الاثنين ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم فريد النمر

على أجنحة القرار

سأفر من نغم المدائن حين تبتكر الحيارى في التعاويذ النفوس
سأفر من حاناتها الجذلى ومن شبق الزجاجات الرشيقة وهي تحفل بالغناء
سأفر من نزق البقايا حين تعتصر السكارى للنبيذ وحين تشربها الكؤوس
سأفر من خبز الشتات
من أصبع المنفى ومن غبش المسافات المطلة في
تضاريس العبوس
سأفر من سكك تصعر خدها ومن الزوايا النائمات على السكون
ومن رماد قد تخلل ليله قلق توزعه الرؤوس
سأفر من جسدي إذا تغلف اسمه بالرعشة الأنثى و بالحلم و بالإسفنج
سأفر من وله انتماءات العيون
وكل ما تهواه مقصلة الفؤوس
سأفر من ظلي تساومه الغيوم بظلها وقد تبعثر صوتها لحنا سماويا قديم
سأفر من صوتي ومن وجع الحكايات الحبيسة
مذ تسور شوقها بوح من النبض اليؤوس
سأفر مما استهزأت منه السنين و من قشور الليل
يوقظ نجمه وشما تناوره النحوس
سأفر من خرق الغبار تلفها كذبا نوايا المتعبين على الضياع
سأفر من لون الخرافة وهي تأكل نفسها جوعا
وفوق تنفس المعنى تدوس
سأفر من تفاحة النشوى بكف السارقين وقد تسلقها الفتات
في حين تكنسها الحبوس
سأفر من نفسي ومن روحي ومن وقت تغادره الصبابات العنيدة
كلما شارفن تنضح بالأماني في خيالات الشموس
سأفر مني من جراحي كلما أمسكت قوس الذكريات
سأفر من تاريخ قومي من تعدد شقوتي من كل بائسة عروس
سأفر من وقتي إذا ما شردت عيناي لملمة المساء
سأفر من ثقب المتاهات السخيفة كلما جاءت تؤطر نغمتي وهما
تراقصها الدروس
سأفر من كل امتداد مرجف يجتر في نفسي الطقوس
ما عاد متسع يليق ...إذا تشوهت المرايا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى