الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم
جرحُ غزَّة
أيُّ لونٍٍ ما أراهُ في جناني | |
يغزلُ الليلُ سواراً من دخانِ | |
أورق الموتُ عيوناً لا تنادي | |
طفليَ المذبوحُ ما عادَ يراني | |
أفلتتْ صهيونُ في الدارِ ذئاباً | |
تنهشُ الأجسادَ قوتاً للغواني | |
ليسَ للأباتشي قلبٌ او عيونٌ | |
بل جنونٌ يشتهي قصفَ المباني | |
كلُّ نعشٍ في فلسطينَ جنينٌ | |
هلّلي يا امُّ زُفّيهِ التهاني | |
كل آهٍ في لوعةِ الثكلى حياةٌ | |
إنْ علا منديلُها عطراً سقاني | |
لا تظنّي آلةَ الموتِ انتصاراً | |
ليستِ الأعمارُ في عدِّ الثواني | |
عند ذاك السفحٍ قد ذابت شموعٌ | |
أيقظتْ في الأرض معنى العنفوانِ | |
ربَّ عمرٍ سوف يُهديكِ رسولاً | |
يطردُ الأشباح من ساحِ الأمانِ | |
ربَّ يومٍ يُزهر النصرُ ضلوعاً | |
يمنحُ الارواحَ عطرَ البيلسان | |
ربَّ طفلٍ يرسمُ الصبحَ نذوراً | |
من فلسطينَ شموساً للزمانِ | |
ربَّ أمٍ زغردتْ قربَ شهيدٍ | |
عرسُهُ الموعودُ في خُلدِ الجِنانِ | |
في حمى غزّةَ تختالُ الدراري | |
كوكبٌ إنْ غابَ يصحو كوكبانِ | |
إنني أقسمتُ أنْ أحمي ثراكِ | |
يا خميرَ الحبِّ فالحبُّ دعاني | |
يا دماً يسري لهيباً في عروقي | |
يا نجيعاً أستقي منهُ المعاني | |
لن يجفَّ الحبرُ من جرح يراعي | |
لن أرودَ الحقَّ مبتورَ اللسانِ | |
كلُّ شبرٍ في روابيكِ مزارٌ | |
أنحني فيه وأُهديه امتناني | |
إطمئني يا قبلةَ الابطالِ قدْ | |
صار للتقوى لدينا قُبلتانِ | |
لا تقولي أنَّ في القاموسِ عُرْبٌ | |
بل أناسٌ دنّسوا عهدَ الأماني | |
يملأونَ الكأسَ من فَيضِ أساكِ | |
ما دَروا أنْ ملؤُهُ سكبُ الهوانِ | |
أسكروا الأعرابَ من وهج لظاكِ | |
دمعةُ الأطفالِ ليستْ للدنانِ | |
يسألون الغربَ أن يُؤتي حلولاً | |
لا يُعاني الغربُ مثلي ما أعاني | |
عندهم نيرونُ ما زال مثالاً | |
كيفَ للأحفادِ أن يشفوا المُعاني؟ | |
أينَ قومٌ علَّموني أنه ما | |
حك َّجلدي مثلَ ظفري إن رعاني | |
أين أهلي صرتُ من أهلي براءً | |
ليس في غزةَ سهلٌ للزؤانِ | |
بحرُها الهدّارُ يرغي انتصاراً | |
يدفع العدوان عن شعبٍ مُهانِ | |
ليتَ لي صوتاً يباري العوادي | |
ليتَ لي في البُعدِ أقوى من حناني | |
مَن يقينا الذلَّ إنْ صرتِ يباباً | |
مَن يوافي حُلمَنا إنْ لم تُصاني | |
أُتركيني اسألُ الله: لماذا | |
سقطَ الأخوانُ يومَ الإمتحانِ؟! |