الثلاثاء ٤ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم
مدا ئـِـح ُ الغـراب
حينَ هبط َ أبيمطروداًمن أعالــي الفردوسكنت ُ أنــانطُفــةً في الغيـموكنتَ أنتَحارس ُ الخراب ِ الوحيدأنتَ علّمتَ أخيكيفَ يدفن ُ الموتـىويفتحُ الطريــق َإلى المقابــرأنتَ رفيقُ أبيفي الخليقــة ِ الأولىورفيقُ أخيفي رِحلة ِ الخطيئـةكنت ُ أقتربُمن لحظــة ِ ظهوريوكنتَ ترافقنــيفي رِحلة ِ الغيابمن عصر ٍ إلى عصروحينَ أشرقَ الضوءُفي عيــونيرأيتـُـكَمن خلال ِ النافذة ِالوحيدة ِفي البيــتتحّــوم ُ طويلاًوكأنّ َ ســرّ َ ولادتيكانَ بين يديكَلقد رافقتنــيعبرَ جميع ِ العصوروها أنتَ تقفُ أماميفوق َ مرتفعات الخرابوتتأملنيوأنا أنثر ُ آخرَ الأوراقلقد أدمنت ُ وجهكَيا صديقيوحين َ تغيبأراك َ دائمَ التحليق ِفي سماوات ِ روحيوجناحاك َ الأسودان ِيخفقان ِ دائــماًفوقَ قلبيأنتَ الظِّــلُ الذييرافقُ خطواتيوعلى جناحِكَتلمع ُ دائمــاًبُــقَــعٌ من دماءِأصدقائيأصدقائي الذينَ طويتَهُمفي بئر ِ الحفرةِ الاولىالحفرة ِ التي شَهِدتميلادَ الخطيئة ِ الاولىالخطيئة ِ التي فتحتالطــريــقَأمــامَ رغباتِ الشيطانالرغبات ِ التي جعلتنازوراقَ صغيرة ًفوقَ أمواج ِ الحياة ِالصاخبــةوها أنتَ كعادَتِكَتجلسُ فوقَ أسوار ِبيتــيلتتأمــلَ الشبحَ الذييتحركُ داخلَ البيتالشبح ِ الذي يناديكَمن بعيــــــدتعـــالَأيها الغــرابتعـــالَيا أخــيفما من أحــدٍأقربُ منكَإلىقلبي