ثقافة الفئران وحضارة القطط...! وقصص أخرى
أراد قطٌ أن يصبح صديقاً للفئران، فأصطاد احدهم وعلقه من ذيله دلالةً على انه اصبح من "مُناهضي اكل الفئران".
وصلت فعلةُ القطِ مسامع كبير الفئران، فتقدم بورقةٍ إلى مجلس امن الحيوانات مفادها انه يشجب فعلة القط، موضحاً مايلاقيه الفأرُ من عذاب، فأستنكر المجلس تصرف القط ليعود كبير الفئران متفاخراً أن عهده الوحيد الذي شهد استنكاراً لفعلةٍ من أفعال القط الذي اظطَرَ الرضوخَ تحت وطأةِ الضغط الدولي، فأنهى عذاب الفأر في ان انزله في القِدر، لتعود المياه إلى مجاريها.
لايزال السلطان يشير إلى صكوك الغفران
تخاصم ضِباعٌ وثعالب على فضلةٍ من بقايا طعام الأسد، فوصل الخلاف إلى ان يُجَنِدَ كلٌ منهم مايستطيع من حيوانات الغابة إستعداداً لحربٍ ستدوم طويلاً.
حشدوا الجيوش وبداءت معارك عاتية، زُهِقت الأنفس وتطايرت الروؤس، وبعد حينٍ من الدماء، قرروا التفاوض، فتوصلوا إلى أتفاقيةٍ تم من خلالها إعلاءُ شأن الطرفين كُلٌ حَسبَ مَفهومه، فتَشَكلَت لِجنةٌ من مجموعة حيوانات لإحصاء عدد القتلى والأسرى، فوجدوا ان ضحايا الفريقين من الأرانب.
ركاكة الشعوب وأستهتار الملوك
تغلغل الصخب الى كل ركن من اركان دولة الحشرات بعد اختفاء ابن الملك الخنفس، وهيئى الجيش للحرب بعد ان اعلنت الزواحف مسوؤليتها عن خطف الامير، فأصبحت الجماهير على خطبةٍ تتوعد بسحق الافاعي، وتبيتُ على اخرى تُنذِرُ التماسيح بالحرق.
ردت السحالي بعملية التهامٍ جماعي لحشرات لاحول لهم ولا قوة، فتصاعدت السنة النار وتجمعت الحشود الحشراتيه امام قصر الملك منتظرين بيانِ إعلان الحرب، فخرج الملك وخرجت ابيات التبجيل من الحناجر ارتجالا، بداء الملك: شعبنا الصامد، امتنا المجيدة.. لقد تمادى العدو بوحشيته، وقد آنَ موعد دحره وايقافه امام مرأته ليعرف نفسه من يكون. صفق الشعب وتعالت الهتافات، وفي هذه الأثناء دنا الوزير من الملك وهَمَسَ في أذنه: عاد مولاي الامير وهو في القصر الأن. أكمل الملك: نحن التاريخ، نحن الحضارة، لذلك ياشعبنا العظيم، وحقناً للدماءِ ليس إلا، ليكون ولديَ الأميرُ قرباناً لكم. تعالت هتافات الجماهير، وأستأنف الملك: لننظر للإلتهام الجماعي على انه أستشهادٌ أختياري، قام به أبطالنا لأجل تحيسن أقتصاد أمتنا، فالأمة لن تنهضَ إلا بدماء أبنائها الزكية. تعالت الهتافات مع التصفيق، أستطرد الملك: ليعود كُلٌ إلى داره، ولتناموا قريري الأعين، فلن أستريح وهناك متعب. عاشت امتنا، عاش الجيش. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فتفرق الجموعُ بالهتاف والمديح بالملك.