الخرافة
من أي البلاد أتيت يا مليكة الفؤاد، وأين كان هذا الحب المخزون داخلك.. ومن الذي قيده وحجمه كل هذه السنوات، ومنعه من المرور بعد أن فرض عليه حظر التجوال.. من أي العصور أتيت؟ يا أميرة كل العصور..
يا عاشقتي الصغيرة.. لم تعد المياه الراكدة في النهر تسترضي الخمول، أو السكون.. وقعت الواقعة، وتبدلت الدنيا، وخرج من القمقم المارد ليزلزلني.. ويفتت بي.. يعصرني.. فتتساقط بقاياي لتصرخ بأنك معبرتي وأميرتي.. ومنتهي طموحي..
أي مأزق هذا الذي أوقعتك به.. قد تحتاجين صناديق كثيرة لإخفاء رسائلي وكلماتي.. سوف تضيق الحروف حركتك.. وربما تتعثر فيها خطواتك في الروحة والجيئة.. أخشي أن تحدد لك المسافات والطرق التي تسلكيها.. هل يمكن أن تختنقين من تلك المشاعر الهادرة المهرولة..
كنت ومازلت لا أؤمن بالخرافات والأساطير.. ولم اعتد يوما الذهاب للمنجمين والسحرة.. لكني دون قصد وبجهل كبير فتشت في المخالب والسراديب.. حتي ظهر لي شيطان الحب.. حاولت الفرار منه، لكنه أحكم قبضته حتي صرت أسير له وبدأ في إطلاق عباراته وجمله التي أرهقتني.. حل التعب عليّ.. ولكن رغبتي المخيفة في الاستمرار بالكتابة قد تلقي حتفي.. لكني للأسف مازالت أمارسها، أريد بعضا من الراحة.. التقط فيه الأنفاس الضائعة.. استعيد التوازن من جديد.. لكن الرغبة المحمومة مازالت تسيطر عليّ وتمتلك كل قواي وحواسي.. تتواصل رحلتي ليس مع الكتابة.. ولكن معك أنت.. يا عاشقتي..
أستسمحك بعضا من الوقت.. لست قادرا علي المواصلة.. قواي تنقطر مني.. وعقلي يشرد بعيدا.. ولا أستطيع الإمساك بالكلمات.. أخيرا تمكن مني التعب وافقدني الحركة.. وافقدني وأفقدني..