السبت ١٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
الشاعرة شروق حمود لديوان العرب:

جائزة ديوان العرب تشعرني بالسعادة أكثر من أي جائزة

أحمد مجدي

شروق حمود:

قصيدة النثر تمثلني كونها فضاء تعبيري أكثر رحابة

الشعر العربي في حالة ولادة متجددة وهناك جرأة في تناول الموضوعات

استطاعت شروق محمود حمود، أن تترك بصمة واضحة في الساحة الأدبية العالمية. وهي ابنة ريف دمشق بسوريا ولكنها تعيش حاليًا في السويد، حيث تواصل مسيرتها الأدبية المتميزة، وهي عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين واتحاد الكتاب السويديين، ولديها رصيد غني من الأعمال الأدبية التي تشمل ثلاث مجموعات شعرية باللغة العربية، ومجموعتين باللغة الإنجليزية، ومجموعة ثنائية اللغة بالمقدونية والصربية، بالإضافة إلى مختارات شعرية ترجمت ونشرت باللغة المندرينية. كما أصدرت سبعة عشر كتاباً في الترجمة.

حصدت شروق علي العديد من الجوائز كان آخرها فوزها بالمركز الثالث فى مسابقة ديوان العرب الأدبية فرع قصيدة النثر، وحول الجائزة ومسيرتها الأدبية كان لنا هذا الحوار معها:

ما الاختلاف الذي شعرتي به بين فوزك بجائزة المرتبة الثالثة فرع قصيدة النثر في مسابقة ديوان العرب وبين الجوائز العالمية الأخرى التي فزتي بها؟

لا فرق برأيي بين الجوائز العربية والعالمية إلا فيما يتعلق بلغة النص المرسل، فالمشاركين في المسابقات العالمية من كل دول العالم تكون مشاركاتهم باللغة الإنجليزية. بالإضافة إلى مستوى التسويق للجائزة والدعوة للمشاركة فيها والذي يتم على نطاق أوسع من الجوائز العربية. لكن بالنسبة لي تسعدني جائزة ديوان العرب أكثر من أي جائزة أخرى.

متى كانت أول مرة تشعرين فيها أنك شاعرة؟ وكيف كانت بدايات رحلتك في هذا المجال؟

أنا خريجة قسم الأدب الانجليزي في جامعة دمشق وهذا النوع من الدراسة ملهم وشيق ولقد عرفتني دراستي على أسماء لم أكن أعرفها بما يكفي من قبل. أما عن رحلتي مع الشعر فقد بدأت بقراءة بعض الدواوين الشعرية التي احتوتها مكتبة عائلتي الصغيرة. وكانت أولى محاولاتي في الكتابة في السنة الثانية في الجامعة ولم تكن تجربتي ناضجة بما يكفي آنذاك بل لم تتعد كونها محاولات طفولية لاكتشاف العالم من نافذة الشعر.

حدثينا عن آخر ديوان شعري لك. ما هي الأفكار أو المواضيع الرئيسية التي تناولتيها فيه؟

آخر دواوين الشعر التي نشرت باللغة العربية كان بعنوان (مدونة الملح). وكما ترى فالعنوان يشي بالجو العام للقصائد المثقلة برائحة الدمع واللهاث الذي ولدته الحرب ومشاهد الظلم والاختناق والانتظار مع محاولة بعض قصائد الحب الصغيرة والشذرات التأملية الموجزة والومضات التي تشبه ملصقات على جدران تحاول البقاء.. القفز إلى النور من بين الخرائب التي تصورها النصوص التي حولها.

كيف تطور أسلوبك الشعري منذ أول ديوان نشرته إلى الآن؟

في بداية دخولي عالم الشعر، كنت في حيرة من أي باب من أبوابه أدخل وأي نمط من القصائد يتسع لما أريد أن أقوله. فكانت قصائدي تتذبذب بين النثر والتفعيلة، وبين المباشرة والوضوح والرمزية المثقلة بالمجازات وشيئآ فشيئآ اتضحت لي معالم القصيدة التي تمثلني أكثر وهي قصيدة النثر كونها فضاء تعبير أكثر رحابة وصدقآ وانتقلت من تناول مواضيع يمكن وصفها بالعمومية إلى الغوص في مياه الذات الإنسانية أكثر وسبر أغوارها واكتشاف انعكاسات العالم في مرآتها.

هل هناك قصيدة معينة من أعمالك تعتزين بها بشكل خاص؟ ولماذا؟

أحب معظم قصائدي وخاصة القصيرة منها وأحبها إلى قلبي ومضة بعنوان: وحيدة كقمر يطل على مقبرة، ببساطة لأنها تمثل روح الشاعرة التي تبعثها العزلة والوحدة من سباتها لتحوم في فضاء يغلفه صمت يريد أن ينكسر.

ما الذي يمكن أن يلهمك ويدفعك إلى اللجوء لقلمك وأوراقك لكتابة الشعر؟

أعتقد أن كل ما يحيط بي من تفاصيل بدءآ بابتسامة رجل عجوز لا يقوى على المشي وليس انتهاء بتفاصيل الحب ومحاولات الحياة رغم طغيان الموت والقبح، القراءة أيضآ تلهمني، كما تلهمني نشرات الأخبار وتحرك في رغبة في الصراخ أو ضحكة هستيرية تصم هذا العالم المهترئ.

وتؤثر البيئة المحيطة بي في نوعية المواضيع التي أختارها وطريقة طرحها فليس من المعقول أن يكتب من يدفن أحباءه عن الحياة ولا أن يكتب عاشق عن الموت.

هل أنت راضية عن وضع الشعر العربي في المرحلة الحالية؟

أعتقد أن الشعر العربي في حالة ولادة متجددة، حالة ازدهار وثورة وبراكين قصائد لا حد لها وأنا سعيدة جدا بذلك، أقرأ يوميا قصائد لشعراء شباب مذهلين فعلا. وأرى أن هناك جرأة عالية في تناول المواضيع التي كانت محرمة التناول سابقا وحرية كبيرة في انتقاء المفردات. وهذا يدعو إلى التفاؤل فالشعر لا يعيش في المياه الراكدة.

ما الذي يمثله الشعر بالنسبة للمجتمعات وكيف ترين صلته بالفنون الأخري؟

دور الشعر لم ولن يتغير يوما فهو بالنسبة للشاعر متنفس وملاذ وطريقة حياة. أما بالنسبة للمجتمع فهو وسيلة لتعرية الواقع وتوثيق الهموم الإنسانية دون زيف أو بهرجة. وهو الشرارة التي تنير الأمل وتشعل التغيير في نفوس من لا يزالوا يصدقون أن الكلمة أقوى وأبقى. والعلاقة بين الشعر وبين كثير من الفنون الأخرى علاقة تزاوج وذوبان. فجميع الفنون في بلد ما تعكس ذات الواقع وتنقل مضامين متقاربة وتطغى عليها أجواء متشابهة. والاختلاف هو في طريقة التعبير التي يستطيعها ويتمكن منها الفنان أو الشاعر. وبرأيي يدخل الشعر في تفاصيل كل الفنون الأخرى فاللغة التي يعبر من خلالها القاص والروائي عن حوار داخلي أثناء حالة حب وحنين مثلا هى لغة شعرية.

أحمد مجدي

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى