الثلاثاء ١٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم
ببساطة
الرَّجُلُ فِي الْفُنْدُقِيُحَدِّقُ فِي الأَمْوَاجِ الْبَعِيدَةِفِي لَيْلٍ يَبْكِيحَافِلاتٌ سَاطِعَةٌ تَئِنُّ كَذَلِكَوَ رُءُوسٌ كَثِيرَةٌ تَتَدَلَّى مِنَ النَّوَافِذِيَرْقُصُ وَحِيدًا..مُنْتَشِيًا كَالْعَادَةِأَحْبَبْتُ أَنْ أُنَبِّهَهُ لِأَخْطَائِهِلَكِنَّهُ تَجَاهَلَنِي .،وَ أَكْمَلَ مُهِمَّتَهُكَانَ الْمَطَرُ الَّليْلِيُّ يَهْطُلُ غَزِيرًاوَ الدَّقَائِقُ الْمَوْقُوتَةُ لِعَوْدَتِهِ تَطُولُوَ تَبْتَعِدُ عَنِ الشَّاطِئِ مَرَاكِبُهُ الْأَلِيفَةُفَلَا يَعْرِفُ بَعْدَهَا مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَوَ هُوَ يُحَدِّقُ فِي الْفَرَاغِلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يَسْمَعَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ تَرَاهُ الْأَشْيَاءُ الْعَابِرَةُرَاكِعًا أَمَامَ النَّافِذَةِيَتْلُو كُلَّ مَا يَعْرِفُ مِنْ صَلَوَاتٍمِنْ غَابِرٍالْغَابِرُونَ أَنْفُسُهُمْ كَانُوا سَيَضْحَكُونَ مِنْهُلِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُوَ لَا يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ بِكُلِّ تَأْكِيدٍحَتَّى .. لَا يُرِيدُ أَنْ يَسْمَعَمَيْتَةٌ صَغِيرَةٌ كَتِلْكَ .. لَمْ تَكُنْ لِتَمْنَعَهُوَ هُوَ سَادِرٌ فِي إِرَاقَةِ رُوحِهِعَلَى أَسِرَّةِ الْآَخَرِينَوَ هُوَ يَنْتَفِضُ لِمُمَالَأَةِ طَقْسِهِ الْأَبَدِيِّأَنَا كُنْتُ أُرِيدُ أَنْ أَنْصَحَهُأَنْ أَنْفُضَ عَنْهُ غُبَارًا عَالِقًا بِسُتْرَتِهِ الْبَرَّاقَةِوَ أَضَعَهُ مُنْتَشِيًا فَوْقَ شُرْشُفِهِ النَّاصِعِكَانَ !!رُبَّمَا الُّلغَةُ عِلَّةُ الْأَشْيَاءِأَوْ كُنْتُ عَلِيلًا ..مُغْتَوِيًا بِانْحِرَافَاتِي الْحَادَّةِفَلَمْ يَكُنْ يُرِيدُ أَنْ يُنْصِتَأَيُّهَا الْوَغْدُ ..غَرِيبَ الأَطْوَارِكُنْ كَمَا تَشَاءُفَالْمَرَاكِبُ ابْتَعَدَتْ قَدْرَ مَا تَعْرِفُوَ الْعَوْدَةُ الْآَنَ مُسْتَحِيلةٌبِحَاجَةٍ أَنْتَ الْآَنَ لِتَعْوِيذَةٍ لَا تُتْقِنُهَاوَ الْغَابِرُونَ .. يَضْحَكُونَ ..مِلءَ أَشْدَاقِهِمْ يَضْحَكُونَلَا تَمْنَعُهُمْ نَوْبَاتُ الْفُوَاقِ الْقَاتِلَةُوَ لَا الْخَمْرُ الَّتِي تَسْبَحُ فِي أَرْوَاحِهِمْانْظُرْ ..كُنْتَ رَجْلًا عَابِرًا ..يَنْظُرُ مِنْ نَافِذَةِ غُرْفَتِهِ ..فِي فُنْدُقٍ عَابِرٍ ..لَا تَذْكُرُ اسْمَهُانْظُرْ مَاذَا يَحْدُثُ الْآَنَ ..كُلُّ الْأَشْيَاءِ تَبَدَّلَتْ أَمَاكِنُهَاالْبَحْرُ نَفْسُهُ أَصْبَحَ بِلَا مَوْجٍوَ رُوحِي تُغَادِرُ جُحْرَهَا الصَّغِيرَمُبَلَّلَةً بِالْمَطَرِ الَّذِي تَمَاهَى عَلَى عَتَبَاتِ الْجَسَدِ