السبت ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٢٣
بقلم مالكة حبرشيد

نزف على اوتار الزمن

من جوفِ التّعاويذ
يطلعُ الأنينُ متْخمًا بالأمل
نبضًا يعْزفُني في جسدِ الموت
من أعَالي التّعب
تُطلُّ عيونٌ عتّقها الانتظارُ في جُذورِ الصّمتِ
تحاولُ استجماعِي من رمادِ الذّاكرةِ
ابتكاري من نسغِ المسافةِ
حرفًا يُفتّقُ أسرارَ كَينونةٍ غافية
ما أوحشَ الهروبَ في الغياب!
ما أعتمَ الرّحيلَ في سؤالِ الجسدِ
والحواسُ جاهلةٌ
لا تجيدُ فكّ ألغازِ الأرق
ولا نظمَ قصيدةٍ
لشعورٍ عصيٍّ عن البوح!

كارثةٌ .....
أن أنتظرَ اللا جدوى في رحابِ عدمٍ
أَشرعَ لحظاتِه على حُقولِ وهمِ
استرخَى على جدارِ استحالَة
هي شِعابُ النّهايةِ تتوّهُني في جلالِ صبحٍ
لا يتنفسُ الشّمسَ...ولا يعرفُ ألوانَ الزّنابق
هي يقظةٌ شبيهةٌ بالعنكبوت
مبتليةٌ بالنّفي
مُذ أطلقَ الغدُ عدوهُ المحمومَ خَلفِي
صعدتُ درجاتِ الانهيارِ
حتى أدمنتُ الاحتراق
غلبتْنِي شهوةُ جَلدِ الذّات
فاستفرغْتُني شُهبًا بينَ خرائبِ الرّوح
وحدها المرآةُ ...باركتْ صُعودي نحوَ الهاويةِ
بعدما أهدتْ تلفِي لريحٍ صرصرٍ
لا يحضنُها الفضاءُ

قسوة ....
أن تدرك أن ما مضى كله صفحةٌ شاغرةٌ
كنتَ فيها مجردَ خطوةٍ عاثرةٍ
لم تكنْ تملكُ فرصةَ استدراكٍ ولا....
فرصةَ إبرامٍ ....تحيلُكَ نحو اللا تردد
أو نحوَ فُسحةٍ للعبورِ إلى المحو
لو يتوقفُ هذا الفقدُ لأستجمعَ ذواتِي
أعيلَ نبضَها للخفقِ
من حيث شهقتِ المسافةُ شهقتَها الأخيرةَ
لأمارسَ ثورةَ المجازِ على الوجوبِ
ثورةَ الضّد على التّرادفِ
منذ ...براءةٍ وخوف
وأنا أسبحُ في بياضِ السّريرةِ
أقترفُ الفرحَ في حدائقِ التّلفِ
أرتشفُ التّشظّي من كؤوسِ استحالةِ
وحين ثَملْتُ....لم يكنْ الحبُّ بجانبي
ليأخذَ بيدي نحوَ ضفَّةٍ لا تُحادي المتاه
ينتذب لي مكانًا قصيًّا
أَبرأُ فيه من أزمنةِ الاندهاش
عشتُ في= المابين=
لبستُ اللالون
شربتُ اللاحلو ...
واستمتعتُ باللاحياة
تعلمتُ كيف أسبحُ في الرّمل
في متاهةِ الجرحِ...أعدُو
أرقصُ في زحمةِ القعرِ
كيف أعيشُ وسطَ الصّفرِ
وأنا المكتظّةُ بالأعدادِ
بأرقامٍ تزجرُني كالطّيرِ في عزِّ الصّباح
أحاولُ الطيرانَ
فأجدُني مومياء لا تعرفُ للحراك معنى
لا تجيدُ سرقةَ القبلِ عند مشارفِ الحُلم
تجاعيدُ ملمحِها
تدركُ كيف تسبرُ غورَ الزّمن
كيف تغرُبُ الدّمعةُ في حضنِ الغضبِ
تنجبُ الانكسارَ في أوانِ الوضع
وفي ساعةٍ تميلُ عقاربُها
تارةً نحو الما قبلُ....وأخرى نحو الما بعدُ

ذرنِي وهذا الملحَ النامي على أهدابِ الجرح
الوضوحِ التّالفِ في متاهاتِ الغموض
التّوهجِ المنطفئ في أبعادِ الشّروق
أنا موتٌ شاخَ على لوحِ التّرتيلِ
مذ شدَّ على يدي المجهولُ
بعيونٍ مغمضةٍ ساقني إلى غفلةِ الأنواء
جعلَ انزوائي قِبلةَ إسراءٍ
واللعنةَ مدارَ انتفاضٍ
يا صحوةَ النّدمِ في قيظِ الجسد
افتحي كُوةً في قفرِ العمر
علَّ الموتَ يرمقُ وميضًا
يسمعُ وقعَ الزّمنِ الهارب
فألاحقُه بعثًا ....ولو إلى حين!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى