الثلاثاء ٢٢ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
تمسّكْ بها واستعنْ!
إلى: د. حسن ناظم
(1)صديقي الذي جمعَ الدنيا في حروفٍ ثلاثةكان دليلي الوحيدحين سقطت الشمسُ وسط الصحراء،فصارَ عليَّ لكي أرىصاحبي وطريقيأنْ أجمعَ شظايا الشمسقطعةً قطعة.وصارَ عليهأنْ يتماسكَ وسط الظلامويكون أخي ودليلي.(2)قلتُ له:يا مَن بدأتَ بالحاءكيفَ يمكنُ أنْ نجمعَ شظايا الشمسونحن لا نجيدُ الرمايةَ ولا التدليسولا مدح السلطانولا الرقصَ عند باب إبليس؟(3)قلتُ له:يا مَن توسّطتَ بالسينكيفَ يمكنُ أنْ نجمعَ شظايا الشمسوقد مدحنا الحاءدونما أملٍ أو رجاء؟فحين مدحنا حاءَ الحبّنلنا حاءَ الحربوحين مدحنا حاءَ الحريّةنلنا، بكرمٍ أسطوريّ، حاءَ الحقدلنبكي مثل طفلين ضائعينعند بابِ السوق.كيفوقد ضاقت علينا الأرضوامتلأتْ حقائبنا بالمنافي والبرد؟(4)لم تبقَ لنا سوى النونيا مَن تختّمتَ بالنون!هي نون نهرٍيتألقُ وسط الظلام،يتألقُ في كلِّ ليلةربّما ليغرق في كلِّ ليلة.وهي نون أغنيةٍ تبزغُمنذ بدءِ القصيدة،أغنية جمعتْ لغةَ الياءِ والسينإلى رقّةِ التينِ في القلبِ والياسمين.قلتُ له:تمسّكْ بها واستعنْ!علّها تكون المعين لناوسط زمجرةِ البحر،علّها تعلّمنا كيف نرقصذاتَ يومٍمثل الدراويش على بابِ بغدادأو علّها تعلّمناكيفَ نجمعُ شظايا الشمسحين يصطادنا الموتولابدّ أنْ يصطادنا الموتيا أخي ودليلي!