مَعَارِجُ الأوطَان
أتَستَعِرُ التَّمَائِمُ في قَصِيدِي
وأعطَافِي
لِتَلتَمِسَ انعِتَاقَا!!
كَصُوفِيٍّ
تَيَمَّمَ حِينَ مَاءٍ
يُزَمزِمُ وِردَهُ الـ " يَدنُو اشتِيَاقَا "
كَ " حَلَّاجٍ " بَرَىٰ في العِشقِ قَابًا
مِن القَوسَينِ أعمَارًا رِتَاقَا
كَمَصلُوبٍ على جِذعٍ عَتِيقٍ
تَوَضَّأَ في الدِّمَا كَفًّا وسَاقَا
بِأوصَالٍ مُقَطَّعَةٍ ورُوحٍ
تُزَمِّلُ وَجدَهَا الـ " يَغدُو احتِرَاقَا "
أنا الحَلَّاجُ يا قَومِي تَعَالوا
لِأَدعُوَكُم إلَى العِشقِ اعتِنَاقَا
وهَذِي خِرقَةُ الصُّوفِيِّ أَبلَتْ
أَدِيمَ ذَوَاتِنَا .. تَهفُو انسِحَاقَا
وهَذِي جُبَّتِي ما عُدتُ فِيهَا
سِوَىٰ طَيفٍ هُيُولِيٍّ .. يُلَاقَىٰ
كَمَجذُوبٍ
وعِرفَانٍ تَرَاءَىٰ
لَهُ العِلمُ اللَّدُنِّيُ انبِثَاقَا
فَكَيفَ لِشُعلَةٍ في حِضنِ شَمسٍ
وقَد ذَبُلَت وما تَرجو افتِرَاقَا
فَإِنَّ ذُؤَابَتِي يا مِصرُ قُدَّت
وبَعضُ حُشَاشَتِي تَذوِي اختِنَاقَا
فَكَمْ ظَلَمُوكَ يَا قَلبًا تَسَامَى
وَكَم سَحَقُوكَ بُغضًا واختِلَاقَا
كَقِدِّيسٍ يَسُوعِيٍّ أَمَاتُوا
على حَقَوَيهِ سَيفَهُمُو امتِشَاقَا
كَ " دَروِيشٍ " أنا
أَخلَيتُ ذَاتِي
مُطَهَّرَةً
مُحَلِّقَةً
بُرَاقَا
بِمِعرَاجٍ دَنَوتُ بِكُلِّ ضَعفِي
تَلَوتُ مَدَائِحِي دَمعًا مُرَاقَا
لِأوطَانِي عَرَجتُ اليَومَ عِشقًا
ونَادَيتُ الصَّوَاحِبَ والرِّفَاقَا
فَكَانَت طَعنَتِي جُرحًا مُمِيتًا
وكان سَبِيلُ رِفعَتِهم نِفَاقَا
تَسَنَّمَ بَعضُهم خُبثًا ولِينًا
وكان صَنِيعُهم فينا اختِرَاقَا
مَآرِبُهُم لِهَدمِ البَيتِ شَتَّىٰ
لِسُلطَانٍ سَعَوا فِينَا ارتِزَاقَا
فَثُورِي يَا صُقُورَ الفَجرِ ثُورِي
لٌأنَّ الأُفقَ يَزدَادُ انغِلَاقَا