الباب.. واللي مستنيه
..
كان الوَنس
مربوط في رِجل الدِّكة
ما تْمَلمَلش حتى
لما وَقفْت برَّا البيت
و ناديت
حسْب الأدب
أو حسْب ما اتربِّيت
كلب الجيران فوق السطوح
ينبح
لمّا يلمح
ريحة سفر..نَزِّتْ من الشنطة
و يتْملاَّني باب البيت
:
مين انتا ؟
و مين قالَّك اتْحُطّ صبِعّتَك ف عيني
ياخي حاسِب
أهو دمَّعت
:
يا باب
أنا الغايب
و اديني رَجعت
:
مين ؟
أنا عايش بقالي سنين
و لا شُفتك
و لا حدِّش في يوم اغْلِط و جاب سيرتك
:
يا باب
أنا كان لي وراك احباب
و ياما عدّيناك
ياما ردّيناك.. عن خوف
ياما سدّيناك.. لَنشوف
و ياما كُنت تتزحزح
عشان نَفَسين هوا يخُشّوك
فَـ بُص ف وشّي
يمكن تلقى جوز عيون
يجوز...وحشوك
:
و مين يوحشني غير عيِّل
ف يوم قيّالة راح يرعى الغَنم...و ماجاش
و حتى قميصه... ما عدّاش
دا حتى الديب
وليف قلبه ...و لا ياكلاش
:
يا باب
أنا هوّا
يا باب
أنا
:
لا
غريب ...كداب
ده هوّا كان
و كان ابيض
و كان يضحك .. و يرقص ضحكه فوق عُقبي
و كان يحْبي
على العِتبة
و يسنِد عوده فوق خشبي
و كان يقرالي كل يومين
سهر..و كتاب
و كان يشرحلي دين و حساب
و كان يحكيلي عن جنّة من العِنّاب
و عن سفرين..مسافرهُمش
و كُنّا صحاب
و كان دايماً يقول : يا باب
لو البِت اللي مستنيها
جات.. يا باب
متقفلشي على قلبي
لا جات البّت
و لا هوّا رجع للباب
فـمين انتا ؟
يا ابو ضفّرة كما الأسفلت
يا ابو كُحة كما الخماسين
و صدر مكبكب الدخاخين
و مش ناقصة الشقوق...شقَّك
و مش ناقصة الحيطان..دقَّك
و مين زقَّك..عليّ..تولّع اسجارتك في باقي السوس
أمانة تسيبني و العِرق اللي متْلَصِم
و سيبني ادّس في المدسوس
أمانة تسيبني مِسْتنيه
:
يا باب
خلاص ..ما تبُصِّش ف وشّي
وشوف قلبي
هتعرفني
سكاكين المدينة كوم
جوّاه و متْعَبي
فعدِّيني
أمانة عليك لتفتح لي
ده انا كاتب على صدرك
يا رب اشرح لي و اشرح لي
..
يا بابْ
يا مستنيه
رَجع لك
من حنين سواقيه
فـ شِدّ الزير
و صُبّ اسقيه
يادوب يقعد على الدِّكة
و يرجع تاني للسكة
و هيسيبك
ف عزّ حضوره مستنيه
..