سخونة البارد

بادىء ذي بدء أنا لا أقف مع أحد ضد أحد، ولا يغلب على رأيي فكر منحاز لأي طرف من أطراف المعادلة الساخنة التي تتفاعل الآن في مخيم نهر البارد شمال لبنان وإنما انا مواطن عربي يشاهد ما يحدث.

أريد هنا أن أطرح بعض التساؤلات التي قد تجوب مخيلة أي مشاهد للأحداث التي تدور هناك والتي تتناقلها وكالات الأنباء بصور مختلفة عن بعضها البعض بشكل عجيب وكأن مخيم نهر البارد على هذه القناة أضحى مخيما آخر على قناة أخرى قد يكون أشد برودة أو سخونة تبعا لتوجهات القناة الإقليمية والأيدولوجية في بعض الأحيان أو قد تكون إملاءات خارجة عن نطاق سيطرة القناة لتوجيه رسائل الى أذهان المشاهدين بشكل غير مباشر.

من التساؤلات الكثيرة التي تجول في ذهني، لم مخيم نهر البارد؟ فإني لا أذكر أني سمعت به أبدا يذكر على تلفاز أو مذياع قبلا.

من هم فتح الإسلام؟ ولم هذا الظهور المفاجىء وبهذا القدر من الضخامة والهالة الإعلامية التي تحوم حولهم؟ لم تسارعت وتيرة الأحداث بشكل سريع جدا كسرعة الصوت وأصبحت شغل الناس الشاغل داخل لبنان وخارجه؟ لم هذا التدخل القوي من الجيش الذي صار ذا عدة وعتاد وعديد لم نسمع بها في الصيف الأشد سخونة العام الماضي؟ لم هذا الإجماع العالمي وتأهبه لتقديم شتى المساعدات - العسكرية منها واللوجستية – للجيش في حربه ضد عصابة كما يقولون وفي الصيف الماضي دكت بيروت ولبنان بشتى أنواع الأسلحة المسموحة والمحرمة؟ أين كان هؤلاء عندما قصفت بيروت بالطائرات ليل نهار والآن ظهروا لمحاربة هذه العصابة؟ كيف يكون من وصف المقاومة بالأمس بالإرهاب هو من يمد الجيش اليوم بالسلاح؟ كيف يكون عدو الأمس صديق اليوم؟ كيف يكون القاتل بالأمس مداويا للجراح اليوم؟ كيف؟ لا أدري...

هذه كلها تساؤلات وتناقضات غريبة عجيبة تجول في عقلي نابعة من محاولاتي البسيطة لتفسير الأحداث التي باتت الخبز اليومي الذي تقتات عليه وسائل الاعلام المختلفة، ولكن يصعب التفسير وتتعقد الأمور لدي أكثر فأكثر وكان الهدف من الطرح بهذا الشكل هو إيقاع المشاهد في حيرة لأنك لا تستطيع مستخدما كافة الوسائل المنطقية في تفسير أو تحليل ما يحدث!!!

وأخيرا قد يكون السبيل الوحيد لحل هذا اللغز هو الوقت، فمع مرور الوقت قد تتجلى حقائق جديدة تنير لنا الطريق أو قد تزيد الأمر حيرة وتعقيدا!!! حقيقة لا أدري!!!!