أبطال النصر
أبطال النصر
تلقوا الأوامر من القيادة واضحة صارمة..كانت العملية انتحارا إجباريا فانطلق جماعتهم صوب الهدف المرصود يتقدمهم هو..تهتك سترهم أشعة الشمس الساطعة..ما إن عبر الخندق الفاصل بينه وبين العدو حتى انسكب عليهم سيل النيران غزيرا قاسيا..انبطح..التفت نحو زملائه فلم ير إلا غبار بياداتهم الآفلة..لم يأبة..استمر في التقدم عبر حقول الألغام..دوى عواء الإنفجارات حوله يصمه..استمر في الزحف حتى وهو يرى قدمه تتدحرج بجانبه..عبر الأسلاك الشائكة..إعتلا دشمة العدو..أطلق عدة رصاصات حصدت عدة رؤوس..غرس العلم واستلقى على ظهره طافيا فوق بركة دمائه الثاخنة فاتحا ذراعيه وآخر رمق في ذهنه لتجليات سالب الأرواح تلك التي تسبق زياراته دائما والتي أرته حينها بعين المستقبل زملائه الآفلين في الجهة الأخرى من المعركة يشربون الأنخاب..يتقلدون النياشين والرتب الاستثنائية..يتولون المناصب ويتحدثون لوسائل الإعلام بنبرة هدجها الفخر عن النصر وعبقرية التخطيط والبطولة والتضحية بالذات..
الزعيم
تشامخ قدر المستطاع خلف منصته العالية يلقي خطبة نارية في أمواج الحشود المتلاطمة الممتدة من تحته حتى خط الأفق..يلهب حماستهم يحيلها بركانا هادرا من الصياح والهتاف"بالروح..بالدم..نفديك يا زعيم"..معاهدا إياهم ومعاهدينه على الكفاح حتى الرمق الأخير ضد العدو الذي ما إن سماه حتى انهالت أمطار القذائف عليهم من كل حدب وصوب ساخنة سخونة جهنمية مثيرة زوبعة هائلة من فتات اللحم والعظم والدماء الطازجة لم تستمر غير لحيظات ثم رقدت فارتفعت عينا الزعيم مرتعدتين من خلف المنصة ترقب جحافل العدو أمواجا زاحفة نحوه على عجين اللحم والدم يتقدمهم قائدهم ناظرا نحوه بعين حمراء..فقفز الزعيم من خلف منصته راكضا نحو قائد العدو حتى أصبح قبالته ثم راح يخلع ملابسه المنشاة قطعة فقطعة حتى تعرى تماما وهو منخرط في رقصة إباحية صرفة..
عاهرة
تمرغت على سرير الدنس متوضعة جاهزة لإمتاعه..ولكنه لم يقربها بل لم ينظر نحوها حتى..إنما راح يبدل ملابسه بهمة عالية فارتدى ملابس إحرام وتقلد درعا سابغا وخوذة ونصلا..راقبته باستخفاف حتى انتهى..لحظ استخفافها فقال بصوت خفيض:
– سيدتي.. أنا لم آت للوقوف في طابور المنتهكين لك..بل وهبت نفسي للذود عما تبقى لك من آدمية وكرامة جسد..
فسحبت من تحت وسادتها الملطخة بماء آلاف الرجال خنجرا حاميا..واقتربت منه على أطراف أصابع قبل أن تذبحه بدم بارد..ثم ألقت جسدها الهائج مدهكا بدمه على سرير الرذيلة ممنية إياة بأول داخل لمخدعها من طابور المنتهكين..