![](IMG/img_trans.png)
![](IMG/img_trans.png)
حمامة وجوع
الجوعُ
بين الشَبِعين الذاهبين الآيبين
كل صباحٍ ومساء
لأرزاقهم؛
خلف الباعة والموظفين والعمال وعناصر أمنٍ
زائفة؛
الجوع هو الذي جعله يلحق بها.
كانت زرقاء الجناحين على اسوداد،
متمايلةً بمخالب تتبع الفتات
فوق قرميد الميدان
بين الأسراب التي فقدت
تحت شمس الألفة
برّيتها
لا يخيفها صرير مركبات ولا انس
ولا جان.
احاطت الكفّان بها.. ناعمة، مفرحة،
هادئة..
"ستكفي على الأقل كوجبة واحدة
مشوية
على أيِّ حطبٍ
في الحواكير المجاورة!"
لطالما تسلّل من أزقة الاضطرار
هكذا،
دون أن يتبع أحداً أو شيئا
أو يطلب.
لمّا ادارها مطالِعاً وجهها الانسيابي
الرقيق
رأى -كثألولٍ اسود-
البثرةَ التي على أول المنقار.
لولا المرض ما كان له أن يحيط
بها.
خافها وتركها لمصيرها المتأخّر.
من الصعب جداً في مدينة الاستهلاك
والمباني المتشاهقة؛
بأوهام شركات لا تنتج شيئاً
وتسمسر فقط بادّعاء الخدمة؛
وفي مصانع لتغليف الهامشيِّ والتعبئة؛
في (عاصمة) الذل التابعة،
المدينة التي تعتاش على تضحيات المدن
المقاوِمة،
والفلاحين المجاورين
المضطرّين لترك أشجارهم
وسهولهم
ما خلا المواسم؛
من الصعب أن يموت من الجوع
طالما الشكليات لها اسراف
وبذخ؛
لكن من المحتمل جداً جداً
أن يفتك بها هي المرض.