الثلاثاء ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢
بقلم
بين الرحيل ... والـدمع!
( إلى روح صديقي وأخي الشاعر "فيصل قرقطي" انثر على روحك أغنية من أغاني حياتنا اليومية التي عشناها كعائلة معا في غربة لم تلد البديل عن الوطن .... )
(1)أتيتُ لأدونَ غيابَك من ذهوليلأفرشَ ظلالَكوأُسْرِجُ خيولَك مع طائرٍ ... أطْلَقْتَ سراحَه يومالأملاءَ سِلالَ الصدقِ من أوتارِكبين الذهولِ والمحبةِ ...!التي حَمَلَتْ أصابعي ظلُكولَمْلَمْتُ ذِكْرَاك من ضُلوعِ الفجر(2)بين الدهشة .... ِوالدمع ِ!أتيتُك ليلاً لأسْأَلَك:هل صَنَعَ القلمُ قبرَك ...؟أم كان قلبُك يطلقُ رصاصاتَه نحو القبرِ؟ألم تقوى يا صديقي على تأجيل مأتمك ؟الم تقوَى على انتظارِ حضوري؟لأصْنَعَ لك طعاماً لُبْنانياهل كان قلبُك في يدِك حين تَركْتَ" الوفاء، والحسام، والسلام، والسما " دونك ؟أم كان قلبُك يرسمُ قمرَ اللغةِ في الشعرِ للعابرين في طقوسِك ...قد لا يليقُ بِكَ يا صديقي هذا الكفنُقد لا يليقُ ...وقد لا يليقُ بي أن أتْرُكَك بلا غطاءٍ…لذا جِئْتُك من بيروت إلى سورياإلى جزيرة قبرصومن غزة إلى بير زيتلأدخلَ معطفَ كتاباتِك ....وأسألُك:هل سالَ حزنُك قهراً ؟؟هل سال قهرُك فوق الصبرِ؟هل سال حبرك في حضرت الموت ... ؟كما سال قلمُك دماءاً على بيروت وصبراآه يا صديقي كم وضعْتَ الشعرَ متراسا لشعبِك ...وكم كان صبرُك يرسمُ النصرَفوق اللحظاتِ المقتولةِلترسُمَ الهويةَ الفلسطينيةَ ...(3)بعد شارعين ... وشرفةأتيتُ لأقولَ لك :كم كانت قدماك تركض لخدمة الأصدقاءكم كان هذا القلبُ عاصمةً للمتعبينكم كان يحفظُ في خزائنِه مواويلَ الأنينكم كان هذا القلبُ جمراًكم كان هذا القلبُ طيراً يشدو ..يرفرفُ فوقَ الشعرِ ليستريحَ في عشِّ صدرِككم رأيت في عينيك الغضبَ والتصالحَوالتسامحَبعد لحظةٍ ...وخطوةهل تذكرُ يا صديقي حين هربْنامن شمسِ نيقوسياإلى دهشةِ شاطئ "بافوس"وأنت تسجلُ على كفك الأيسرِالعمرَ لحظةَ سعادةٍالأفضلُ لنا أن نعيشَه بين الورقِ والقلمِتحت هذه السماءِ(4)بعد شارعين ... وشرفةدمعتين ووردة تسألُكلما لم تمشطْ المستحيلَ وتنتظرْ أختاً لم تلدها أمكلنتسامرَ في سطورِ الشعرِ ....لنحللَ طقوسَ الحياةِ ...هل هو اختيارُك ألا تنامَ هادئاً إلا مع الموتِفي لياليِ طوالٍ …!!ولمّا سَحَبْتَ ظِّلَك قبل فجرِ البكاءِقبل أن تعيشَ السلامَقبل أن تُزوجَ "حسام "هل وزعْتَ ورودَ الكلماتِ على غبارِ الأردنأم تَرَكْتَ السطر الأخير على سريرِ مشفى الحياةفي لوعةِ حنينٍ لا يترجمُه أحدٌ سواي .....(5)آه يا صديقي كم سَتَفْتَقِدُكَ الدواوينوكرسي الغرفةقواريرُ الشرفةوأزهارُ البنفسجهل سجلْتَ يا صديقي رحلاتَ البحرِ البعيد ؟؟وقطفَ البرتقالواقتلاعَ الخرشوف....هل سجلت نُزهاتِنا العائلية ؟وبراغي ألعابِ أطفالنافي حلم قيلولةٍ لا تنامُ فيها في عينيك ؟هل دفأت أحلامَك بغطائيين ووسادةٍوهل وزعْتَ أوراقَ الليلِ على بيدرِ طاولتِك العتيقة ؟لأستنشقَ نبيذَ الشعرِ في عرينِك؟هل أفرغت منفضةَ السجائرِ قبل النوم؟....وهل سَتَسْبِقُـني على صناعةِ قهوةِ صباحاتِ أكتوبر؟قبل أن ترششَ العطرَ على زراعيِك ؟آه يا صديقي كم ستبكي فراقَك الأوراقُ والأقلامُوالقصائدُ المحشوةُ من دموعِك المختبئةِ في بحورِ الشعر ...(6)ها نحن الآن نرشُ لك سنابلَ العزاءلنرفعَ صوتَكونلامسَ كتـفي حضورِك ...لنَغردَ لحنَ كلماتِك المحملةِ بأرجلِ ألفِ معنى ...ها نحن نحزنُ لفراقِك ...نَجْمَعُ من أجلِك هاماتِ الشعرِ ...نرشُ زهورَ النرجسِ الحنونِ على ذكراك ...نرفعُ لك قبعةَ نخلةٍ لم تركعْ يومالنُذَكِرَك باللوزِ والزيتونِ.........يعز عليّ يا " فيصل" أن تحرِمَنا الأياّمُ أحاديثَنا الأدبيةَيعز عليّ ألا أشهد وجهَك وهو ينامُ نَومَتَه الأبدية ...و الختـام وداعاوداعا أيها الأخُ والرفيقُ والزميل ُوالصديقً الصادقُ الصدوقُعليك السلامُ يا أبا حسام ؟..وعلينا بالصبرِ الأليم ..