الأربعاء ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم
حنين
[1]مِنْ أُمَّةٍ كَانَتْ كَحَدِّ السَّيْفِ ...مُشْرِقَةً ...كَنُورِ الشَّمْسِ ...تَقْتَحِمُ الدَّيَاجِرْمِنْ أُمُّةٍ رَحَلَ السَّحَابُ بِأَرْضِهَادَهْراً فَلَمْ يَبْلُغْ مَدَاهَاجَاءَتْ حَنِينْجَاءَتْ حَنِينُ كَزَهْرَةٍ بَرِّيَّةٍ وَبَرِيئَةٍلَمْ تَدْرِ أَنَّ زَمَانَهَا زَمَنٌ مُقَامِرْكَانَتْ إِذَا ضَحِكَتْ ...تَسَابَقَتِ النَّسَائِمُ كَي تُقَبِّلَ مَنْهَا فَاهَاكَفَرَاشَةٍ كَانَتْ تُحَلِّقُ فِي سَمَاءِ البَيْتِ ...كَي تَهَبَ السَّعَادَةَ وَالهَنَاءَ أَبَاهَاتَجْرِي فَتَخْفِقُ خَلْفَهَا سُودُ الغَدَائِرْكَانَتْ إِذَا بَسَمَ الضَّيَاءُ تَيَقَّظَتْكَي تَسْمَعَ الدِّيكَ المُؤَذِّنَ فِي الصَّبَاحِأَوْ تَرْقُبَ الأَنْدَاءَ تَسْقُطُ …فَوقَ أَزْهَارِ الأَقَاحِيأَمَّا إِذَا شَاخَ النَّهَارُ فَإِنَّهَاتَأْوِي إَلَى صِفْصَافَةٍهَرِمَ الزَّمَانُ بِهَا ...وَلَمْ يَتْرُكْ لَهَا غُصْنًا رَطِيبافَتَغَضَّنَتْ أَغْصَانُهَاوَتَجَرَّدَتْ تَشْكُو إِلَى اللهِ البَشَرْتَأْوِي لِتَسْمَعَ جَدَّةًتَحْكِي عَنِ الدُّنْيَا الغَرِيبَةْتَحْكِي عَنِ الغَنَمِ الَّتِي رَتَعَ الذِّئَابُ بِأَرْضِهَافَتَنَاوَمَتْ وَتَنَاعَسَتْ وَسَرَى الخَدَرْوَتَفَرَّقَتْ فِي الأَرْضِ …لَمْ يَجْمَعْ خُطَاهَا مَا تَرَاهُ مِنَ الخَطَرْوَهُنَاكَ فِي وَسَطِ الحِكَايَةْتَغْفُو حَنِينْوَتَبِيتُ تَحْلُمُ بِالخُيُولِ اليَعْرُبِيَّةْتَأْتِي لِتَطْرُدَ كُلَّ أَشْتَاتِ الذِّئَابْتَغْفُو حَنِينْوَتَبِيتُ تَحْلُمُ بِالبَطَلْفِي حَدِّ سَيْفِهِ تَنْتَشِرْكُلُّ الشُّمُوسِ مَعَ القَمَرْلَكِنَّهَا يَوْمًا رَأَتْغِرْبَانَ بُومٍ خَيَّمَتْفَتَسَاءَلَتْأَبَتَاهُ مَا هَذِي الوُجُوهْأَبَتَاهُ مَنْ هَذِي العَسَاكِرْوَلِمَ الوُجُوهُ كَئِيبَةٌوَلِمَ العُيُونُ كَأَنَّهَا جَمْرُ الشَّرَرْأَبُنَيَّتِيلَا تَفْزَعِيهَذِي الوُجُوهُ الحُمْرُ …يَومًا سَوْفَ تَرْجِعُ لِلشَّتَاتِأَبُنَيَّتِيلَا تَجْزَعِيفَغَدًا سَتَبْتَسِمُ الدَّيَارُ لِأَهْلِهَاوَيَعُودُ مَاءُ النَّبْعِ لِلنَّهْرِ الجَدِيبْوَغَدًا سَتَأْتِي كَتَائِبُ التَّوحَيدِ ...- يَقْدُمُهَا صَلَاحُ الدِّينِ -بِالفَتْحِ القَرِيبْبَاتَتْ حَنِينُ عَلَى لَهِيبِ الشَّوقِ ...تَحْتَرِقُ انْتِظَارًا لِلجُيُوشِ القَادِمَاتْلَكِنَّ لَيْلَ الذُّلِّ طَالْوَتَغَلْغَلَتْ أَنْيَابُهُ فِي لَحْمِ هَذِي الأَرْضِ ...تَمْتَصُ الدِّمَاءَ إِلَى الثُّمَالْحَمَلَتْ حَنِينُ حَصَاتَهَاأَلْقَتْهَا فِي وَجْهِ الذِّئَابْصَارَتْ حَصَاةُ حَنِينَ حِصْنًا مِنْ حَجَرْمِنْ حُضْنِ هَذِي الأَرْضِ جَاءْصَارَتْ حَنِينُ هِيَ البَطَلْوَهْيَ النُّبُوءَةُ فِي الكِتَابْصَارَتْ حَنِينُ أَمِيرِةًوَمَشَتْ عَلَى حَبَّاتِ عَيْنِ قُلُوبِنَاقَامَتْ لِتُعْلِنَ أَنَّنَا :" مَوْتَى وَيَنْقُصُنَا الكَفَنْ "وَبِأَنَّ كُلَّ رِجَالِ هَذَا العَصْرِ بَاعُوابَاعُوا وَمَا قَبَضُوا ثَمَنْلَكِنَّهَا لَمْ تَدْرِ أَنَّ زَمَانَهَا زَمَنُ الأَفَاعِيلَمْ تَحْتَمِلْ ذُلَّ السُّكُوتْفَاسْتَصْرَخَتْ أَبْنَاءَ أُمَّتِهَا البَوَاسِلْعَادَ الصَّدَى صَمْتًا خَؤُونارَحَلَتْ حَنِينْرَحَلَتْ حَنِينُ وَفِي دُمُوعِ عُيُونِهَاحُزْنٌ يُسَائِلْعَنْ أُمَّةٍكَانَتْ كَحَدِّ السَّيْفِ ...مُشْرِقَةً ...كَنُورِ الشَّمْسِ ...تَقْتَحِمُ الدَّيَاجِرْعَنْ أُمَّةٍ رَحَلَ السَّحَابُ بِأَرْضِهَادَهْرًا فَلَمْ يَبْلُغْ مَدَاهَا .