الأحد ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٧
بقلم موسى حوامده

أحبكِ كي لا أحبك

هكذا إذن
تتركينَ قلبي معلقًا بينَ أنياب الريح
وتعودين إلى يأسِكِ القديم.
هكذا إذن
لم تدم تلك القبلة
ولم تزهر أوراق الخريف
وما كان يسمعه البحرُ من ترانيم الصخور
لم يكن سوى عواء الروح.
هكذا وهكذا
تغادرين بستانك الأخصر
ونبيذك السلسبيل
لتشربي حساء الفراغ
وتقطفي زهو النرجس.
هكذا
لا يريد الماءُ رذاذَه
والعناكبُ تنمو بين يديك
وفي ظهري طعنةُ رمحٍ قاتلة.
أحبك
هكذا ...أحبك
هكذا يدخل الثلج دماغي
والساعة تعود للوراء.
أحبك
كي لا أحبك
نادراً ما تكره الأيدي الأصابع
والفؤاد الخفقان
نادراً ما تودع الكهوف عتمتها
والحروف تهجر اللسان
أحبك كي لا أحبك
كما تحب النعيبَ الغربان
وكما يعشق المرضى شفاءهم
وتكلل الموتى الأكفان
كما تحب الدموع الحزن
والمراثي المصائب
والخيانات الخذلان.
هكذا إذن
أمرِّرُ أصابعي على بصمات الهواء
فألمسُ وجهك
ألثمُ ظلَّ ذكرى فأحس خلايا جسدك
أستنشق عطر الحروف فأشم رائحة يديك
أزيح تفكيري بعيداً عنك
فأراك
أغلق هاتفي لكي أنسى
فتهب ريحٌ تشبه أنفاسك
هكذا إذن إذن
كلما نسيتكِ تذكرت
وكلما تغافلتُ عنك كنت أكتبكِ
هكذا وهكذا دائماً
يخون القلبُ صاحبه
وينام في صدر بومة خرساء

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى