الخميس ٩ آب (أغسطس) ٢٠١٢
بقلم
من أجلها..
مِنْ أجلِ دمعتهاومن أجليْ .. أناها جئتُ أشهدَ أننيصوتُ الذينَ يحاولونَ نداءها عن بعد قربٍ .. من هناصمتُ الذين يُسابقونَ طريقَهُمْكي يسبقوا أحلامَهمْقبل السقوط عن الفراشِ، على الفِراش!فراشِنا أحنى علينا من سواه،فراشنا ينأى بناعنْ ضعفنا،عن عجزنا،عنّا،و عن ذنب الحياة،فراشنا ينأى بناعن خوفنا منّا،منَ الخبز المغمّسِ بالدماءومنْ تحولنا إلى زَبَدٍ إذا اندفعت من التلفازِ أمواجُ البكاءومنْ سقوطِ عيوننا منّا ،جفافاً ، إنْ علا نَوحٌ يناديهِ النّداءأنا هنا من أجلِ صرختهاومن أجلي .. أناها جئتُ أشهدَ أننيصوتُ الذين يحاولون نداءهاأملاً بأنْ تمشي إليهمتحملُ الأرحام و الأطفال و الزيتون و الليمونَ والقرآن و الإنجيلتحملهم و تأتي،من هناأو من هنا.. أو من هنا!!يضطرنا نمشُ الخريطَةِ أنْ نمارسَ دورنا القوميّ بالمكياج،يا وطنيْ أنا لا أشكرُ المكياج قبل النومِ.. كالحُكّاموجهُ خريطتيْ الأزليّ و الأبديّ،وشمٌ أخضرٌ صافٍ نقيٌّفي جدار الروح، في قلبي، وفي لغتياطمَئنَّعليكَ يا و طني اطمَئنّو كنْكما شئناكَ فيناهادئاً كقصائد الغزلِ القديمةِو ابتعدْ عن نثرِ حزنكَكن لنا منّا و فينا كي نكون كما أردت لناوكنْ ..!ها جئتُ أشهدُ أنني أحدُ الذينَإذا انحنتْ أعناقُهمْ كانتْ على أقدامهم تبكي السّماءحبيبتي،،لا تنظُري نحويْ بحُزنٍ هكذالا تلعني شِعريفأعلمُ أنني نزِقٌو أنّيْ لا أرى أو – لا أريدُ بأن أرى - بيت العزاءحبيبتي،، لا تسمعيني و اسمعي ما لا أقولفليسَ يعلَمُ من أنا في مثل هذا الوقتِ مثلكِفادخلي اللاوعيَ في جُرحي،ادخلي اللاوعي في جرحي،وقولي : هل أنا حقّاً أُحبُّكِ ؟!!هـل أنــا . . . ؟!!وعيي الذي عاثتْ بهِ الشاشاتُ يُنْكرني و ينكرُ كلّ شيءٍأخضَرٍ،لا تقرئيني في غلافي،قلّبيــــــني، قلّبيــني، قلّبينيفالمرايا حينَ تُسألُ في الظلامِ و للظلامِ تكون حقاًظالمةْ..لا تسألينيعَنْ بدايةِ صرختيلا تسألي ما الخاتمةْ..لا تسألي عنيسنيني..لا تسألي عنيبطاقتيَ الغبيّةَ،أو حدودَ البيتِ،أو خَتْمَ الزّيارةِ،أو قريباً،أو بعيداً،و اسأليْ يا شـــام طفلاً شاخَ خوفاً في عـيـــوني ..أَنَا أمّةٌ في شَكلِ إنْسَانٍوُلدتُ قبيل ميلاد الخطيئةِكنتُ أصرخُ في أبي - المولود بعدي – يــا أبيْ لا تعصِ ربّكَ،يا أبي حافظ على الفردوس،لا تَقْرَبْ فِخاخَ اللهِ،كُنْ حَذِراً، وفكّرْ بيْ !... ولمْ يسمَعْ، فلمْ يقنَعْ، ولم يحذرْ، ولم يحفظْو ألقاني و شرّدني و عرّانيليقتلني أخي ..!.. كم متُّ بعدَكَ يا أبي.. كم متُّ بعدَكَ يا أبي