ليس على النبض من حرج
الوقتُ سلّمَ نفسه للشفق
تتعانقُ الحروف
في سرٍّ واحد
يشيّدُ لي وطنًا
بين أهدابك
حدودُهُ دفءُ يديك
الغائرتين في الغياب
الشوقُ ينشرُ
بَخورَ الصراخِ
على امتدادِ الحنين
يدعو النبضَ على الضفتين
إلى اعتناقِ اللقاءِ
في لحظةٍ مغلقةٍ
على ما اخضرَ من همسِ
وما تسابقَ من أنفاس
متى دخلتَ دورةَ دمي؟
وكيف صرتَ كلًّا من بعضي؟
كيف انتحلتَ صفةَ الوجع
وجعلتَ الحروفَ
تستدرجني نحو حفيفٍ حريريٍّ
في رفةِ جفن؟
ليس على النبض من حرجٍ
فقد اندلعتِ اللهفةُ
عند اختلاجِ العبارةِ
ونبتتْ للهمس جدائلُ
استوتْ عند بؤرةِ الحلمِ
المترعِ بالشّذى
ها أنذي ارتعاشٌ
يحطُّ فوق غصنِ غيابٍ
ورسائلي يمامةٌ تحلقُ
بين الجملِ المتقدةِ
ابتسامةً خجولةً
يعتقلُها المدى
كقصيدةٍ تذوي
عند انكسارِ النور
أفتح صمتي الظامئَ
لسلسبيلِ أبجديةٍ
هطلتْ عاريةً
كخفقانِ الطفولةِ
لتحلَّ في خجلي الموصدِ
على الخوفِ
وما توالى على النفسِ
من هزائم
تسقطُ ملامحي
وكلُّ ما أوتيتُ من حسنٍ
في عبقِ احتراقكِ
على الملمح اندهاشٌ
مثل قمرٍ يطلُّ نصفُهُ
من خلفِ الغيوم