على جدار النسيان
أيتها القريحة المكلومة
أكشفي عن مكنوناتك
مارسي فوضاك
على مرآى ومسمع البدايات والنهايات
لا تنتظري دنو الليل الضرير
لا تنغرسي في رمال الصمت
فيستبيحك الضلال الكثيف
اِمنحي الحروف هوية النار
عل الجرح يجلجل في منابت الصخر
ينبيء النائمين على هدأة الاحتمال
أني سأنبعث من اليقين
حرفا هيجته مرارة حبر
من عصارة الذاكرة المجبولة
لا أريد للدمع الشجي
المخزن بين الحشا والضلوع
أن يجتبيني .....
كيما أجهش بالوهن
يهتز الاستدراك
المخنوق عند مدخل الوريد
على شاشة اليقين يرسمني
أبجدية مصونة ....لا تنقلب علي
عند منتصف البوح
أريدني قصيدة ....تنشد الانسكاب
على امتداد الزمن الهادر
لأعوض الحلم بعض ماكان
من زلاتي ومعاطبي
أعرف جيدا
أن حقيقة الغضب طوفان
لب السماح انهزام
حين تعقمه الثمالة والهذيان
ما بينهما منطقة
لم تنل حكما ذاتيا
ولا هي تحررت
لأخرج من بين الانقاض
والمنافي
أنا الآن انكسار يبدع في التيه
والآه خنجر لا يبرح الخاصرة
عيناي جمرتان حائرتان
بين الغفو والحذر
بين القصاص والغفران
يا من كنت شريكي
فيما اقترفنا من شعر
ما اغتلنا من لحظات الفرح
لك مني سلام
ولي منك وعود...أن تمجد حزني
بما ملكت من لغات
تجعل قصائدي
بعضا من صحف الاخرين
احتراقي امتدادا
لما كان عليه الاولون
من وحي الحلم...
جاءت أبهى أشعاري
فكيف تكيلها لأفانين الموت؟
كل ما رسمت على قفا الأمس
من أول البعث ...حتى آخر الدفق
لا ينال من الأصل شظية
فقد تم بتحكيم مخالب الانتظار
حين أجهش القلم بالبوح
دون استئذان الذاكرة النخرة
عدت إلى لطخة الطين
أقرفص قرب حزمة الأحكام الرجعية
أغطس في بحر التباريح
حتى صار الاكتمال بألوان أنت شئتها
اليوم......تدعوك العورة خفاقة
وسط ظلمة شاسعة
أن نتخاتم بوهج الصمت
بصيغة الحضور...ننتفي
ليترسب في القعر صوتي
على تلة الغربة يرتفع الدعاء=
حيى على الحسرة ...حيى على الكمد
هنا تناهيد أشرقت
تنقط السماء جمرا بوذييا
بمقص القسوة تقد جدائل فرح
زادت عن حدها
فلعثمت لحن الابتهاج
لم خطفت الدواة؟
والحرف عند عنق الزجاجة
استوقفته تعاليم الليل
لا انطلق صرخة...ولا صار برهانا
ها قد أرقيت نفسي
بما تهاوى من فوهات السحب
قرأت تراتيل الليل
حتى تقيأت الموج
وما التهمت من ملح
على شطآن الوهم المطوح
فافتوني فيما ترون من امري
ولا ترجموني
فقد قدمت القرابين لشيوخ النار
كيما يعطبوا قلبي بعصاهم
لست الكم المنفصل
ولا الكيف المتصل
ولا أنا تلك الغواية المنفعلة
انما انا أناشيد انحازت الى رقيق الشعر
هاجر الشعراء وبقيت هنا وحدي
أعلك المدى
حتى صلبني الملل على جدار النسيان
كيف السبيل اذا
لتسلق سهاد الحواس؟
عبور ثورة القلق؟
لأنظم للارتياح أغنية الاقامة؟
كم استجليتك أيها الغياب
أنار اشتعالي دهاليز غموضك
لكنك أمعنت في استعتامي
تضليل ما وضح مني
حتى ضمختني بالتلف
سأرحل ....لأبرأ من جرح
لج عميقا في جسد الملح
موحشة دروب الهجر
الا من قبس نزيف يرسم الطريق
وفرح قتيل يرافقني
حتى اذا صارت الحكاية فقدا
أضحت الذكريات مقصلة
لحروف طالما عطرت المسافات
مسكا ....وكثير عنبر