السبت ٢٨ حزيران (يونيو) ٢٠٢٥
بقلم عائشة جلاب

أنشودة القضبان

يَغْفُو السّجِينُ فَيَحْتَوِيـــــهِ أمَــــانُ
ويَظلّ يَحْرُسُ وَهْمَـــهُ السَّجَّـــانُ
يَرْمِي حُمُولتَهُ عَلى خَيْلِ الدُّعَـــا
تَفْنَى الطّرِيــــقُ ولاَ يَمَلُّ حِصَانُ
لمْ يوَلَدُوا وَهْنًـــا ولا كُرْهًــا بَلَى
فالأمَّهَــاتُ حَمَلْنَهُمْ لِيُصَــــانُـــوا
حَنّـــوا لِخُبْزِ الأمّهَــــــاتِ مُتبَّلًا
بِدُعَـــائِهنّ فيَجْهَشُ الفِنْجَــــــــانُ
لِلتّيـــنِ للزّيتُـــونِ يَسْقيــــــهِ أبٌ
في مُقْلتَيْــــهِ تَعَانَقتْ أحْــــــزَانُ
أمٌّ علَى الشّرُفَاتِ تُرْسِلُ زفْــــرةً
فعَسَى تُطَبَّبُ بالدُّعَـــــا الأبْــدَانُ
طَالتْ جَدَائِلُها بِطُولِ غِيَــــابِــهِ
أسفًا يُمشطُ يَأسَهَــــــا النّسْيَـــــانُ
لمَّا تَزَلْ في اللّيــــلِ ترْقُبُ ظِلَّهُ
ولِشــــوْقِ صُورَتِــهِ بكتْ جُدْرانُ
والوَقْتُ يَخْلَعُ فِي السّجُونِ صِفَاتِـهِ
يَغْدُو كَسِيحًــــا لا يَرَاهُ زَمَـــــــانُ
وَعَلَى ضِفَافِ الصَّبْرِ مَدَّ شِرَاعَهُ
فلعَلّ تَلْقَفُ حُلْمَــــــهُ الشُّطْــــــآنُ
اليَــــأسُ يَقْضِمُ غُصْنَ حُلْمٍ ذابلٍ
والجِذْرُ تحْت الأرْضِ لَيْسَ يُهَـانُ
ومَوَاسِمُ اللّيْمُونِ تَرْقُبُ خَطْوَهُمْ
تُسْقَـــــى بشَوْقٍ والمَدَى أحْضَــانُ
والجِلِّنَــــارُ عَلى خُدُودِ بَنَــــاتِهِمْ
يَقْفُـــــو مَوَاسِمَ عِطْرِهِمْ نِيسَــــان
طَالتْ عِجَافٌ في غَيَاهِيبِ الدُّجَى
وَغَدًا ستُزهِــرُ فـي الحُقولِ سِمانُ
يَتَيَمَّمُــــونَ بِطُهْرِهِمْ لِمُنَـــى غَدٍ
وَعَلَى جَبِيـــــنِ خُشُوعِهِــــمْ آذَانُ
سَقْفُ يئِـــنّ مُطبِّبـًــا آهَـــــاتِهِمْ
نَحَتَتْ صَدَى أحْلامِهمْ حِيطَــــــانُ
الطّيْــــرُ تأكُلُ مِن سِلالِ سِنيّهِمْ
والقَحْطُ يُنْبِتُ غَيْمَـــــــهُ الإيـــمَانُ
فكَأنّ صَمْتَ السّجْنِ أعْيَــاهُ غدٌ
والأرْضُ أتْعَبَ قلبَهَــــــا الدّوَرَانُ
والشمسُ تُشرِقُ مِنْ أكفّهُمُ وليـــــــــــلٌ
طرّزَتْ تسْبِيحَـهُ الأجْفَـــــــانُ
الجِذْعُ يُـوغلُ كيْ يَمُدَّ بَقَــــاءَهُ
فوْقَ الثّــرَى ،فلتُحْرَقِ الأغصَانُ
مَاءُ الوُضُوءِ يُضِــيءُ في أيْدِيهِمُ
زيْتًا بِمِشكَـــــــاةٍ ولا دُخــــانُ
كَمْ تصْمُدُ الأجْسَادُ تحْتَ سِيَاطِهِمْ
مهْمَا بَغَـوْا ،هَلْ تنطقُ الأوثانُ؟
في السِّجْنِ قدْ زَرَعُوا لينبُتَ نسْلُهُمْ
فِي دَفْقَةِ الأرْحَامِ ضُخّ رِهَـــانُ
ستدُلّـــــــهُ نَجْوَى أبٍ لـــمْ يلْقَــهُ
إلاّ بِنَبْضٍ مدّهُ الشّرْيَــــــــــانُ
قدْ آنسُوا الأبْوابَ حَتّى أصْبحَتْ
وَطنًــــا لَهُمْ فَسَمَــــا بِهم إيمَانُ
القَابِضُونَ علَــــى لَهيبِ تصبُّــرٍ
بَاعُــوا الحياةَ فطُفِّفَ الميزانُ
وعِصَابةُ العَينينِ شَمسُ خَريطـــةٍ
بَزَغتْ بِــــهِ كي يُولَد الإنســــــــانُ
ما عَادَت القُضبانُ تُرْهِبُ عُمْرَهُ
فالعينُ تحْرُسُ ضوءَها الأجْفانُ
والسِّجنُ توّجَ يُـوسُفًا عنْ طُهْرِه
ببراءةٍ فصَبَتْ لـهُ تِيجَــــــانُ


مشاركة منتدى

  • قصيدة " الأفق الغزي"
    أفق تدلى في السما بسعود & فالشمس والنحمات خلما رود.
    فكأنما ما تلك،يشبه هذه & إذ هذه،ما تلك عند صعود
    والبدر مكتمل الجمال كأنه& نبراس طهر في ثياب شهيد
    فلأنه في الأعلى فهو مرفع & ولأنه النبراس فهو كعيد
    والشوق في عين النواظر يفرح& والحزن في قلب الهدى كسعيد.
    فألا تعرني في اهتمامك لفتة. & يا صاح أو تعطي المنى لبعيد.
    والليل أطول إن قضيته ساهرا& والموت أقرب في الحياة لجيد.
    فلتنظرن إلى حياتك:فاعلا . & أو تقصفنك قاصفات البيد.
    فقد انتهيت إذا عدمت توكلا. & وقد اعتليت على الورى بسديد.
    والسيف يقطع هامة أو قامة. & والحيف عند الحكم مثل صديد .
    مازلت أنظر في الغرور مكبلا & حتى نزلت مع ال"أنا’ بضديد.
    في حيث أنظر عزة في رفعة. & للحسن في الأخلاق عند عبيد
    والقلب يهوى كل فعل موصل & للمجد حتى يلتقي بجديد
    ومن الهوى من عاش جل حياته& لا يستطيع إبانة المقصود.
    حتى يديه تأقلم في معشق. & فيرى خطيبا في ثياب رشيد.
    والقلب يعشق في السلوك تناغما & ما بين غاب والصحاري البيد
    لهفي ولهفي أن كل شعورنا. & لم تعطه الطاقات كل عضيد.
    أجهز على كل المشاغل،صاحبي & فاقلبها :فكرا في شجاعة سيد.
    وعملس للمغرضين،بصدهم. & عن ذمة التوفيق،صنو مشيد.
    لكنني ما قلت هذا إلا عن. & شوقي ورغبتي في الهوى بمزيد.
    الحب:شوق،والشجاعة:"غزة" & تعطي الرجال شهادة التسديد.
    و"الأقصى"،أقسى ضربة وتمكنا & نحو العدو الغاصب المردود.
    وغزا في "غزة"،مشعل،وجراءة & وطغا جمالا فوق كل عهود.
    طفل صغير في مكامن غضبة. & تسق الطهارة من محامل عود.
    فيلوح بالعود،أنه مقدم. & قبل العدو المحجم المجرود.
    وتسقسق الأصوات خلف شهادة& ,جذلى بريح لحافها وبرود.
    إذ موئل لشهادة،هي جنة. & ولمرجع الإثناء،كل صدود.
    ومن العظائم مشهد متوارث. &
    للتضحيات،وزينة لقصيدي.
    يعطي البهاء حكاية عن جيل. & ورث الفخار لقائم،وحصيد.
    في الأدعى،كرها،في مقابل،ذا،ومن&،قد صهينتهم ،حلائف ليهود
    حتى تحاضوا،داعمين لموقف. & فيه القماءة بالليالي السود.
    يا من يظن،نهاية لرسالة. & عن عز"غزة"،في بنات بريد.
    للمجد،أدعى أن يكون ركابها. & فوق الحصان ،السلهب،القيدود.
    يا أيها المطمور،وسط جهالة. & يا من يعادي للقرى والجود.
    أفما فهمت،عن الحقيقة،كونها & شوكا يظلل،من زكي ورود.
    وبكونها،الأشياء،وفق معادن. & فالتبر،حتما،ليس مثل حديد.
    عجبا،على،عجبي،الذي هو يعجب & من عجب نفس،في مذاق،هبيد.
    من جهلها،بكاءة،لأوامها. & والماء،قربها،لم تمل لورود.
    رحماك،رب،إن غفرت،فإنما. & غفرانك،المعدود،خير،رصيد.
    فانصر،أهالينا،وهم،خير الورى & في "غزة"للفوز بالتأكيد.

  • قصيدة:"الأفق الغزي"، وقد قمت للتو بإرسالها إليكم
    مع الشكر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى