أريكتي الزّرقـاء

هذا الشَّـعْر الذي تساقط

ليس دليلا على انطماس الأزمنة

إنه ميثاق جديد مع الوقت

سأمنحُكَ وقتا ..

و تمنحني المزيـد

كِلْنـي إذًا لميلادٍ آخر

ربّما يتغيّرْنَ

ربّما لا أقف كثيرا أمام قبر أبي

لأستنزلَ الرّحمـات

هذا الفضاء الرّحْبُ ضـاق بها ..

لأنها حالما تطير .. تهبط

أيّتها العارفة بنواياي

لتقفي و خذي عزائي

مَكَّنْتُـكِ من أريكتي ،

و مقعدي المفضَّل

و لم أربح سوى حلم جميلٍ بأن أعود

حالما أعود

سأبدّد الفراشـات من الهـواء

سأقطف الزوايا التي اختبأنَ بها

أعبّئهـا في كُمِّـي

انتكست المجَـرَّة التي أدور بهـا

لكنها لم تُعِـد لي ما أريد

يلاحقنا موتانا دائما

و نلاحقهم بورودٍ بلاستيكيّـة

و أنا واقف أستنزِل الرَّحمـات

واقفٌ بجوار جَرْوٍ لاهثٍ

- سيكون نَمِـرًا شَـرِهًـا حينما أعـود –

سأوَسِّـدُهُنَّ منكبـيّ

لأضمن وصول دمـوعي مباشرةً إلى حلوقِهـنَّ

الجافَّـةِ

مرارةُ الأزرق فـوق أريكـتي

و عـودةٌ بـلا أمـل

كل ما في الأمـر أنني سأبكي فوق شعـورهنّ
المسـتعارة

فليقـوموا إذا لميِّـتٍ آخـر

ميِّـتٍ جـديـد

ليس لي أن أهبط أكثر من ذلك

انفُـذْ أنت – كسابقيـك –

لأطفالٍ متعادلين في القـوّة

نيزك النهاية

أمّا اللواتي هنّ خرافيّاتٌ

سألوكُهُنَّ مثل منسأة سليمـان

مثلما أضع أظافري في حلواي السَّاطِعة

أضعهم فوق أرفف حجرتي

بجوار أريكتي الزَّرقاء

نَحِّنـي من حسابات القتلـى

فأنا أقبع داخل الصّفِّ الآخـر

لتكـن أسماؤكم كما عهدتهـا

ليكون هناك وضـوحٌ تام

الخرافيّات ..

بقليل من الحرارة

يتشكّلْن كما أتشهّى

و حـوذِيٌّ صغـير

يقف منتظرا الخـاسر ليحملـه للآخـرة

للفراغ الذي نفعنـي نـوؤه سأنحنـي

بينمـا يمر الحـوذي .،

و يمـر حمـاره

مَـنْ إذا سيربح في النهـاية ؟!

لنكـنْ أكثر وضوحًـا

لِنَكُـنْ فِلِّينـا طافِيًـا فوق لُجَّـة حمقنـا ..

لِنَـكُنْ فِلِّينًـا طافيًـا

لكـن اسمحـوا لي أن أصطحب أريكتي الزَّرْقاء

!!