هنا يمر جنود الهولوكوست
من خلال دم أطفال فلسطين ولبنان المسفوك يحلو لنا أن نسأل اوروبا الغربية وأمريكا " ذوي الحضارة المتنورة" : لماذا تشرعون قتل الالاف من الفلسطسنيين واللبنانيين العزل المسالمين من الاطفال والشيوخ والنساء وتشريد الملايين وتقفون متفرجين وكأن الكولوسيوم الذي بنيتموه أمامكم لتشاهدوا اليهود والعرب يسفكون دماء بعضهم البعض.
لماذا تسمحون للجنود الاسرائيليين الفرحين لتجمعهم على الحدود اللبنانية والفلسطينية المليئين بالحقد على أطفال فلسطين ولبنان ليدخلوا إلى شرايينهم في طقوس ٍ تجعلنا نفهم بأنهم يريدون أن ينفضوا جام غضبهم المتراكم على قشرة عقولهم "الذكية" من جراء إفرازات حضارتكم بذبحكم لأبائهم في الهولوكوست.
لماذا تغمضون أعينكم لجنود الهولوكوست الهاجمين الى وعلى لبنان القائلين للبنانيين بمجون المشلولين :
"نحن ابناء الهولوكوست ننتقم للهولوكوست عقلنا كله هولوكوست أكلُنا كله هولوكوست شرابنا كله هولوكوست نومنا كله هولوكوست ورؤية عيوننا لكل أطفال لبنان وفلسطين يصبغها بكثافة رماد جثث أبائنا وأطفالنا في محارق الهولوكوست الاوروبية وانوفنا تشتم فقط رائحة الجثث في محارق الهولوكوست ومشاعرنا مشوهة من الهولوكوست وأكلنا كله وحبنا وزواجنا وافراحنا وبهجتنا وحزننا كله هولوكوست.
ليس الامر كذلك بل سلاحنا الجبار وطائراتنا ودباباتنا وبنادقنا ورصاصاتنا وتخطيطاتنا وانتصاراتنا وهزيمتنا وقوتنا في قلوب الامريكيين والاوروبيين هي هولوكوست هولوكوست هولوكوست.
جنرالاتنا وضباطنا وجنودنا وطيارينا وسائقي دباباتنا وقاذفي قنابلنا ومطلقي رصاصاتنا قوتهم في الهولوكوست, عشقهم في الهولوكوست, نكاحهم في الهولوكوست, إنجابهم الأطفال في الهولوكوست ورقصاتهم وسُكرهم ونومهم وقيامهم في الهولوكوست.
فقتل ابناء لبنان وفلسطين, هاه هاه هاه, هو أيضا إفراز الهولوكوست.
فهنا نمر نحن جنود الهولوكوست على ارض لبنان وعلى أشلاء جثث أطفال لبنان المهشمة بجنازير دبابات الهولوكوست وهنا نقصف بطائرات الهولوكوست عظام شيوخ لبنان ونساء لبنان وجبال لبنان وفرحة لبنان ورقصة لبنان وحب لبنان ورشاقة صبايا لبنان أبدية الجمال والأمومة بصواريخ الهولوكوست الذكية.
فأي بوش وأي بلير وأي مركيل وضمير اوروبا وأمريكا يستطيع أن يقف أمام تشريد مليون من اللبنانيين وقتل الأبرياء منهم ومن الفلسطينيين عندما نقول لهم هولوكوست, وعندما نقول مرة ثانية هولوكوست وإذا قلناها مرة ثالثة سيفقد هؤلاء سيطرتهم على وعيهم وأنفسهم وفيما إذا كرّرنا الكلمة هولوكوست لحتى نصل العدد ستة لنذكرهم بعدد موتانا على ايدي "حضارتهم الأوروبية المتنورة" نستطيع أن نصيبهم بالشلل الفوري ونفقدهم انسانيتهم حتى لا يتمكنوا من التفكير والحديث والتنفس والاكل والشرب إلا على عزف ناي الهولوكوست."
"فليحيا الهولوكوست",
"فليحيا الهولوكوست",
"فليحيا الهولوكوست,
تنشد "دولة الهولوكوست"
و"جنرالات الهولوكوست" و "ضباط الهولوكوست"
و "اولميرت الهولوكوست" و"وعمير بيرتس الهولوكوست" و"دان حالوتس الهولوكوست"
ويشدي صوته عاليا
"بوش الهولوكوست" و"بلير الهولوكوست" وميركل الهولوكوست".
ونحن أطفال لبنان وفلسطين نسأل أي أم تعطيكم مصداقية لتشريد مليون مسالم غير جنونكم بهزيمتكم وعبوديتكم أمام هتلر وهزيمة وعبودية "حضارتكم المتنورة" التي شرعت وتشرع العنصرية والتشريد والقتل لأجل القتل, أمام ما أراده هتلر باتخاذكم تعاليمه ومعاييره مقياسا ليتحمله أطفال فلسطين ولبنان.
هذه هي رذيلتكم هذه هي رذيلتكم هذه هي رذيلتكم
ونحن أبناء الحرية نحن أبناء الحرية ونحن أبناء الحرية.
وأطفال لبنان سيهزمون الرذيلة سيهزمون الرذيلة سيهزمون الرذيلة.
أوروبا 2006، بقادتها السياسيين ومفكريها وأدبائها ورجال أعمالها ورجال دينها وشعرائها وصحافييها وجامعاتها وقوتها الإقتصادية والأكاديمية والفنية والصناعية والعلمية والعسكرية والنانو-تكنولوجية ودخلها القومي السنوي الذي يصل إلى 6,000,000,000,000 دولار أمريكي، تطلب من ذلك الطفل الفلسطيني واللبناني الذي شرد من وطنه ويلبس لجوءه في أزقة مخيمات اللاجئين أن يقدم لعقولهم جوابًا على السؤال: لماذا شرّعت الحضارة الأوروبية المتنورة مقتل مليون ونصف المليون من الاطفال اليهود وخمسة ملايين اخرين من اليهود البالغين الذين لم يقترفوا ذنبًا سوى كونهم أبناء إبراهيم.
هذا هو الطفل اللبناني والفلسطيني الذي سيشير بأصبعه إليهم متهمًا إياهم بأنهم بكل جبروتهم ومراكز أبحاثهم وحضارتهم المتنورة قد عجزوا عن تحمل مسؤولية آثامهم وفرضوا عليه أن يحمل على جسده النحيل مسؤوليةً التمحيص في تجربة الهولوكوست وإستخلاص العبر الإنسانية منها.
ما الذي يمنعهم أن يتمعنوا جيدًا في تجربة الهولوكوست؟ هل هنالك هدف لتوفير القليل من الأموال أم أن الأمر أضخم من أن يستوعبوه.
إنه الطفل الفلسطيني واللبناني بحجم قلبه الصغير وعينيه المتعبتين وأنامل يديه النحيلتين الذي سيتسع ضميره وقلبه الكبير لإستيعاب آثامهم وما فشل عنه عباقرة أوروبا.
أمريكا 2006، وبوش على رأسها، تحلم ليل نهار بحرب "أرماجدون" – الحرب التي سينتصر فيها الخير على الشر، الحرب التي يحلم بها إنجيليو (أفنغاليو) أمريكا كما حلم إنجيليو (أفنغاليو) بريطانيا سنوات 1900 بالقضاء على اليهود حيث سيقتلون ثلثيهم وسيُنصّرون الثلث الأخير.
أمريكا الغنية تتمتع بحلمها الذي يتسبب بتحميل ذلك الطفل الفلسطيني واللبناني بعينيه الباكيتين التي تزف دماً ودمعاً مسؤولية الاجابة على السؤال: لماذا فُرض عليَّ أن أكون ضحية حُلم أرماجدون وضحية تمتع أغنياء وإِنجيليي أمريكا وبريطانيا بحلم "القضاء على اليهود" في آرمجيدون؟
أمريكا التي رفضت مد يد العون لليهود سنة 1942 تنتظر من الطفل الفلسطيني الذي يحلم بكسرة خبز لسد رمقه أن يقدم لجهابذتها ومفكريها تحليلاً بسيطًا يقول فيه : العنصرية هي التي قتلت ستة ملايين من اليهود فعليكم واجب التحدي ليتم التعامل مع كل أطفال العالم وفقًا لمبدأ محاربة العنصرية.
أمريكا وأوروبا مع سكانهما – ستمائة مليون من الأغنياء – يُحَمِّلون الطفل الفلسطيني اللاجئ الفقير وزر آثام حضارتهم تجاه خصمه الإسرائيلي.
أوروبا وحضارتها المتنورة التي قتلت ستة ملايين من اليهود الأبرياء، وأمريكا التي وقفت جانبًا متفرجة ولم تحرك ساكنًا لإيقاف ماكينة الإبادة النازية، لا تستطيعان تقديم تفسير يعتمد التوراة والإنجيل للسؤال: لماذا قتل بدم بارد ستة ملايين من اليهود؟
إنه الطفل الفلسطيني واللبناني الذي سيتهمكم بخنوعكم لتعاليم وإسقاطات هتلر وعدم تمكنكم من الإرتقاء إلى مستوى مسؤوليتكم التاريخية لحل مشكلة خلقتموها في وعي اليهود من ملاحقة وبارانويا وتراوما وصغر النفس وإنسحار وإنغلاق العقل التي يعكسها في معاملته للطفل الفلسطيني واللبناني الذي يدفع ثمن كون اليهودي ضحية أعمال هتلر وحضارة أوروبا.
إنه الطفل الفلسطيني واللبناني الذي يتحداكم جميعا أبناء حضارة التنوير الغربية لتعطوه جوابا على السؤال البسيط: لماذا أنتجت حضارتكم ذلك النازي الذي فكر وفقًا للمعادلة التالية: "لكي نوفر الذخيرة والرصاص، لسنا بحاجة إلى إطلاق الرصاص في رأس الطفل اليهودي لقتله، بل سنضرب رأسه بقوة على الجدار لنرى دمه يرشق على الواجهات ويرسم لنا بدمه إنعكاس حضارتنا الأوروبية وبذا نكون ناجعين"؟
وهناك سؤال آخر يتحداكم الطفل الفلسطيني واللبناني أن تجيبوا عليه: لماذا أنتجت حضارتكم ذلك النازي الذي فكر وفقًا للمعادلة التالية: "لكي لا يتزحلق الضباط النازيون في معسكرات الإبادة اختار هؤلاء أن يوفروا ثمن الرمل والملح الذي وجب نثره على الثلج المتجمد على الأرض ونثروا الرماد الذي نتج عن حرق جثث اليهود في أفران الغاز".
أيها الأمريكيون، لماذا لم تلبوا نداء إستغاثة اليهود الذي عرفتم عنه سنة 1942، ولم تعملوا لإيقاف أفران الغاز في أوشفيتس وسكك الحديد التي أقلت اليهود إلى حتفهم في هذه المعسكرات؟
استطيع أن أتخيل بأسىً توقيع حذاء الرئيس الأمريكي روزفيلت وحذاء رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل على رماد جثث الضحايا الأبرياء اليهود.
إنها الصورة الأبدية لحضارة التنوير الغربية. تدوسون على رماد جثث اليهود لتكونوا ناجعين بأعمالكم.
لماذا رفضتم يا أبطال أرماجدون قصف أفران الغاز والسكك الحديدية ولماذا لم تفتحوا الحدود للفارين اليهود وأغلقتم الحدود في وجوههم؟ وكنتم على مقدرة من ذلك والقرار بأيديكم!
لم تتمكنوا من إعطاء الجواب حتى اليوم، ولن تتمكنوا، لأنكم تشرّعون قتل الطفل الفلسطيني والبناني وضميركم معذب من قتل الأطفال اليهود والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين وأنتم لستم أحرارا. بذلك تتنصلون من مسؤوليتكم الإنسانية والفكرية والأخلاقية وتُحَمِّلون الطفل الفلسطيني واللبناني واجب دراسة تاريخكم وأخلاقيات حضارة آبائكم التي شرَّعت قتل اليهود، وواجب إستخلاص العبر من المحرقة.
إن تنصلكم أنتم، أغنياء العالم، من هذه المهمة، وإلقاءها على كاهل أطفال فلسطين ولبنان هو بذاته خنوعكم لتعليمات هتلر وميراثه وهو هزيمتكم.
أنتم الجبناء وأطفال فلسطين ولبنان هم أبطال الإنسانية بتحملهم ميراثكم وقيامهم بواجبكم. لقد كتب عليهم ذلك لأنهم يدفعون ثمن تقاعسكم في إستخلاص العبر الإنسانية من تاريخكم.
يحلو للطفل الفلسطيني واللبناني أن يذكركم بميثاقكم :
ويقول كما ورد في القرآن الكريم "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63-البقرة).
وينبهكم إلى ما جاء في الإنجيل : "فأخذ رؤساءُ الكهنة الفضّة وقالوا: لا يحلُّ أن نُلقيها في الخِزانة لأنها ثمن دمٍ. فتشاوروا واشتروا بها حقل الفَخَّاريِّ مقبرةً للغرباء. لهذا سمي ذلك الحقل حقلَ الدّمِ إلى هذا اليوم" (انجيل متى 27: 6).
فما دام أطفال فلسطين ولبنان يدفعون ثمن الدم المسفوك في أوروبا فخطيئتكم أعظم من كل أسلحتكم الذكية
ولأطفال لبنان وفلسطين الحرية والنصر, الحرية والنصر على رذائلكم.