من جرحي أرى بستاني
الصبار:
كم مرة ستمرُ في ذاكرتي وخزاتكَ
أيها الصبار؟
و كم سأغسلُ رحيلي عنكَ
برذاذ التنهداتِ
كي تراني جدتي
من ثقبِ الغيابِ المر
أجرُّ عربةَ أيامي
المحملة بالحروقِ و الصبر
و انا أسيرُ في الحنينِ إليكَ
أنزعُ عن الطرقاتِ خطوات الموتِ
محتشداً بأسئلةِ الضلوعِ
و بكروم و بدايات لم أزرها
ما زالت في ذاكرتي تمر
مثل مواكب برقٍ و خيول
بساحات الوثبةِ و الصهيل.
البرتقال:
تتمددُ على ساحل برتقالة رؤيتي
تحضنُ المجالَ أسراباً من أماني
تستوطنُ الشروقَ بياراتِ عشق ٍ و سطوع
لكن" نبؤة" الدجال تأتي
تبني سوراً من الضمِ و الدمِ
فتنزف اللآلى قرب الفجرِ و الينابيع..
نبؤة الجزار بلا قلب..
تُقشرُ بسيوف الظلام رؤيتي
تشيِّدُ جداراً بين جبيني و الربيع...
و أنا أرى بستاني من جراحي
أراه في أنَّات الأشجارِ
في جنازات الصقور و في الدموع
زهرُ البرتقال ساحلي
و النهرُ الذي يراني
يرفعُ رؤيتي بدراً
يلمعُ كقبضةٍ فلسطينيةٍ
في كبدِ المسيرةِ و الرجوع.