الأربعاء ٣٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم
هذه ليست برلين
تلك بلادٌ سبحتْ في رمادِ سماواتٍ هَجَرَتْها الأقمارفإنْ أردتَ عودةًفعُدْ مُلتَفّاً بالزمنِ الضبابيّعُدْ كأنّك ابنُ الرِّيحِ الضال مُحتمياً بالإعصارِحين يكفّ في صدرِكَ الولدُ المُشاغبُ عن العويلعُدْ بالخيباتِ مسكوناًفهذا زمنٌ ضلّيلهي خطاك تتبعُ خطى موجةٍلا الزّبد فيها يمحو زبداًولا الحافر في الرملِ يقعُ على حافرِخسرتَ تجارةً أغْرَقَها البحرُ وعطورَ نساءوزّعَهنَّ النَّدى على حدائقِ الليليا هذا العاثرُ النبيلوأنتَ الأصيلقبلك مرَّ غزاةٌ بحافلةِ الظلامِهي كالتي أغوت خائباً إلى ركوبِ السبيلهي ليلٌ، مهلكةٌهي غابةٌ شاسعةٌ للمرجانغزاةٌ مِن قبلك فتحوا أبوابَ البصرةِكنّا نجوسُ في ليلِ الغابةِنحتطبُ جسدَ الهديلكنّا أنفاسَ الفسيلِ تغسلُ وجهَ الماءوتحتمي بالنخيلسأُخبرُك حين تدخلُ شمساًعن غزاةٍ مِن قبلك مرّواجزّوا ناصيةَ المدينةِ وقدّمواـ بلفافةٍ مِن ورقٍ طينيٍّ فَخَرَتْه الأساطير ـخصلةً مِن شعْرِها الجميللخائنٍ مِن بلادِ مابين نهرينوقالوا :لم نخسرْ شيئاً فمِن أرضِه اقتطعْنا له سهماً صغيراً يليقُ بروحٍ ضئيلما أبخسَ ثمنَ الخيانةِ !لم نخسرْ شيئاً قالوافالخائنُ معنا عادَ راغباً والخائنُ مرغماً عادعُدْ كي أخبرَكَ عن بحارٍ حَمَلَتْها الأساطيلعُدْ إلى زورقِك القديم وأبحرْأمامك برلين منتجعُ العاهراتِومِهْبَطُ العابرينأمامك برلين فأهدرْ بوجهِ الخائنِ:اخلعْ بأبخسِ الأثمانِ قميصاًاخلعْ.. اخلعْ.. اخلعْما أرخصَ الأجر !أخيراً عدتَ إلى صدرٍ منه تستدرُّلبناً أرجوانياً، قرمزياً، أو سحرياًإلى مبتغاكَ ها قد وصلتَإلى مبغاكَ وأنتَ الأخيروأنتَ الأجير وصلتَلم تكن آخرَ الأوغادِ ولمما أشبه فجور الليل بعهرِ النهارِوصلتَ وما خدعَكَ سوى صاحبٍ ذليلهل خسرتَ الرّحلتينوعويلاً على أبوابِ ضبابِك المَهِيلِ ؟كنّا نرقبُ سماءً مِن فوقِنا انتصبتْأجهشتْ بدوراً منطفئةً وجيشَ نجومكنّا نرقبُ ولم نتعبْوعلى مسافةِ قامتين منّا كان عراةٌ يتصيدونفي بحرٍ وهميٍّ للذّةِ يعومونيتابعون فراغاً تَدَحْرَجَ عليهممِن أعلى أكتافِ الرِّيحعراةٌ نثروا فوق جلدِكَ رملاً نارياًفتحرشفَ كجلدِ حيوانٍ بائدٍهي كرةُ النارِلفّتها الريحُ وانفلقتْ في ميدانمِن أحشائها انبعثَ كونٌ مِن ديدانعُدْ ربما كان هذا آخر المطافآخر الطريقِ الطويل