم متذوق بارع يحتاج أطباقا لذيذة من القراءة، ولكنه في الوقت نفسه قارئ انتقائي وحر وموجه إلى الأدب الرفيع.

كشاعر وباحث في نظرية الأدب، ما هي نظرتك لمكانة قصيدة النثر داخل المشهد الأدبي المعاصر؟

نعم أنا باحث أعد أطروحة لها علاقة بنظرية الأدب الحديثة، خاصة في جانبها السردي، وأكتب قصائد مختلفة بين الحين والآخر، أظن أن قصيدة النثر في المشهد الأدبي المعاصر اليوم استولت على الملاحق والجرائد والمجلات، هو تحول نوعي من الأذن النظمية إلى البصرية والكتابة والعمق ومحاورة الفلسفة والفكر، إن ما ينشر اليوم من شعر في مجمله كتابة نثرية بنسبة تفوق الثمانين بالمائة تقريبا، هذا لا يلغي الوزن، بل إن الشعر الموزون أصل، لكنه عقل تم به تدوين الشعر العربي القديم، أما منطق نظرية الأدب فهو التطور والانفتاح والقابلية للإبطال.

ما هي أهم التغيرات التي طرأت على قصيدة النثر في السنوات الأخيرة؟

مثل كل أنواع الأدب كما سبق، مس التغيير قصيدة النثر عند العرب، فهي بدأت مع جماعة الشعر، وخاصة أدونيس وأنسي الحاج اللذين نظرا لها وفيما بعد تمت كتابتها بشكلها المعتاد الذي يعتمد الرؤيا وتكسير الأنساق. لا توجد حاليا نظرية واحدة لقصيدة النثر فلها قواعد قد يتفق عليها المنظرون والنقاد أو يختلفون، مثل اللغة الشاعرية وتجانسات الصوت والإيقاع الداخلي، لكن المبدعين لا تفزعهم نظارات المنظرين ولا شياطين النظرية بتعبير أنطوان كومبانبون، فالشاعر من يقود الأدب والخيال ويكسر التنظير إلى الرحابة.

من خلال إنتاجك الإبداعي في القصة القصيرة والمسرح والقصة القصيرة جدا، كيف تنظر إلى التفاعل والتداخل بين الأجناس الأدبية المختلفة؟ وكيف يثري ذلك تجربتك الإبداعية؟

فعلا هذه ملاحظة دقيقة، فالاختراق النوعي ظاهرة أضحت ضرورية في ظل تشظي الأشياء، لأننا اليوم نتحدث عن تجربة التخوم ومزج الأنواع والأجناس. ولكن خلاصة القول: إنه لا يوجد نوع أدبي حكر على أحد دون آخر، بل إن المسألة فيها ثراء للتجربة الإبداعية التي تنهل من معين المقروء المتنوع شعرا ومسرحا ورواية وقصة وفلسفة.

ما هي أهم الاتجاهات النقدية المعاصرة التي تؤثر في قراءتك للنصوص الإبداعية؟

اهتمامي بنظرية الأدب لا يجعلها تقودني أو تقيد إبداعي حصرا بقواعد أو مقولات يجب الانصياغ لها، ليس الأمر كذلك، كل نظرية في الأدب تحتوي منهجا محددا أو مجموعة إجراءات لتحليل النصوص، وهو نسق داخلي يحكمها، المنهج إجراءات نطبقها على النصوص من أجل ربطها بالنظرية الأدبية، شخصيا أتعامل مع النص في تجاربي النقدية بوعي حاد، أضع النص في إطاره وأجد مدخلا مناسبا.

بوصفك عضوًا في رابطة القصة القصيرة جدا في المغرب، كيف ترى مستقبل هذا الجنس الأدبي في الساحة الثقافية المغربية والعربية؟ وما هي أهم التحديات التي تواجهه؟

الرغبة تحدونا جماعيا من أجل تحصين هذا النوع الأدبي من الابتذال والاستسهال، فكنا نلتقي في العالم الافتراضي ونؤسس لنقد واقعي ينطلق من معايير نوعية خاصة به، بعيدا عن المجاملات والإطراءات. لكنني لاحظت مؤخرا أن هنالك تراجعا عن كتابتها ونشرها من قبل كتاب كثر شكلت بالنسبة لهم كتابتها معبرا نحو نوع آخر قد يكون الرواية أو الشعر.

أسماء علي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى