رؤية نقدية لنصوص الشاعر وهاب الشريف
يعود بنا الشاعر وهاب الشريف بمفهوم الشعر عند غوتة/ وهلدرلن/ في تجربتهم المتمردة والمتفجرة على كل ما يحجب عن الواقع المرير، بأحاسيسه المستمتعة بملاحقة صوره الخاصة. ولعل ما دفعنا لنصب اهتمامنا في هذه الرؤية على الجانب اللغوي في الصور الشعرية التصويرية التي تبلغ الكينونة لدي الشاعر وهاب، بما أننا نؤمن أن الشعر القوي يؤثر على الفكر ويحرك الجسد كلما اخترقت النصوص مناطق محصنة في العقل ومشاعر الجسد... كنصوص الشاعر المجنحة بأشكالها الملموسة والمأخوذة من الواقع الحياتي، لتبقى كالرحم الذي يحتضن النفس ويوزع حالاته السيكولوجية والوجدانية على هدير أمواج كلماته المحلقة، في عالم ينساب كجدول من صنع طبيعة الإنسان و يقظته الحسيّة المترصدة لالتقاط الصور ونقل أحاسيسها الخفية إلى الظاهر، من خلال صوته الداخلي، ومناجاته التي تدعونا للتوقف أمام هذه السرديات الإبداعية، والدخول إلى عالم صوره ومفرداته الميثولوجية في تراكيبها اللغوية الجامعة بين فلسفة الخيال وقدرة العلم، والتناقض بينهما، لارتياد عالم الوجود المعلق بالأمر الواقع الممزوج من تجربة شعور الشاعر المنسوج من ثوب مواجعه، وأخيلته المرسومة كلوحات سريالية، كاريكاتيرية متناثرة من حكايات ورؤية ملونة، في سطور محملة بالهم الإنساني والوطني، وحزنه الذي يشغل أحلامه الآتية من أقسى الطفولة إلى حيث نجد شاعرنا وهاب الشريف، يطاردنا بسرديات نصوصه منذ اللحظة الأولى إلى أن نترجم خلجات نفسه المتوقة بخيوط إبداعه المتغلغل برؤاه العالقة بين الماضي الحر، والحاضر المغتصب، وبين الولادة والولادة، ولوعة السعادة....، في قلمه المتنقل بين فلسفة الشعر، وصوره الحافلة بالرموز، وبأشكال تناقضات الزمن وأقنعة البشر، ومحاكاة اللا مرئي في الحياة، وكأننا نعيش ملحمة جلجامش في تاريخ مستحدث.
لنقطف من سموط هذه التأملات التي تكفي لخضوع قراءة قصيدة مجتهدة