الخميس ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم
نوستالجيا الصيف الرائق
بائع الخميرةبائع الخميرة أخبرني أنني سأموت..كان ميتا قبل عامين على الأقل.ولم أصدقهكان ميتا.. ببساطة،ولم أعتد تصديق الموتىصديقي بائع الخميرة يحلم كثيراوصناديد لا تعرف أحلامه..كما لا تعرف وجهي،جغرافيا مكتئبةوسكان خرافيون.. وراحلونوليست طيبة كما يبدو..كما أن عينيها مفتوحتان..أنا الأعمى الوحيدهكذا صار..مُتعِبونترحلون..كغمامات بِيضٍ في السماءنحوقلبي..ربما يمتلئ فجأة بأسمائكم.وملامحكم المنسية،ارجعوا..أو.. قفوا هنيهة لنحكي معاونتبادل الأوراق :ماذا حيَّركم..وأرَّقنيأنام عادة في السابعة..وتصحون طويلا،توقظون قلبي يا أصدقائيتَعِبَ منك.فعلاتائهةأمر إليها في الصباح..وتغادرني حدَّ الظهيرة،تطبخ لي.. ولا آتي أبدًا،فطائرها مُرَّةٌ..والرجل في الشارع الجانبي يعرفنيويخبز لي فطائر بالبندق..لوأنها اقتنت بضع حبات من البندقربما كنت أتيت مرتين..أومرة على الأقلبعد سيجارتين فقطالأنثى المطاطية التي اقتنيتها مؤخرًاترفض المكوث..تفسيري..بعد سيجارتين،وكوب من مزيج القهوة والذكريات :ربما أزعجها شامات كثيرةتسير على غير هدى بجسدي..أو..وهوالأرجح،أنها رأت شرفة الجيران..ولوّحت لها يد هناك..على الأقل ليس بها شامات نيئة..كتلكندبة قديمةصديقتي التي غادرتها(أوغادرتني.. تحريا للدقة)عادت منذ قليل،لم تعد أكوابها ممتلئة بالينسون..وقهوتها صارت أكثر خفة..ما أراحني جداأن نهديها – وكانا سببا رئيسا في فراق –صارا أنحف..غير أن ندبتها القديمة صارت أوسم..آه..يا لتعاستي