فلَسطِينُ عَرَبِيَّةٌ
المَريَمَاتُ
على المَعَابِرِ
فَرَّقَتهُنَّ القَنَابِلُ والجَنَادِلُ والخطُوبْ
يَصعَدنَ نَحوَ مَصِيرِهنَّ
وطِفلُ (غَزَّةَ )
تَحتَ أنقَاضِ المَشَافِي
ـ والكَنَائِسِ والمَآذِنِ ـ
لا يُجِيبْ
يَمشِينَ خَلفَ صَلِيبِهِ المَوَّارِ والمَسرَىٰ يُجَاهِرُ بِالنَّحِيبْ
ويَسُوعُ في دَربِ المَوَاجِعِ يَصطَلِي دَمعَ الأَيَامَىٰ
واليَتَامَى
حَيثُ تَستَعِرُ الدُّرُوبْ
يَبكِي على أسوَارِ (غَزَّةَ ) والنَّشِيجُ المُرُّ
يَختَلِعُ القُلُوبْ
والأُمُّ
تَحتَضِنُ المَسِيحَ مُضَمَّخًا
والقَلبُ في فَرَقٍ يَذُوبْ
جُندٌ مِن الرُّومَانِ
يَقتَلِعُونَ
أبرَاجَ المَدَائِنِ
حِينَ تُختَلَقُ الحرُوبْ
ورِعَاعُ صِهيَونَ
الأَذِلَّةُ
يَحرِقُونَ الأَرضَ
في صَلَفٍ
وخِسَّةِ عَاهِرٍ
والصَّمتُ كَالأجدَاثِ
كَالمَوتِ الرَهِيبْ
يَتَصَايَحُونَ : اصلِبْهُ
والوَالِي (المُأَمرَكُ)
والمُهَجَّنُ
يَغسِلُ الكَفَّينِ
يَفتَعِلُ البَرَاءَةَ
مِن دِمَاءٍ تَعتَوِي فَوقَ الصَّلِيبْ
صُلبَانُ غَزَّة
والمَشَانِقُ
تَرتَوِي في مَهرَجَانِ العِزَّةِ الحَمرَاء
والفَخرِ العَجِيبْ
يَا مَجدَلِيَّةُ : ارجِعِي عَن قَبرِهِ المَحزُونِ
قَد قَامَ الحَبِيبْ
يَا مَريَم العَذرَاء
لا تَتَوَشَّحِي بِوشَاحِ حُزنِكِ
قَد رَأَى اللهُ القَدِيرُ
مَوَاجِعَ الأُمِّ الرَّؤُومِ
ونَصرَةُ الأَقصَىٰ تُسَارِعُ بِالطيُوبْ
وتَهَلَّلِي بِالنَّصرِ يا عَذرَاءُ
يَا أُمَّ الولادِ الطُّهرِ
يُولَدُ في مُخَاضٍ عَاسِرٍ
وَطَنٌ
يُخَاصُمُهُ الغُرُوبْ
فَتَشَدَّدِي بِالصَّبرِ
فَالعُدوَانُ في ذُعرٍ
كَجُرذٍ هَالِكٍ
مُتَصَدِعٍ
بَينَ المَلَاجِئِ
وارتِشَاقَاتِ الهرُوبْ
لا كلمات تعبر عن الوجع