في ذِكرى العُصفور والشَّجرة.
مُـسْـنِـدًا حَـيْـرتـي إلـى جـِذع الـشَّـجَـرة
ألـمْـلِـم أشَـلاءَ نَـفـسـي الـمُـبـعـثـرة
لـعـلَّ هـذا الـجُـلـوس،
يُـجـَلـّـِيـنـي
فـي مَـرايـا الـصّـَبـاح الـقـاصِـرة
يـُذهِـبُ عَـنّـي
وطـأةَ الـحَـنـيـن فـي عَـصْفِـه الـشَّـديـد
عـلى مَـشارفِ روح ٍ خائِـرة ْ
لـعـلَّ الـشَّـجـرة
تــُدْنـيـنـي مِـن حَـفـيـفِ أشْجـاري الـقـَـديـمـة
كـانـتْ لِلـطـّـفـل مَـأوى
ومَـرايـا لِـخـيـالاتٍ كــُبـرى.
لـكـن، ما جَـدوى الـحـنـيـنْ..؟
هَـوى’ عُـصفورٌ مِـن عَـلى غـُصِن الـذّكرى
تـَعـَّى "كـَرْنَـفال" الـغـابَـة.
لا كـَوابـيـس
لا هَـديـر
ولا أقـْـنِـعـة.
أحِـنُّ إلـى ارْتِـدادٍ سَريـع ٍ
أمْـسَحُ فـيـهِ عَـثَـراتٍ
تـشْـرَخُ الـسِّيـرةَ
تـللأمُ عِـطراً تـبَـخـَّر فـي الـهَـواءِ
أكَـفْـكِـفُ مـا يَـنـزفُ مِـن نـسـيـان
كـيْ يَـجـْري الـعُـمـر مَـوْصولَ الـبَـهـاء ِ
إلـى مَـصـبِّـه الـعَـمـيـقِْ.
ألِـحُّ عـلى طَـرفِ الـغـابَـة
في جَـذب الـوقـْت ِ مِن حَـوْلي
وخُـلـوِّ الـعَـراءِ
مـن طـُمأنـيـنـة الأسْـرار، هـناكَ
تـُـقـْبِـل نَـحْـوي "بـِكـرْنَـفـالِـها" الـعـامِـر
بـالـكَـوابـيـسِ
والـهَـديـرِ
وحَـفـيـفِ الأشْـبـاحِ فـي عِـزِّ الـنَّـهـارْ.
تـكـتـظُّ بـي الأدوارُ.
أحِـنُّ إلـى غـابَـةٍ ، تـُـفـْـردُ لـي تـيه ً
تـُـغـَطـِّيـني بِـعـُشْـب أطْـوَل مِـن قـامَـتي
يَتـَّـسِـع الـمَـدى،
وتـَرْحُب الـظِّـلالُ
في حَضْرة طِفل ٍ، يـَجْـنـحُ الـخَـطْـوُ بـهِ
كـمـا لـوْ أنَّ الـرِّيـحَ تـجْـري بـه ِ
إلـى غـيْـر مُـنْـتَـهى’ مِـن الأسْـرار.
أحِـنُّ إلـى يَـوْم أبَــدِّلُ فـيـه ِ
تـَـصْويـبـة طِـفـلٍ
أخْـرَستْ شـقْـشَـقـة َ الصَّباح ِ
ورَفَّ الجناح ِ.
كيْ تـَبْرأ السِّيـرة ُ
مِنْ دَم العُصفور
أحِنُّ إلى نفس ِ العُصْفور
تـَضرَّج في دَمِه الوَرْديّ
أنْفخُ فيه حَفيفَ الْجَناح
وزهـْوَ الريش ِ.
قبل أنْ يُصيبَه حَجرٌ
في عِزِّ الجُثـوِّ
على عَرْش ِ الخُضْرة ِ
والشَّقـْشقاتْ.
لَعلي أمْـسـحُ عـنْ روحي
نـدَمَ الـذِّكـرى.
أحِـنُّ إلـى سَـقْـسَـقـة، تـُـواربُ غـيْـمَ الرُّوحِ
يُـطْـلِقـها عُـصفـور
يَـنْـفُـشُ ريـشَ أحْـلامـي
ويَـؤوبُ إلـى كـنَـف ِ الـذكرى
مـعَ قـطـْـر الـصباحِ
أحِـنُّ إلـى كـلِّ هـذا
مُـسْـنـداً حَـيْـرتـي إلـى جـِدْع شَّـجـرة
خِـلــْتــُها أيْــكـة، لـكـن
غـابَ عَـنْـها الـعــُصفـورُ،
وسِحْـرُ الأساطـيـر