مرثية منفى وموتى وعودة المعنى
في عاقرِ اكتَمَلَ النِصَابُ كأنّ أحلامي ستزأَرْ 1نأتي على أَثَرٍ يُشَذِّبُ قلبَنا، في الروح يصدَحْأمي هنا لمستْ جدائِلَها فراشاتٌ كَحُلْمِكْسارتْ على فرحِ الأديم وعمدتني قرب زهْرِكْوانتابها مُرحٌ يداعب هندباء التل جنبكلم تنس أن تصف الحديقة في أغانيها وشِعْرِكْعطشى لرؤية ظلها سُحُبًا على عشبٍ يحبُكْفي عينها قمر يوثِّق عهدنا للأرض حولكْوالقلب يحمل صوتها وترًا يغني حلم شعبكْفي عودة صقلت خرائط دربنا حتما لبيتكْستون من شَظَفِ السنين ولا ردىً يصطاد عَزْمَكْهَوَسُ الإيابِ لعاقرٍ رسم الخطا دربًا لسيرِكْهيّا لنأخذ رحلتي وصديقنا ذكرى لجُهْدِكْفالهيثمُ الحَسَنُ المخضَّبُ بالأسى حَيفَاهُ نبضُك 2أَرَقِي على وطنٍ قُراهُ تهشَّمَتْ، والنَّكْبُ صابَهْستون في ظُلُمَاتِ خيمتنِا، ولم نُذعِنْ لمَهْجَرْقلنا لِنَسْرُدَ رحلتَنا ، قمري معي والحربُ أَبْدَأْفي عاقرِ امْتلأَ الربيعُ ثلاثَ باقات ٍ وهُجِّرْ 3نحو الجنوبِ ونحو بادِيَةٍ تُواسي بؤس نومِكْوالوقتُ لم يجدِ الجوابَ للاجئٍ تُعفِيهِ حرصَكْليمونةٌ رسمت ظلالَ طفولةٍ غابتْ لِغَيْظِكْوالبئر دلكه الزمان مروِّضا دهرا لعهدكفي اسم الفتى شجرٌ يسجل باحة المأوى لمُلْكِك.فارْسُمْ على حجرٍ هديلَ يمامةٍ للحيِّ ضمّكْفالحرب رافقت البداية والمنافي حول حزنكلم تنته الطلقات في صخب الأغاني عند حصنكوالبحر في كلمات غزةَ هائجا أبكى عيونك 4حين انضوى قدرٌ يحاكم لاجئا، والموت حولَكْيمشي على خطوات والدك الفتيِّ العودِ يُهلِك 5يلقي عليه رسالة الشهداء مَدْعُوّاً كَنيْزكْممدوحُ للوطن الطريدِ يزوِّدُ الراياتِ حُلْمَكيهوى على أمل بأن فداء شعبٍ أمر ُ أَرضِكاستُشْهِدَ القَمَرُ الجليُّ على مهماتٍ لِسَيْفِكْفي مشهد نقش الفداءَ طريقةً أُولى لشعبكأولى المدارس في الوقوف على جراح الأرض فَتْحُكْأُولى الدماء على تراب بلادنا تروي انتصاركفانهض وصيةَ والدٍ لتحارب المنفى وتَفْتِكنصرا لعودة أمةٍ، ولعاقرٍ نصبو رجوعك.أمي هنا سَلَبت ْرموشَ عيونِها أشجارُ أَرْضِكأمي هنا حملت حجارة بيتها والدمع مُنهِككانت على وترٍ تروِّضُ محنةَ القتلى وتصمدتمشي على ألم وبئر حنينها للبيت تنضحذكرى عصية ُ مخرج ٍ صعُبَتْ على أمي وأمِكْهذا ابن مجزرة ٍ على طرقات لدٍ ذكرياتُهحيفا لهيثمَ خالدٍ شهِدَت زرافاتٍ تهجّرْتلك الطريدةُ قلبُها بمخيمٍ سالت دمائُهماذا إذاً بجراحنا وهجُ المآسي صكَّ دورَهْشاهدتُ قلبَكِ نابضا يتداول المأساةَ ذعراًيشتُّ رائحة النسيم على شجيراتٍ تُحيطٍكْها يصعق الفرحُ المدججُ بامآسي لون قلبِكلم تتحملْ متناقضاتِ عروشِنا جدرانُ قلبكقلنا تماثل علتي قدرَ الفلسطيني مثلِكْوالقلب لم يتعارض القدر الذي نادى حضورِكقلتُ الشهيدُ أبي فهل وجع الثكالى صاغَ روحَكْوالغيبُ يصحبني على عتبات أهوائي ويُهلِكْمنذ الصِبَا كتبَ الفراقُ مواطئَ المنفى كنجمِكْمالي أتوق لبيت والدتي وأحصي نثر قلبكوالموت في طرق الشهادة حدد المنحى لشعبكفيك التجارب تنتقي مَثَلَاً لتسري أنت وحدك.ماذا إذاً كتب الغراب على قراءاتي ونصكْ؟مستنقعٌ نصب الخيام منازلاً بيتًا لجدكْ.قلنا أبي صقل المذاهب في "غُلِبَتِ الرُّومُ" وَحْيَكْواختار والدك الشموع لثورةٍ تشدو قدومكاستشهد القمر المحارب في سبيل الشعب شعبِكما كنت غير ثلاثةٍ فوقعت في فقدٍ وأمك 6أمي تفارق كوكبا وتسائل الأقرانَ حولكعند الوداع لثائر لمحت ابا عمارِ جنبَكْلولاه ياسر قاد صاعقة أكنت الآن ذاتكلولاه ما رحمت مصاعبُ هجرةٍ أحزان أُمِكمن مثلنا عرفاتُ لم يَصِغِ المعاني مثل دربِكشد الوثاق وصاغ ثورتنا خَلودٌ فيه شعبك.مَطَرٌ يُوَفِّقُنِي على طرق الشتات لأحمل العلما... 7ويغادر المدنَ التي نقشت دمي حجراًفي خيمةٍ قد أَرَّخَتْ لمذابحي شاما بكى في مخلب الأسد. 8أمي هنا أمي هنا في مسقط الرأس الالهيلم تعرفِ الدربَ المؤدي للبدايات البداياتتلك التي روَّضتُّ أحلامي على تلقينهامِثْقالَ قولي في ضروريات معنى عودتيتسميك الشجيرات الصغيرات " الفتىذا المعضلات الملحمية"إذاً من أنت عند الاحتكام السُدرَتِيْللفصل بين الحق...والنبع الذي يهتاج من شاةٍتغُبُ الماء عطشى دون مأوى.أو ما تكون الكفة الراجحةبين ما تروي أساطير الحروف الذابلة...والورد يُهدي عطره المُغْريلعصفورٍ يؤدي مهنة الحب البدائي.هَوَسُ القاتلينَ يصكُّ المكان.ردموا بالنعيقِ قبور الأحبة الخالدين.وتغنوا بجُرمِ حراب الهراء على حارس الشجرِ.خِرَقُ العابثينَ ومزمور مأدبة العابرينيحدُّ الصلاةفعلى جثة خرقوا شارةً وتسلَوْا على ألم المبعدينيدبُّ النمل حول القبر في مسراكنحو البيت،والصبارُ يدعونا لنعطيك المناديل القديمةفالبيوت استدركت فيك الحنينوالدمع لا يقوى على أسرِ البكاء .قلتُ كنعان لم يورثْ معاني الرحلة الأولىسوى للمتقين التابعينفالإسم يعطي للصلاة الفاتحةوالراهباتُ استدركْنَ تبييتهاقلتَ كنعان يعني خانعا للهوالايمان في فحواه لله الخنوع.كوني إذاً يا بلدتي كنعانية التقوىقبل موسى واسمِه الأوريِّ وإبراهيمفي سفر العابرين وآفة المختارين الموعودين.كأنا من الوحي نهذي القراءاتِفي مطلع الترتيل للموتىكتاباتِ الزيارات السريعة...لا طقوسٌ جُرِّدَت من جلدهافي معجم الأديان مثل الإبتلاء الفلسطيني.فمن منا بلا حَدْسٍ يجاري لهفة الأنبياءلا بد من جدوىً لموتٍبعد ميعاد الفلسطينيِّ والأحلامفي عاقِرِ البيت الطريد.هذا ولوج الفلسطينيِّ في الذكرىوأبواب البدايات والمعنى لسر الخلود.وصلنا إلى ما يصيب القوافيبآهات حُمّى التشظيعلى ذكريات البدايات في المنفى.بداياتُ الأساطيرِ تَروِيعن قرىً أهدت صغيراتِنَاحظَّ مَن يورِثون الرواياتِ معنى الخلودِالمشذّى بسيفٍ يقاضي مهام الضحية.إذاً مَنْ يجيبُ السؤالَ المُقَفَّىبترديد وحي الفتى رهبةَ اللجوءِ.ومن يستعيدُ المعايير للحق في عودةالضيف للبيت في سطوة الشعر والمجاز.أنا ضيفٌ على بيتي أنا في رحلة المنفيِّعن ميلاد كنعانَ الأساطير اليبوسية.أنا ضيف على بيتٍ بلا مأوى لعنوانٍولا اسمٍ،ولا مثوى لعادات الندىوالدمع ينساني على جرحٍ بلا ظلٍوجدي يرقب الأحزان في قبر على تلٍفمن يا هجرة التشريديُغوِيني على التوطين في المنفىوجَدِّي ينبض الدقاتفي قلبٍ على مبكى نداءاتي؟من يُغويني على التوطين في المنفي؟؟؟لا احد ولا احد.فالشعب في مسرى "أبي عمارَ"لا ينسى وعود القلب للأسرىولا الوطنَولا شهداءَ صاعقتي.في عاقر اكتمل النصاب كأن أجداثٌ ستنهضفي عاقر اجتمع الغياب ليسمع الموتى بُكائَكْ.ما للخلود سوى مهمةِ كاتبٍ للنجم يُذْعِنْممدوحُ علَّمَ شعْبَنا سُبُلَ التفاني ثمَّ خُلِّدْأمي جميلةُ عاقرٍ قمرٌ منَ الثوارِ يَسْطَعْأيقونة لمسار ثورتنا لها الأيام تَشْهَدْفينا الغيابُ يحيكُ تجربةً وذكراهمْ سَتَخْلُدْ.سلامٌ علينا ورفق اليمامسلامٌ عليهمسلامٌ على الراحلين الأوائلسلامٌ على عاقرِ الوادعة والبنينِالمحلاة أحلامهم بالإيابسلامٌ لبيت على تلةٍ يرقب العودة للبنين اللاجئين.سلامٌ لوعد بحرية الشعب والانتصارسلامٌ جميلةْوداعُ جميلةُ صيدمسلامٌ لك الأم في عاقرٍسلامٌ لك الأم في ثورةٍسلامٌ لك الأم في عودةٍسلامٌ علينا سلامٌ لناسلامٌ سلامْ
1 – 6 أسبوع قبل رحيل الأم جميلة صيدم زرنا برفقة الأخ هيثم خالد الحسن قرية عاقر الفلسطينية التي هجر منها آل صيدم سنة 1948 حينها كانت جميلة صيدم ابنة ثلاث سنوات حيث شردوا إلى غزة وهناك اقترنت بالزواج مع قائد قوات الصاعقة في الأردن الشهيد ممدوح صيدم الذي استشهد في معاركه لقيادة قوات الصاعقة في الأردن والأراضي الفلسطينية عندما كان عمر صبري 3 أشهر. جلست على مقعد على شاطئ يافا والصديق صبري صيدم فيما جلست أمه جميلة صيدم مع زوجتي ازدهار على مقعد يجاورنا وتحدثنا فيما تحدثنا عن مرثية لوالدتي قرأت مطلعها عليه فقال لا أهوى شعر النثر فما يهزنى أكثر هو الشعر الموزون وفقا للبحور والمقفى فحاولنا مراجعة ابيات مرثية والدتي التي كتبتها على تفعيلة متفاعلن ولكن الحدس لم يصبني لأتنبأ بأنني سأقوم بكتابة مرثية لوالدته بعد اسبوع من اللقاء. فكانت هذه القصيدة
7 – الأخ موفق مطر عضو المجلس الثوري لحركة فتح
8 – ذكرت الأخت جميلة صيدم بأن ياسر عرفات طلب منها أن لا تبقي بنيها "في فم الأسد" مشيرا الى الرئيس السوري حافظ الأسد وطلب منها نقلهم لتونس