لُم يا ربيع فإن اللوم إبصارُ |
خلَّيتنا وعلى أحلامنا نارُ |
أشعلتَنا فصحونا كي نميطَ أذىً |
ثم ارتخينا فشدَّ البأسَ جَبَّارُ |
عامٌ ونصفٌ بنينا نصفَ مئذنةٍ |
وما درينا بأنّ الريحَ إعصارُ |
ها هم يقومون من صدْماتهم ولهم |
من كلِّ قحطٍ على الآمالِ تيّارُ |
يا مصرُ وجهتُنا إلى الأمام فلا |
تُبْقي العيونَ ترى قومًا قدِ انهاروا |
ومهِّدي الروحَ نجري في مرابعِها |
ونبِّهي القلبَ قد يغويكِ فُجّارُ |
إنّ الشبابَ مضَوْا فوقَ الدماءِ إلى |
أفق جديدٍ فيا نِعمَ الذي اختاروا |
فهل نخونُ دموعاً أم نبيعُ دمًا |
أجراه في أرضنا حبٌّ وإيثارُ |
توحّدوا يا دعاةَ الخيرِ لا تهنوا |
فقد تألّبَ أخطارٌ وأشرارُ |
من كلّ صوبٍ أتى الأعداءُ يجمعُهم |
كُرْهُ الشريعةِ في أعناقِهم نارُ |
لم يكفِهم ما مضى لم يهدِ شاردَهم |
من بعدِ كبوتِهِ وعظٌ وإبصارُ |
والفاسدونَ على إعلامِهم مكثوا |
يضلّلونَ ويفري الزيفَ ختارُ |
ماذا يريدون من شعبٍ على دمِهِ |
قادَ المسيرَ وزفَّ النصرَ إصرارُ |
ماذا يريدون من مصرَ التي بَليَتْ |
أثوابُها، أَلِأَنَّ الثوبَ جَرّارُ؟ |
كم قد تنكّر أبناءٌ لها وعلى |
وجْناتِها من خدودِ الدمع أنهارُ |
والآن ثورةُ حبٍّ أُشْعِلَتْ ولها |
في كلّ قلبٍ من الإيمانِ أسرارُ |
اليوم َيا مصرُ نختارُ الذي وُئِدَتْ |
من أجلِهِ غضبةٌ هاجتْ وأفكارُ |
لكنّها الروحُ تسري في الشعوبِ إذا |
ما مزّقوا دفترًا تهتاجُ أحبارُ |
ويصنعُ الفلكَ تجري في مطامِحِنا |
نحوَ النجاةِ عفيفاتٌ وأحرارُ |
ربّانُها خادمُ الشعبِ الذي نزفَتْ |
أضلاعُه كي يُرى في الحكم أخيارُ |
اليوم نرسمُ يا مصرُ الذي طمحتْ |
إليه أحلامُنا والشعبُ يختارُ |