الاثنين ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم
مَرْثِيَّةٌ لِلْجَفافِ الطّارِيء
لِمَ الأَحْزانُ تَعْزِفُ لَحْنَ أَيّامِكْوَتَكْتُبُها بِحِبْرِ الْجُنْدِ في مَوَّالِ سُمّارِكْتُغَشّي شَمْعَةَ الإصْباحِ عَنْ دارِكْ***لِمَ الأَحْزانُ نَكْرَعُها عَلَى الرّيقِوَتَخْطُرُ في مَساكِنِنا وَلا تُبْقِيمَجالاً لِلنَّسِيمِ وَتُغْلِقُ الأَقْفالَ في بَابِكْ***طُيُورُ الْفَجْرِ تَضْحَكُ أَينَما حَلَّتْهُنا ارْتَعَدَتْ وَلَمْ نَعْرِفْ لِمَ انْصَرَفَتْوَكُنّا نَمْلِكُ الضَّحِكاتِ وَالأَعْداءُ لا تَمْلِكْ***سَمَاءُ اللهِ نَعْلَمُها، فَما بَخِلَتْ عَلى بَلَدِيَراعُ الْحُبِّ يَرْسُمُها بِغَيرِ الْغِلِّ وَالْكَمَدِلِماذا رِيقُ عِنْبَتِنا يَجِفُّ عَلى شَفا نَهْرِكْ***لِمَ الْعَثَراتُ تَكْثُرُ في نَوَايَاناوَحُوتُ الْبَحْرِ يَهْرُبُ مِنْ خَطايَانالِمَ الزّيتُونُ لا يَرْوي جِرارَ الزّيتِ مِنْ أَرْضِكْ***مَصَابِيحُ الْخَلائِقِ زَيتُها الشَّمْسُوَضَوءُ بِلادِنا حَنَّتْ لَهُ الْقُدْسُأَلَيسَ اللهُ يُعْطِي خَلْقَهُ شَمْساً وَلَو أَشْرَكْ***لِمَ اخْتَلَفَتْ حُرُوفُ الْحُبِّ في الدّارِوَقَدْ حَاوَلْتُ أَحْميها بِأَشْعاريوَلَكِنْ رِيحُ شِقْوَتِنا تُعَبِّئُ قَلْبَ أَولادِكْ***لِماذَا الْقَهْرُ يَمْرَعُ في خَوَاطِرِناوَيَكْلأُ في ذَرارِينا وَيَشْقِينافَلا عَجَبٌ نَرَى هِجْرانَ أَقْمارِكْ***لِمَ الأَشْجارُ تَلْفُظُ رُوحَها عُنْوَهْوَتُنْزَعُ مِنْ فُؤادِ الأَرْضِ في ضَحْوَهْوَتُفْرِغُ دَمْعَها في حُرْقَةٍ تَجْرِي عَلى جِيدِكْ***صَبايَانا تَمُدُّ عُيُونَها هَرَباً مِنَ اللَّيلِوَغُصْنُ الشَّوقِ يَعثُرُ في ثَرَى الْوَصْلِلِمَ الأَفْراحُ تَغْرَقُ في دِمَا شَعْبِكْ***لِماذَا الْوَرْدُ لَمْ يَحْمِلْ هُنا عِطْراوَيُسْلَبُ مِلْكُنا مِنْ لَيلِنا غَدْرافَقُومِي وَانْزَعي غَصْباً سَنا شَأْنِكْ***إِذا زَمَّتْ عَلَيَّ هُمُومُ دُنْياناوَلَمْ أَرَ في جُمُوعِ الْخَلْقِ خِلّاناتَحِنُّ شِفاهِيَ الْحَرَّى إلى بَوسِكْ