الجمعة ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم
رَحَلُوا؛ فَتَرَنَّمَتْ لُغَةُ الزُّهُور!
رَحَلُوا عَلى ظَهْرِ التَّشَفِّي..وَالْقُلُوبُ حَوَتْ رِمَاحاً مُشْرَعَهْرَحَلُوا وَشَمْعُ قُبُورِهِمْ يَخْبُو مِنَ الرِّيحِ الّتي هَبَّتْ عَلَيهٍ لِتَنْزِعَهْرَحَلُوا وَشَمْسُ سَمَائِهِمْ أَلْقَتْ ضَفَائِرَهَا تُبَلِّلُ ظِلَّهَاوَالْقَومُ أَلَّفَ بَينَهُمْ عَطَشُ الْعُيُونِ لِدَمْعِهَارَحَلُوا مِنَ الأَرْضِ الّتي جَالَتْ بِهَا الأَيدِي تُنَادِي مَغْرِبَهْرَحَلُوا بِتَارِيخٍ تَسَرْبَلَ بِالْخَوَاءِ وَقَيدِ شَعْبٍ أَثْخَنَهْرَحَلُوا وَما حَمَلُوا لِيَومِ مَلامَةٍ غَيرَ الْعَوِيلِ وَنَوْحِ أُمٍّ مُفْجَعَهْصَيفُ الْمَرَاعِي يَشْتَكِي حَيفَ الْقُصُورْفَالطِّينُ يَجْمَعُ لَحْمَهُ مِنْ بَينِ أَضْرَاسِ الصُّخُورْفَلاّحُهُا مَاضٍ عَلى مَقْتٍ وَبَطْنٍ هَائِمٍ بَينَ الكُفُورْرَحَلُوا وَما اشْتَاقَتْ لَهُمْ طُرُقُ الْمَدَائِنِ وَالْقُرَىفَرِحَتْ لِمَهْلِكِهِمْ غُصُونُ الشَّمْسِ وَالْهَمْسُ الأَسِير..وَمَنْ رَآهُ أَفْزَعَهْفَاللَّيلُ يِكْتُبُ حُلْكَةَ الأَيَّامِ في وَجْهِ الضَّمِير..وَيُسْمِعُهْدَمْعَ الثَّكَالَى وَالْعِظَامُ مُهَشَّمَهْوَالْجَفْنُ يَهْرُبُ مِنْ مَآقِيهِمْ..وَما حَزِنَتْ عَلَيهِمْ نَسْمَةُ الأَمْوَاجِ أَوْ عُشْبُ الدُّرُوبِ..وَلا رَغِيفٌ في مَخَازِنِهمْ لِثَغْرٍ يَمْنَعُهْوَتَعَجَّبَتْ مِنْ حِقْدِهِمْ عُصْفُورَةُ الْجُرْنِ الّتي غَنَّتْ تُنَادِي..مَنْ يَقُومُ وَيَخْلَعُهْكَانُوا عَلى أُدُمِ الصُّدُورِ يُمَرِّغُونَ خُيُولَهُمْوَكِلابُهُمْ مِنْ كُلِّ صَوبٍ تَفْرِشُ الْوَرْدَ الْهَجِينَ وَتَلْبِسُهْرَبَطُوا الْحُرُوفَ عَلى الشِّفَاهِ وَذَاكَ شَعْبٌ ضَيَّعَهْفَتَعَطَّلَتْ مِنْ صَخْرِهِمْ سِكَكُ الْحَصَادْوالقَمْحُ يَرْسُمُ حُلْمَهُرَقْصَ الْمَنَاجِلِ في الْوِهَادْرَحَلُوا وَما هَدَأَتْ لَهُمْ كَفُّ الْعِبَادْوَتَفَلَّقَتْ بِالأَيدِ أَصْوَاتُ الرَّحِيلْمَنْ يَضْرِبِ الصَّخْرَ الأَصَمَّ بِأَنْفِهِفَقَدِ امْتَطَى ظَهْرَ الأُفُولْوَالسَّرْجُ مَقْطُوعُ الْفَتَائِلِ وَالسَّبِيلْلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ النُّسُورَ تُطَوِّقُ الْقَمَرَ الْبَعِيدَ..وَتَغْرِفُ الأَنْوَارَ مِنْ حِضْنِ السَّمَاءِ وَتَنْثُرُهْلَحْنَاً شَجِيَّاً يَسْتَقِي عَرَقَ الشُّعُوبِ وَتَزْرَعُهْمَنْ ظَنَّ أَنَّ رِيَاحَنَا تَرْضَى بِدَارِ الْهُونِ قَدْ ذَلَّتْ لَهُ مُسْتَودِعَهْلَمْ يَقْرَأِ الأَنْبَاءَ وَالأَحْلاَمُ كَانَتْ مَقْبَرَهْأَرَأَيتُمْ الْجُدْرَانَ كَيفَ تَحَرَّكَتْ فَوقَ الرُّؤُوسِ..وَزَلْزَلَتْ حَدَقَاً فَلا اسْتِقْرَارَ فِيها أَوْ دَعَهْلَمْ تَتْرُكُوا فُرُجاً تَسِيلُ بِها وَلا عُرُشاً تُظَلِّلُ شَتْلَهَاهَلْ تَسْتَقِرُّ لَكُمْ شَوَاطِئُ بَالِكُمْ إِنْ لَمْ تَقُمْ حُجُبٌ تَحُولْ؟لَكِنَّهُمْ غَرِقُوا بِأَيدِيهِمْ وَحَطَّتْ فَوقَهُمْ سُقْمُ الْخُطُوبْفَتَوَرَّدَتْ في الصُّبْحِ شَمْسٌ حَبَّرَتْ حَجَلَ الْخُيُولْوَاللَّوزُ شَعْشَعَ في الْبَرَارِي وَالْحُقُولْوَتَرَنَّمَتْ لُغُةُ الزُّهورِ عَلى نَسيمِ الْفَجْرِ والْعَينِ الْكَحيِلْلَكِنَّ ذِكْرَاهُمْ تُؤَرِّقُ قَلْبَ قُبَّرَةٍ عَلى أَفْراخِهَالَمْ يَدْرِ أَنَّ النَّوءَ أَلْقَى صَمْتَه رَعْدَاً وَبَرْقَاً لَمَّعَهْأ،نأنااانوارسنوَعُيُونُهُمْ حَطَّتْ عَلى مَتْنِ الْفَضَاءِ..فَهَذهِ أَحْلامُنَاأَوْقِفْ جُيُوشَكَ إٍِنَّ حُلْمَكَ لَنْ يَطُولْشَْعٌب رَمَى عَنْ صَدْرِهِ أَرَقَ الْعَوِيلْوَتَعَلَّقَتْ عَينَاهُ باِلآيَاتِ وَالْحَبْلِ الأَصِيلْلَمْ تَرْكَنِ الأَشْجارُ لِلْجِذْرِ الْخَجُولْمَنْ شَرَّدَ الطَّيرَ الّذِي سَكَنَ الْبَرَارِيَ..وَالْحِرَابُ تَجَمَّعَتْ في مَضْجِعِهْوَسَنابِلُ الْوَصْلِ اخْتَفَتْ قَبْلَ الْحَصَادْأَطْفَالنُا يَا خَوفُ صَالُوا في الْمِهَادْفَلْتَرْحَلُوا..شُفَعَاؤُكُمْ لَمْ يَتْرُكُوا حُبَّاً فَهَامُوا صَعْصَعَهْهَتَفَتْ عَلى آذَانِهِمْ أَصْدَاءُ أَرْضٍ فَارْحَلُوايَا هَذِهِ الصَّرخَاتُ قُومِي وَاقْلِبِيمِيزَانَ جَورٍ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَرْفَعُهْمَنَحُوكَ بَيضَةَ عِشْقِهِمْ وَتَصَبَّرُواصَارُوا يَئِنُّونَ امْتِثَالاً لِلرَّغِيفْوَلَّوكَ أَنْفَ ذَلُولِهِمْ وَتَغَبَرُوافَجَمَعْتَ مِنْ أَشْنَافِهِمْ أَقْفَالَهَاوَجَلَسْتَ تَحْلِبُ مِنْ فَسَائِلِ حُلْمِهِمْعَرَقاً كَرَعْتَ نَبِيذَهُ وَالسُّحْتَ مِنْ عُنُقِ الضَّعِيفْوَلَصَقْتَ في ظَهْرِ الْبَسِيطَةِ كُلَّ أَفَّاكٍ خَتُولْفَتَقَمَّصَتْ أَبْنَاؤُهُمْ صَمْتَ الرُّفُوفْيَرْجُونَ طِحْناً لِلْغَدَاةِ بِلا وَجَلٍأَوْ عَيشَةً فِيهَا الضُّحَى خُبْزُ الأَسِيفْالْوَقْتُ يَجْرِي وَالْعَوَاصِمُ تَصْفَعُكْفَانْسَلَّتِ الأَفْوَاهُ تَزْفُرُ بِالسُّيُوفْ