الاثنين ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم
رمسيس البهلوان
انتفض رمسيس من رقاده يدفعه الإنهاك من طول التسكع وعرض الذات للفرجة في شتى بقاع الأرض مقرراً العودة نهائياً حيث المستقر في وادي الملوك..فأخذ يبحث عن كفنه الملكي فلم يعثر له على أثر..فخرج إلى قارعة الطريق يشقه حثيثاً نحو بغيته غير مدرك بالمرة أنه عار تماماً إلا عندما قذفه الناس بالحجارة صارخين "فاسق منحل"..فصاح فيهم أنه رمسيس الفرعون..فقلب الناس أكفهم في شفقة متمتمين "معتوة".. فصنعوا له كفناً من مزق من شتى أنواع وألوان الأقمشة يسترونه به..وعندما وصل أخيراً إلى بوابة وادي الملوك أوقفه الحارس بإشارة صارمة مهدداً إياة وهو يتفحص دثاره القوس قزحي "لا مكان هنا للمهرجين".
تسلل بنظره من فوق كتف الحارس فألفى آبائه العظام على عروشهم يشيحون بنظرهم عنه في إنكار..فانهار أمام البوابة ينتحر بكاءاً في مرارة وندم.