ساعدتني الدراسة الأكاديمية على تمثّل العملية الشعرية من داخلها
"من صدري يمر الفاتحون" تنحو منحى صوفيا حينا وفلسفيا أحيانا
أؤمن بتكامل الأشكال الشعرية وحاجتها لبعضها بعضا
ساعدتني الدراسة الأكاديمية على تمثّل العملية الشعرية من داخلها
يهتم الشاعر علي بن عيفة عرايبي، باللغة والحضارة العربية بشكل كبير، وهو الفائز بالمرتبة الثالثة فئة قصيدة التفعيلة فى مسابقة ديوان العرب الأدبية العاشرة.
وإهتمامه باللغة وصل إلي أنه أصبح باحث دكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربية. وفاز بعدد من الجوائز منها جائزة سعود البابطين للشعراء الشباب، ومسابقة بن المقرب في السعودية، المركز الأول في ملتقى عامر بوترعة للشعر العربي بسيدي بوزيد، وجائزة أحسن قصيدة في مسابقة أيام قرطاج الشعرية، والجائزة الأولى في الشعر العربي بمدينة خنيفرة في المغرب الأقصى، ومسابقة مجلة القلم بمصر، ومسابقة الاتحاد الدولي للشعر بطنجة في المغرب.
وحول الجائزة واللغة والحضارة العربية واهتمامه الشديد بهما كان لنا معه هذا الحوار:
كيف تقدمت لمسابقة ديوان العرب وهل هي المرة الأولى؟
أنا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. وقد اكتشفت إعلان المسابقة عن طريق هذه المواقع، وبادرتُ إلى تجهيز نص للمسابقة، ثم أرسلته بمعية مجموعة من المرفقات المطلوبة. وبعد مدة من الانتظار والترقّب، جاءني الخبر اليقين مُعلنًا فوزي بالمركز الثالث في فئة شعر التفعيلة. وهي المرة الأولى التي أشارك فيه في هذه المسابقة، ولن تكون الأخيرة بإذن الله.
عنوان القصيدة الفائزة "من صدري يمر الفاتحون" هل يمكن أن نقول إنها قصيدة ذاتية؟
في اعتقادي أن كل شكل تعبيري هو كتابة ذاتية أو كتابة الذات في تحولاتها وتعبيراتها وهواجسها وحركتها. والكتابة الشعرية شأنها شأن أي كتابة إبداعية، لا تخرج عن مجال الذاتية بمستويات مختلفة.
وتُعبّر هذه القصيدة عن شكل من أشكال الذاتية. وتحضر الذات في هذا النص في تمظهرات عدّة: على مستوى البناء اللغوي، ولعبة الضمائر، وصيغ النسبة. وعلى مستوى الرؤيا الجمالية والدلالية والتخييلية للكتابة الشعرية.
حدثنا عن أجواء القصيدة وهل تفضل كتابة شعر التفعيلة عن الأنواع الشعرية الأخرى؟
تنحو القصيدة منحى صوفي حينا وفلسفي أحيانا، تنطلق من ما هو ذاتي لتلامس ماهو كوني وإنساني. حاولت فيها الاشتغال بمرجعيات تراثية متنوعة. وسعيت إلى توظيف الأبعاد الفلسفية والوجودية للتعبير عن هواجس ورؤى متعددة. وتعالج القصيدة وضع الإنسان المعاصر الذي يعاني ويرزح تحت وطأة غربة الجوهر وقلق المصير وتفكّك الذات.
أجريت هذه القصيدة على تفعيلة بحر الكامل. وأنا أكتب قصيدة البيت وشعر التفعيلة، وقارئ لقصيدة النثر، وأؤمن بتكامل الأشكال الشعرية وتواشجها وحاجتها لبعضها بعضا.
لقد فزت في مسابقات عديدة بقصائدك هل فكرت أن تقدمها في ديوان مطبوع؟
الحمد لله أننى نلت شرف الفوز بعديد الجوائز في تونس وخارجها على غرار جائزة أحسن قصيدة في أيام قرطاج الشعرية، وجائزة سعود البابطين للشعراء الشباب، والمرتبة الأولى في الشعر العربي في مدينة خنيفرة المغربية. وقد جمعت مختلف القصائد في مخطوط وهو جاهز للنشر، وآمل أن يرى النور قريبا.
كيف أثرت دراستك وبحثك في اللغة والحضارة عليك كشاعر؟
أنا بصدد إعداد أطروحة دكتوراه في الشعر العربي. وقد ساعدتني الدراسة الأكاديمية على تمثّل العملية الشعرية من داخلها. وقد مكنتني دراسة المناهج النقدية والمقاربات الإجرائية على تحويل القصيدة إلى مختبر لغوي وإيقاعي ودلالي ورمزي. وهو ما جعل الكتابة الإبداعية حركة دائمة بين المرجعيات والرؤى والذوات. وإلى جانب الدراسة الجامعية، تشكلّت كتابتي الشعرية انطلاقًا من البيئة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي أعيش فيها ومعها. وهو ما جعل القصيدة نقطة التلقاء مسارات عديدة، ونقطة بداية هذه المسارات.